حق المسلم على المسلم
حقّ المسلم على المسلم
دلّت السنّة النبوية على جملة من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، إلّا أنّ آكدها وأشهرها ما ذكره الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: (إذا لقِيتَه فسلِّمْ عليه، وإذا دعاك فأَجِبْه، وإذا استنصحَك فانصحْ له، وإذا عطِس فحمِدَ اللهَ فشَمِّتْهُ، وإذا مرِضَ فعُدْهُ، وإذا مات فاتَّبِعْهُ)، وهذه الحقوق منها ما هو واجب عينٍ، ومنها ما هو واجبٌ كفائيٍ، ومنها ما هو مستحبٌ غير واجبٍ، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- ردّ السلام، حيث يعدّ ردّه إذا كان على واحدٍ واجباً في حقّه، أما إذا كان على جماعةٍ فهو فرض كفايةٍ.
- عيادة المريض؛ وتعد فرضاً كفائياً.
- اتباع الجنازة؛ والراجح فيها أنّها فرضٌ كفائي.
- إجابة الدعوة؛ حيث يرى جمهور العلماء أنّها واجبةٌ إذا كانت دعوةً إلى وليمة عرسٍ، فلا يتخلّف عنها الإنسان إلّا لعذرٍ شرعيٍ، أمّا إن كانت لغير ذلك؛ فهي مستحبةٌ على رأي الجمهور أيضاً.
- تشميت العاطس؛ وقد اختلف الفقهاء في حكمه، إلّا أنّ الراجح فيه الوجوب على من سمع حمد العاطس.
- تقديم النصيحة ؛ والراجح أنّها فرض كفايةٍ.
مكانة الأخوّة بين المسلمين
تعدّ الأخوّة الإسلاميّة أصلاً من أصول الدين، فهي رابطةٌ متينةً، ودرعٌ حصينٌ، وبها يتواصل المسلمون، ويتناصرون، ويتراحمون، ويتعاطفون، وبها بتوارثون، ويتعاونون، ويتناصحون، وقد ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم بعد الأمر بتقواه، وممّا يدل على عظيم عناية الله تعالى بها؛ أنّه أمر بالإصلاح بين المسلمين في حال حصول شجارٍ بينهم، وأمر بالقضاء على أسباب ذلك بالعدل والقسط، كما أمر بقتال من بغى واعتدى على الأخوّة الإسلاميّة لمن كان قادراً على ذلك، وجعل ذلك بالقدر الذي يندفع فيه بغيه وعدوانه إلى أن يرجع إلى حكم الله، ويدخل في حصن الأخوّة الإسلاميّة مجدداً، ولعظم وأهميّة مكانة الأخوة في الإسلام فقد آخى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بين المهاجرين والأنصار أخوةً عامّةً وأخرى خاصّةً أول قدومه إلى المدينة المنورة، كما أخبر عليه السلام أنّ كمال الإيمان إنّما يكون بأن يُحبّ المسلم لأخيه ما يُحبّ لنفسه.
ثمرات الأخوّة بين المسلمين
للأخوة الإسلامية بين المسلم ثمراتٍ عديدةٍ، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- يتذوق المسلم بها حلاوة الإيمان.
- ينال المسلم بها محبة الله تعالى.
- يدخل المسلم بها في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلّا ظله.
- يدخل المسلم بها الجنّة، ويرفع له في درجاته.
- يحصل للمسلم بها النشاط في أداء الطاعات، والبعد عن المعاصي والمنكرات.
- يستفيد بها المسلم من دعاء أخيه له.