حديث الرسول في أهل اليمن
أحاديث الرسول في أهل اليمن
وردت عدّة أحاديث صحيحةٍ أخرجها الإمامين؛ البخاري ومسلم، تبيّن فضل أهل اليمن، فيما يأتي ذكرها:
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا).
- أخرج البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)، وورد في روايةٍ أخرى أخرجها الإمام مسلم في صحيحه: (جاءَ أهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً، الإيمانُ يَمانٍ، والْفِقْهُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ).
- أخرج البخاري في صحيحه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو -رضي الله عنه- قال: (أَشَارَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقالَ الإيمَانُ يَمَانٍ هَا هُنَا).
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ).
- أخرج مسلم في صحيحه، عن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ اليَمَنِ، أَضْرِبُ بعَصَايَ حتَّى يَرْفَضَّ عليهم. فَسُئِلَ عن عَرْضِهِ فَقالَ: مِن مَقَامِي إلى عَمَّانَ وَسُئِلَ عن شَرَابِهِ فَقالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ، أَحَدُهُما مِن ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِن وَرِقٍ. وفي روايةٍ: أَنَا، يَومَ القِيَامَةِ، عِنْدَ عُقْرِ الحَوْضِ).
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يخرجُ من عدَنِ أبينَ اثنا عَشرَ ألفًا، ينصُرونَ اللَّهَ ورسولَهُ، هُم خيرُ مَن بَيني وبينَهُم).
شرح حديث اللهمّ بارك لنا في يَمَنِنا
ثبت في صحيح الإمام البخاري من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا)، والبركة الواردة في الحديث السابق يُقصد بها بركة الحياة الدنيا؛ كالطعام، والشراب، وغيرهما، ونُقل عن ابن حجر فيما يتعلّق بالبركة؛ أنّ تحقّقها في الدنيا لا يلزم تحقّقها في الآخرة، أو نيل الفضل في أمور الآخرة.
ويؤكّد ذلك ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللهمَّ باركْ لنا في مدينتِنا وباركْ لنا في شامِنا وباركْ لنا في يمنِنا وباركْ لنا في صاعِنا وباركْ لنا في مُدِّنا)، فالمُدّ والصاع يدلّان على أنّ المقصود بالبركة؛ بركة الحياة الدنيا، كالبركة في الطعام.
وورد في تحفة الأحوذي أنّ تخصيص اليمن والشام بالبركة؛ لأنّ طعام المدينة منهما، وقيل عن الأشرف أنّ النبي دعا لهما؛ لأنّه وُلد في مكّة، وأصلها من اليمن، وأنّه سكن ودُفن في المدينة، وأصلها من الشام.
شرح حديث الإيمان يمانٍ
قال أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أتاكم أهلُ اليمنِ، هم أرقُّ أفئدةً وألينُ قلوبًا، الإيمانُ يَمانٌ والحكمةُ يمانيةٌ)، وقيل في تفسيره إنّ إيمان أهل اليمن مميّزٌ، وذلك نسبةً إلى بعض الأشخاص الذين أتَوْا إلى النبيّ -عليه السلام- مسلمين، وكانوا من أهل اليمن.
وقيل إنّ إيمانهم كان سهلاً على المسلمين، ولم يعانوا معهم في الدعوة إلى الدِّين الإسلاميّ، وترتبط الحكمة بالفقه؛ بمعرفة الأحكام الشرعيّة، وإجراءها في مجراها بحكمةٍ من الله -تعالى-، وذلك ليس في أهل اليمن جميعهم، وإنّما قد يقتضي من كانوا في تلك الفترة.
شرح حديث إنّ الله يبعث رِيحاً من اليمن
ثبت في صحيح الإمام مسلم أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ اليَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الحَرِيرِ)، أي أنّ رِيح اليمن تكون لطيفةً على المؤمنين في قبض أرواحهم.
شرح حديث يخرج من عدن أبين اثني عشرألف
يقول الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يخرجُ من عدَنِ أبينَ اثنا عَشرَ ألفًا، ينصُرونَ اللَّهَ ورسولَهُ، هُم خيرُ مَن بَيني وبينَهُم)، وعدن أَبين المذكورة بالحديث؛ يُقصَد بها مدينة عدن التي تطلّ على البحر ؛ تمييزاً لها عن غيرها، فيؤكد الحديث على بركة أهل اليمن منذ القدم.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخبرنا بخروج جيش عظيم عدده اثنا عشر ألفاً، يَهُبُّون لنُصرَةِ الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا العدد من المسلمين وأهل الدين والتوحيد عددٌ لا يُهزم بإذن الله -تعالى-، كما أهل اليمن، أهل مَدَدٍ في الحروب دائماً.
شرح حديث أذود الناس لأهل اليمن
أخرج مسلم في صحيحه عن ثوبان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ اليَمَنِ، أَضْرِبُ بعَصَايَ حتَّى يَرْفَضَّ عليهم. فَسُئِلَ عن عَرْضِهِ فَقالَ: مِن مَقَامِي إلى عَمَّانَ وَسُئِلَ عن شَرَابِهِ فَقالَ: أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ، يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ، أَحَدُهُما مِن ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِن وَرِقٍ. وفي روايةٍ: أَنَا، يَومَ القِيَامَةِ، عِنْدَ عُقْرِ الحَوْضِ).
ويتحدث الحديث الشريف عن كرامة أهل اليمن يوم القيامة، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يُرجِعُ الناس عن حوضه حتى يأتي أهل اليمن، ويشربوا منه؛ جزاءً لهم على ما كان منهم، من دفع الأعداء عن الإسلام، فقد شهدت الثغور على شجاعتهم ومجاهدتهم، وكان منهم العلماء والمجاهدون، وقد عُرِفوا بالصفات الحسنة فوق ذلك، فاستحقوا هذه المكانة وهذا التقدير.