حكم وأقوال ابن القيم
حكم وأقوال ابن القيم
نقدم لكم مجموعة من حكم وأقوال ابن القيم :
- قبل الندم .. اشترِ نفسَكَ اليوم، فإن السوقَ دائِمة، والثمنُ موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك السوق والبضائع، يومٌ لا تصِلُ فيهِ إلى قليلٍ ولا كثير، (ذلك يوم التغابن).. (ويوم يعض الظالم على يديه).
- البخيل فقير لا يؤجر على فقره.
- وقيل للحسين بن علي رضي الله عنهما: إن أبا ذر رضي الله عنه يقول: الفقر أحب إلي من الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا، فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن غير ما اختار الله له.
- من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته ومن أعرض عنها نظرت إلى كبر قدره فخدمته وذلت له.
- إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
- إن في القلب شعث: لا يلمه إلا الإقبال على الله، وعليه وحشة: لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن: لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق: لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب، وفيه فاقة: لا يسدها إلا محبته ودوام ذكره والإخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا.
- كن من أبناء الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا فإن الولد يتبع الأم.
- أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل.
- لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا.
- علمت كلبك فهو يترك شهوته في تناول ما صاده احتراما لنعمتك وخوفا من سطوتك وكم علمك معلم الشرع وأنت لا تقبل.
- ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.
- من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا.
- إذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن من قلبك.
- خلقت النار لإذابة القلوب القاسية.
- الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج.
- لا يجتمع الإخلاص في القلب، ومحبة المدح والثناء.
- إنما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل فإذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل إلى مقصده.
- أعلى الهمم همة من استعد صاحبها للقاء الحبيب.
- كن في الدنيا كالنحلة أن اكلت اكلت طيبا وإن اطعمت اطعمت طيبا وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.
- البخيل فقير لا يؤجر على فقره.
- يكون في آخر الزمان أقوام أفضل أعمالهم التلاوم بينهم يسمون الإنتان.
أقوال ابن القيم
نقدم لكم هذه الأقوال لابن القيم الجوزي:
- من استطاع منكم أن يجعل كنزه في السماء حيث لا يأكله السوس ولا يناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه.
- إذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير فاعلم أنه سفيه .
- سبحان الله تزينت الجنة للخطاب فجدوا في تحصيل المهر وتعرف رب العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته فعملوا على اللقاء وانت مشغول بالجيف.
- قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة.
- القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إليه سبحانه: أرقها واصلبها واصفاها.
- النعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد ونعمة منتظرة يرجوها ونعمة هو فيها لا يشعر بها.
- قلب المحب موضوع بين جلال محبوبه وجماله فإذا لاحظ جلاله هابه وعظمه وإذا لاحظ جماله أحبه واشتاق إليه.
- السير في طلبها (أي الدنيا) سير في أرض مسبعة والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين المحزون عليه آلامها متولدة من لذاتها وأحزانها من أفراحها.
- نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب.. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الأمور.
- أفضل ما اكتسبته النفوس وحصّلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه والمؤهلون للمراتب العالية.
- إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغني أنت بالله وإذا فرحوا بالدنيا فأفرح أنت بالله وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه تنل بذلك غاية العزة والرفعة.
- للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس؛ فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.
- للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.
- الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛ فكيف بغم العمر.
- محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.
- يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكائه على نفسه، وثنائه على ربه.
- المخلوق إذا خفته استوحشت منه، وهربت منه، والرب تعالى إذا خفته أنست به، وقربت إليه.
عبارات ابن القيم
اخترنا لكم مجموعة من أفضل عبارات ابن القيم:
- دافع الخطرة؛ فإن لم تفعل صارت شهوة وهمة؛ فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده صار عادة؛ فيصعب عليك الانتقال عنها.
- مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه، وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.
- ليس العجب من مملوك يتذلل لله، ولا يمل خدمته مع حاجته وفقره؛ فذلك هو الأصل، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه، ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.
- إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حربٍ؛ فاستتر منها بحجاب (قل للمؤمنين) فقد سلمت من الأثر، وكفى الله المؤمنين القتال.
- اخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق، المحشوِّ بالآفات إلى الفناء الرحب، الذي فيه ما لا عين رأت؛ فهناك لا يتعذر مطلوب، ولا يفقد محبوب.
- من تلمح حلاوة العافية هانت عليه مرارة الصبر.
- الصبر على عطش الضر، ولا الشرب من شِرعة منٍّ.
- غرس الخلوة يثمر الأنس.
- إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تُلحِقها بمثلها تُلقِحها، ونسل الخصام مذموم.
- أوثق غضبك بسلسلة الحلم؛ فإنه كلب إن أفلت أتلف.
- يا مستفتحاً باب المعاش بغير إقليد التقوى .. كيف توسع طريق الخطايا، وتشكو ضيق الرزق.
- للقلب ستة مواطن يجول فيها لا سابع لها: ثلاثة سافلة، وثلاثة عالية؛ فالسافلة دنيا تتزين له، ونفس تحدثه، وعدوٌ يوسوس له؛ فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول فيها، والثلاثة العالية علم يتبين له، وعقل يرشده، وإله يعبده، والقلوب جوالة في هذه المواطن.
- اشتر نفسك؛ فالسوق قائمة، والثمن موجود.
- العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه.
- في القلب حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله.
- الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة قد تكون منه الهفوة والزلة، هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها ولا أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين.
- أصول المعاصي ثلاثة: الكبر والحرص والحسد.. فالكبر جعل إبليس يفسق عن أمر ربه، والحرص أخرج آدم من الجنة، والحسد جعل أحد ابني آدم يقتل أخاه.
- من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه.
- المحب الصادق، إن نطق نطق لله وبالله، وإن سكت سكت لله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فسكونه استعانة على مرضاة الله، فحبه لله وبالله ومع الله.
- إن من الآثار القبيحة المذمومة للمعاصي أنها تعسر أمور المرء فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسراً.
- إن بيوت الجنة تبنى بالذكر، إذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.
- أرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات؛ لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه.
- من عاب أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله فإياك والشماتة بأخيك فيعافه الله ويبتليك.
أشعار ابن القيم
إليكم هذه الأبيات الشعرية على لسان ابن قيم الجوزية:
حُكمُ المَحَبَّةِ ثَابتُ الأركَانِ
- مَا للصُّدُودِ بِفَسخِ ذَاكَ يَدَانِ
أنَّى وَقَاضِي الحُسنِ نفَّذ حُكمَها
- فَلِذَا أَقَرَّ بِذَلِكَ الخَصمانِ
وَأتَت شُهُودُ الوَصلِ تَشهَدُ أنه
- حَقًّا جَرَى في مَجلسِ الإِحسانِ
فتأكَّدَ الحُكمُ العزيزُ فَلَم تَجِد
- فَسخُ الوُشَاةِ إلَيهِ مِن سُلطَانِ
وَلأجلِ ذَا حُكمُ العَذُولِ تَدَاعت ال
- أركانُ مِنهُ فَخَرَّ للأذقَانِ
وأتى الوُشاةُ فَصَادَفُوا الحُكمَ الذِي
- حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ
ما صَادَفَ الحُكمُ المَحَلَّ وَلا هُوَ اس
- تَوفَى الشُروطَ فَصَارَ ذا بُطلاَن
فَلِذَاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثبَتَ مَحضَراً
