خصائص الحضارة البيزنطية
خصائص الحضارة البيزنطية
للإمبراطوريّة البيزنطيّة حضارة تتجلّى بالعديد من الخصائص الّتي تُميّزها عن غيرها من الحضارات، ونذكر من هذه الخصائص ما يأتي:
أوّل من ظهر فيها الطائفة الأرثذوكسية المسيحية
فقد كانت الدولة البيزنطيّة ذات ديانة مسيحية استمدت نفوذها السياسي من نفوذ وقوّة الكنيسة، ممّا جعل نفوذ الإمبراطور البيزنطي أقل من نفوذ البابا الّذي يُشكّل رأس الهرم السياسي والديني في روما، ومن هُنا ظهر المذهب الأرثوذكسي الّذي زاد أتباعه في بلغاريا، وروسيا، وصربيا.
ذات أهميّة في المجال التجاري
فقد كانت الإمبراطورية البيزنطية واقعة على الطريق الحريري الواصل بين أوروبا، وآسيا، وإفريقيا، والّذي شكّل أهم طريق تجاري في العصور الوسطى، إلّا أنّ الغزو العُثماني أدّى إلى قطع مسير الطريق الحريري ممّا تطلّب البحث عن طريق تجاري جديد للأوروبيين لنشر تجارتهم، ممّا أدّى إلى اكتشافهم أمريكا.
النموّ الثقافي
فمن الجدير بالذكر أنّ التطوّر الثقافي الّذي ظهر في الحضارة البيزنطية ساهم بشكل كبيرة في تطوّر العديد من المجالات حتّى وقتنا هذا، كما أنّه ساهم في تطوّر الفكر الكلاسيكي والحفاظ عليه، وقد ساهمت تقاليد الحضارة البيزنطية في الحفاظ على التقاليد المعمارية، والفلسفيّة، والفنية.
وفرة الإرث الفني
حيثُ إنّ الفن في الحضارة البيزنطية حظي باهتمام، وتقدير كبيرين لدى الإمبراطوريّة البيزنطية، ممّا أتاح الفُرصة للفنانين الغرب بالتعبير عن فنّهم بانفتاح، مثل الفنان الإيطالي جوتو (بالإنجليزية: Giotto) الّذي يُعدّ أحد أهم الرسامين القُدامى، واهتمام الإمبراطورية بالفن ترك خلفها آثار فنيّة حين بدأ فنانيها باللجوء إلى الدول المجاورة ونقلهم أعمالهم معهم ممّا ساهم في انتشار أعمالهم، والتعرُّف عليها عن قرب في جميع أنحاء العالم في وقتنا الحاضر.
وفرة الإرث المعماري
فقد تميّزت العمارة البيزنطية بتصاميمها الطبيعية، واستخدام المعماريين آنذاك أساليب رومانيّة، وبيزنطيّة، وإظهار الديانة المسيحية في تصاميمهم، ويظهر ذلك مُتجليّاً في العديد من الدول حتّى وقتنا الحاضر؛ كمصر، وروسيا، خاصّة في الكنائس مثل كاتدرائية ويستمينستر (بالإنجليزية: Cathedral of Westminster).
الهوية البيزنطية
فتظهر الهوية البيزنطية، والثقافة، والحضارة في الأدب البيزنطي، وبعض الأغاني الّتي تُشجع على حماية الإمبراطورية وحدودها، وحافظ البزنطيين على ولائهم لحضارتهم على مدى العصور حتّى عند بدء انهيار الإمبراطورية ولجوئهم للدول المجاورة، ففي فترة الغزو العثماني كان اليونانيون يعرّفون بأنفسهم على أنهم رومان حتّى القرن العشرين.
إبراز دور المرأة في المجتمع
فقد برز دورها في العائلة، والمجتمع، وظهرت المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع البيزنطي، وقد شارك بعضهنّ في السياسة، والتجارة، وحصلن على حقوقهن في الميراث، إلّا أنّ الخضوع لم يغب تماماً عنهم.
الحوارات الهادفة
حيثُ إنّ إحدى المميزات الّتي تختص بها الحضارة البيزنطيّة هي الحوارات الهادفة، والفلسفيّة، واللاهوتيّة، مما ترك إرث ثقافي ، وفلسفي للعلماء البيزنطيين، وقد اتّخذت هذه النقاشات مكاناً في الكنيسة الأرثذوكسيّة في بدايتها الّتي لم تكّن تضم نقاشات دينية بحد ذاتها، ولا اهتماماً بها بقدر اهتمامهم بأن يخوضوا نقاشاً فلسفيّاً فقط.