حكم صيام أيام عيد الأضحى
حكم الصوم في عيد الأضحى
يحرم صوم اليوم الأوَّل من عيد الأضحى سواءً للحاجِّ أو غيره من النَّاس، واستدلوا بما يلي:
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-: (نهى رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن صَومَينِ: يومِ الفِطرِ، ويوم الأضحى).
- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (شَهِدْتُ العِيدَ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-، فَقالَ: هذانِ يَومَانِ نَهَى رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن صِيَامِهِمَا: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِن صِيَامِكُمْ، واليَوْمُ الآخَرُ تَأْكُلُونَ فيه مِن نُسُكِكُمْ).
حكم صيام أيام التشريق
أيّام التشريق هي: الأيّام الثلاثة التي تأتي بعد عيد الأضحى، وهي: اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة، وهي من الأيّام المُبارَكة التي ذَكَرها الله -تعالى- بقوله: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)؛ والمُراد بالأيّام المعدودات أيّام التشريق.
والصَّوم في أيَّام التَّشريق يختلف حكمه للحاجِّ من غير الحاج، وفيما يأتي تفصيلٌ لذلك:
- حكم صيام أيام التشريق للحاجِّ
يجوز للحاجِّ الذي لم يستطع ذبح الهدي في الحجِّ أن يصوم أيَّام التَّشريق الثَّلاثة في حال لم يستطع الصِّيام خلال فترة الحجِّ قبل يوم العيد، فعن عبد الله بن عمر وعائشة -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ).
- حكم صيام أيام التشريق لغير الحاج
لا يجوز صيام أيَّام التَّشريق لغير الحاجِّ المضطر، حتى وإن كان الشَّخص عليه صيام شهرين متتابعين، ففي هذه الحالة يتوقَّف عن الصَّوم طيلة أيَّام العيد، ثمَّ بعد ذلك يستطيع إكمال صيامه.
حكم صيام اليوم الرابع من عيد الأضحى
لا يجوز صيام اليوم الرَّابع من عيد الأضحى والذي يوافق اليوم الثَّالث عشر من شهر ذي الحجَّة، حتى في حال مداومة المسلم على صيام الأيَّام الثَّلاثة البيض من كلِّ شهرٍ؛ فإنَّ هذا اليوم لا يجوز صيامه، وذلك لقول الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-: (وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيَّامُ أكلٍ وشربٍ).
الحكمة من النهي عن الصيام في عيد الأضحى
نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صيام أيَّام عيد الأضحى، والحكمة من ذلك أنَّ في هذا العيد منسكًا يفعله معظم المسلمين وهو ذبح الأضحية، وتوزيع لحومها على النَّاس والأكل منها أيضًا، وبالتالي لا يجوز الصَّوم في هذه الأيَّام حتى يتسنَّى للنَّاس أكل لحم هذه الأضاحي، ولذلك كان التَّحريم لأيَّام التَّشريق أيضاً، وليس يوم الأضحى فقط.
كما أنّ في عدم صيام أيام عيد الأضحى، امتثال لأوامر الله -تعالى- والرسول -صلى الله عليه وسلم-، حتى ولو لم يعرف المسلم الحكمة من ذلك، بدليل قوله -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ)، وقوله -تعالى-: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).