- بِفسَادِ حُكمِ الهَجرِ والسُّلوانِ
وَحكَى لَكَ الحُكمَ المُحالَ وَنَقضَهُ
- فاسمع إذاً يا مَن لَهُ أُذُنَانِ
حُكمُ الوُشَاةِ بِغيرِ مَا بُرهَانِ
- إنَّ المحبَّةَ والصُدُودَ لِدَانِ
وَاللهِ ما هذَا بِحُكمٍ مُقسِطٍ
- أينَ الغَرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَان
شتَّان بين الحالتَينِ فَإِن تُرِد
- جَمعاً فما الضِّدَّانِ يَجتَمعَانِ
يَا وَالِهاً هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ
- إذ بَاعَهَا غَبناً بِكُلِّ هَوَان
أتَبِيعُ مَن تَهواهُ نَفسُك طِائِعاً
- بالصَّدِّ والتَّعذيبِ والهِجرَانِ
أجَهِلتَ أوصَافَ المبِيعِ وقَدرَهُ
- أم كُنتَ ذا جَهلٍ بِذِي الأثمَانِ
وَاهاً لِقَلبٍ لا يُفَارِقُ طَيرُه ال
- أغصَانَ قَائِمةً عَلى الكُثبَان
وَيَظَلُّ يَسجَعُ فوقَهَا وَلِغَيرِهِ
- مِنهَا الثِّمَارُ وكُلُّ قِطفٍ دَانِ
ويبيتُ يَبكِي والمواصِل ضَاحِكٌ
- وَيَظَلُّ يشكُو وهو ذُو هجرانِ
هَذا وَلَو أنَّ الجَمَالَ مَعلَّقٌ
- بالنَّجمِ هَمَّ إليهِ بالطَّيرانِ
لِلَّهِ زائِرَةٌ بِلَيلٍ لَم تَخَف
- عَسَسَ الاميرِ وَمَرصَدَ السَّجَانِ
قَطَعَت بِلادَ الشَّامِ ثُمَّ تَيمَّمَت
- مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلعَ الإِيمان
وأتَت على وادي العَقيقِ فجاوزت
- مِيقَاتَهُ حِلاًّ بِلا نُكرانِ
وَأتَت على وَادِي الأرَاكِ وَلَم يَكُن
- قَصداً لَها فألاً بِأن سَتَرانِي
وأتَت عَلى عَرفَاتِ ثُمَّ مُحَسِّرٍ
- وَمِنًى فَكَم نَحَرَته من قُربَانِ
وأتَت عَلى الجَمَراتِ ثُمَّ تَيمَّمَت
- ذاتَ السُّتُورِ وَرَبةَ الأركَانِ
هَذَا وما طَافَت ولا استَلمت ولا
- رَمَتِ الجمارَ ولا سَعت لِقِرَانِ
وَرَقَت على أعلَى الصَّفَا فَتَيمَّمَت
- دَاراً هنالِكَ لِلمُحِبِّ العَانِي
أتَرَى الدَّلِيلَ أعَارَهَا أثوَابَهُ
- والرِّيحَ أعطَتها مِنَ الخَفَقَانِ
واللهِ لَو أنَّ الدَّلِيلَ مَكَانَها
- و ما كانَ ذلِك مِنهُ في امكَانِ
هذا وَلو سَارَت مِسِيرَ الريحِ مَا
- وصَلَت بِه لَيلاً إلى نُعمَانِ
سَارَت وَكان دَليلُها في سَيرِها
- سَعدَ السُّعُودِ وَلَيسَ بِالدَّبَرَانِ
وَرَدَت جِفَارَ الدَّمعِ وَهي غَزِيرَةٌ
- فَلِذَاك ما احتَاجَت وُرُودَ الضَّانِ
وَعَلت عَلى مَتنِ الهَوَى وتزودَت
- ذِكرَ الحبيبِ وَوَصلَهُ المَتدَانِ
وَعَدَت بِزَورَتِها فَأوفَت بِالذي
- وعَدَت وَكَانَ بمُلتَقَى الأجفَانِ
لَم يَفجَأِ المُشتَاقَ إلا وَهي دا
- خِلةُ السُّتُورِ بِغَيرِ مَا استئِذَانِ
قَالَت وَقَد كَشَفَت نِقابَ الحُسن ما
- بالصَّبرِ لي عَن أن أرَاكَ يَدانِ
وَتَحدَّثَت عِندِي حَديثاً خِلتُه
- صِدقاً وَقَد كَذَبَت بِه العينانِ
فَعجِبتُ مِنهُ وقُلتُ من فَرحِي بِه
- طَمَعاً ولكنَّ المَنَامَ دَهَانِي
إن كًنتِ كَاذبَةَ الذي حَدَّثتِني
- فَعلَيكَ إثمُ الكَاذِبِ الفَتَّانِ
جَهمِ بنِ صفوانٍ وشِيعَتِهِ الأُلَى
- جَحَدُوا صِفضاتِ الخالِقِ الديَّانِ
بل عَطَّلوا مِنهُ السَّمواتِ العُلَى
- والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرحمن
ونَفَوا كَلامَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
- وَقَضَوا لَهُ بالخَلقِ والحِدثَانِ