خصائص المجتمع الريفي
خصائص مجتمع الريف
من الصّعب تحديدُ سمات عامّة يتميّز بها المجتمع الريفيّ عن غيره من المجتمعات، فهناك أمور مشتركة تجمع بين أهل الريف وأهل الحضر ، كالدّين، واللغة، والتراث، والقيم، وغيرها، إلّا أنّ هناك بعضَ الخصائص التي تُميّز مجتمع الريف عن غيره من المجتمعات أبرزها:
- البنية الاجتماعية وتجانسها، فالمجتمع الريفيّ بشكل عام صغير، وبسيط في بنيته، والعلاقات فيه تقوم على القرابة، وتجاوز حيّز المكان، وتكون متجانسةً، ومستقرّةً في الغالب، ومعزولةً نسبياً كجماعة.
- المكوّن السكانيّ والأسري، ويتميّز المجتمع الريفي بصغر حجمه السّكاني، وقلّة كثافته، وغالباً ما تكون الأسرة كبيرةَ الحجم، وذاتَ علاقات مُتشعّبة، وقويّة.
- البيئة الزراعية، حيث يعتمد المجتمع الريفيّ بشكل عامّ في اقتصاده على الزراعة، ويعتبرها المهنةَ الأعلى قيمة في المجتمع، كما وتسيطر البيئة الطبيعية على المجتمع، كالشمس، والهواء، والمطر، وغيرها.
- التعليم والبطالة، حيث تنتشر الأمية كثيراً في المجتمع الريفي، وتختلف نسبة التعليم ما بين الذكور والإناث، إضافةً إلى انتشار البطالة، والذي من أسبابه الاعتماد على الزراعة، والتي غالباً ما تكون موسمية.
- النّظام السياسيّ والإداري تسودهما البدائية، وسيطرة أفراد الطبقة العليا عليهما.
- معاناة مجتمع الريف من تدنّي المستوى الصّحي، كما ويتميزون بأنّهم أكثر قرباً من التديّن.
- تُشكّل العادات، والتقاليد، والأعراف قاعدةً أساسية في أفعال الأفراد.
- البنية الطبقية أحياناً ما تكون متوارثةً، ومرتبطة بملكية الأرض.
- التغيير الاجتماعي يكون بطيئاً، ويعود ذلك إلى طبيعة السكان المحافظة.
نشأة مجتمع الريف
عاش الإنسان في بداية تاريخه وحيداً، ومتنقّلاً، باحثاً عن الطعام والآمان ، ومحاولاً استكشاف كلّ ما يدور حوله، ثمّ بدأ العيشَ ضمن جماعات صغيرة، كالأسرة، والتي لا تمتلك قدرته في الحركة الدائمة والتنقّل، ممّا دعاه إلى الاستقرار في مكان واحد يحتوي على أغلب احتياجاته، من الطعام، والشراب، والمأمن، ثمّ تشكّلت الأسر المتقاربة، والمؤسّسة للعشيرة، والتي توسعت مكونةً للمجتمع الريفي، وهذا التطوّر الواقع لم يتكوّن إلّا بعد مروره بمرحلة البحث عن الطعام، ومن ثمّ الصيد ، ويليها مرحلة الوعي، وأخيراً مرحلة الزراعة.
علم الاجتماع الريفي
يقوم علمُ الاجتماع الريفيّ بدراسة العلاقات الاجتماعية للتجمّعات البشرية التي تعيش في بيئة ريفية، ويبحث في الخصائص، وأشكال الحياة، ومقوّماتها الاقتصادية، وتحديد سماتها، ومقارنتها بالمجتمعات الأخرى، وقد برز الاهتمام بهذا العلم في الوطن العربي بسبب المكوّن السكاني، والذي يمتلك فيه المجتمعُ الريفيّ حيّزاً كبيراً، وقد أصبح لعلم الإجتماع الريفي فروع منها التنظيم الريفي، وتنمية المجتمع الريفي، والسياسات الاجتماعية الريفية، وغيرها.