حكم الصلاة
حكم الصلاة
يختلف حُكم الصلاة باختلاف نوعها، فهي إمّا أن تكون فرضاً أو تطوّعاً، وأمّا الفرض فينقسم إلى قسمين: فرضُ عينٍ أو كِفايةٍ، ففرضُ العين يكونُ واجباً على كُلِّ مُسلمٍ مُكلّفٍ، سواءً كان ذكراً أو أُنثى، وهي الصلوات الخمس، لِقوله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، وقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)، ويُؤمرُ بها الصغير عند بُلوغه السابعة من عُمُرِه، ويُضرَب على تركها ضرباً غير مُبرِحٍ في سنّ العاشرة، وهي آكدُ* أركان الإسلام بعد الشّهادتين، وهي واجبةٌ في جميع الأحوال والظُّروف، سواءً في الأمن أو الخوف ، والصحة والمرض، والحضر والسفر، وقد فرَضها الله -تعالى- ليلة الإسراء والمِعراج في البداية خمسين صلاةً في اليوم والليلة، ثُمّ خفّفها إلى خمسٍ في العمل وخمسين في الأجر.
من تجب عليه الصلاة
تجبُ الصلاةُ على المُسلم، البالغ، العاقِل، ويُستثنى من ذلك الحائض والنُفَساء، فلا تجبُ عليهما، ولا تُؤمران بِقضائها، لِقولِ عائشة -رضي الله عنها-: (قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ)، كما أنها لا تجبُ على غير المسلم، ولا تصحُّ منه إن صلّاها، ولا يُؤمرُ بِقضائها عند إسلامه، ولا تجبُ على غير البالغ؛ كالصبيّ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رُفِع القلمُ عنْ ثلاثةٍ عنِ الصغيرِ حتى يبلُغَ وعَنِ النائمِ حتى يستيقظَ وعنِ المصابِ حتى يُكشفَ عنهُ)، ولا تجبُ على غير العاقل؛ كالمجنون، فلا تجبُ إلا على المُكلّف؛ وهو العاقل، والبالغ، والمُختار، فتسقُطُ عن المُكره.
حكمة مشروعية الصلاة
فَرَض الله -تعالى- الصلاة للعديد مِنَ الحِكَم، ومنها ما يأتي:
- تحقيق العُبوديّة لله -تعالى-؛ باتّباعِ أوامره، واجتنابِ نواهيه، والإخلاصِ له، وخشيته، والثناء عليه، ودُعائه، والبُعدِ عن الشِرك والكُفر.
- دُخول الجنة، وتطهير نفس المُصلّي من الذُنوب والخطايا، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خمسُ صلواتٍ كتبهُنَّ اللهُ على العِبادِ، فمَن جاء بهنَّ؛ لَم يُضيِّع منهنَّ شيئًا استِخفافًا بحقهِنَّ كان لهُ عند اللهِ عَهدٌ أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ).
- تعظيم الله -تعالى-، واستشعار القِلب لِذلك، وذلك إن أدّاها المسلم بِخُشوعٍ بعيداً عن الوساوس والخواطر المُلهية.
- الصلاة تنهى عن الفحشاءِ والمُنكر، وتُهذّب النفس، وتُقوّم الأخلاق، وتُساعد على ترابط المُجتمع وتقويته، وتكونُ نوراً لِصاحبها؛ من خلال اتّباع الحق، والبُعد عن الباطل والمُنكر، لِقوله -تعالى-: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
- الصلاة تُقوّي صلة العبد بربّه، وتُزيل الضغائن والأحقاد بين الناس، كما أنّها تُساعد على طاعة الله -تعالى- داخلَ وخارج الصلاة، وهي من أفضل العِبادات وأرفع المقامات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهامش
* آكد: من التأكيد، وهنا تأتي بمعنى الأكثر أهمية.