حكم الصلاة بالحذاء في المسجد
فضل الصلاة في المسجد
حثّ الإسلام على أداء صلاة الجماعة ، وعلى المسلم أن يحرص على أدائها في المسجد؛ لما فيها من الأجر العظيم، فقد ورد فيما صح نقله عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ رسول -الله صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة).
الدليل الشرعي على حكم الصلاة في الحذاء
الصلاة في الحذاء سنة مندوبة؛ وقد فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد فيما صح نقله عن الصحابي الجليل شداد بن أوس -رضي الله عنه-، أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خالِفوا اليَهودَ فإنَّهم لا يصلُّونَ في نعالِهِم ولا خفافِهِم).
حكم الصلاة في الحذاء
وإنما يُمنع من الصلاة في الحذاء بالمسجد إذا كان مفروش بالسجاد؛ حتى لا تتلف أو يصيبها نوع من الأوساخ وهذا في الحال العادي، أما إذا كان الشخص عنده ظرف ما ولا يستطيع خلع حذاءه فيجوز له ذلك، وليتأكد من سلامة حذائه من الأذى قبل أن يدخل من المسجد.
فقد صلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أحياناً منتعلاً وأحياناً حافياً، فقد ورد عن أنس بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في نعليه، فهو مستحب لإظهار جواز ذلك ومخالفة لليهود وإذا وجد في نعليه الأذى مسحهما بالأرض ثم صلى بهما.
وقد ورد فيما صح نقله عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء أحدُكم إلى المسجدِ فلينظرْ فإن رأى في نعلَيه قذرًا أو أذًى فلْيَمْسَحْه وليصل فيهم).
أما ما يكون في الأماكن والمساجد المفروشة بالتراب والحصباء يجوز ذلك، أما المساجد المفروشة بالسجاد كأيامنا هذه فلا يجوز الصلاة فيها بالحذاء؛ لأن غالب الناس ينكرون الدخول إلى المسجد بالحذاء، والبعض الآخر يفهم ذلك أنه استهانة بالمسجد وحرمته وأيضاً استهانة بالمصلين.
الصلاة بالحذاء في الأماكن المقدسة
ذهب بعض أهل العلم فيما يخص الصلاة بالحذاء في المسجد الحرام و المسجد النبوي والأماكن المقدسة، بعدم الدخول عليها بالحذاء والدليل على ذلك أن نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- عندما خرج من أرض مدين يريد التوجه إلى مصر في طريقه أُمر بخلع الحذاء عند وصوله إلى الوادي المقدس.
وذلك عندما كلمه الله -سبحانه وتعالى-، والدليل على ذلك قال الله -سبحانه وتعالى-: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)، فالأماكن المقدسة كالمسجد الأقصى مثلا والمسجد الحرام تقاس على الوادي المقدس.
والمسلم يجب عليه أن يخلع حذاءه في الأماكن المقدسة، وفي المساجد خاصة إذا كان هذا الشيء يُحدث نوعاً من الفوضى؛ لا سيما إذا كان طالب علم؛ فهو قدوة للآخرين وتكون الأنظار إليه وإلى أفعاله، فيجب أن يبتعد عن مثل هذا الفعل.