جزر الكناري
جزر الكناري
تعد جزر الكناري من أشهر الجزر السياحية ذات الطبيعة المميزة والساحرة، وفيما يأتي أبرز المعلومات المتعلقة بها:
التسمية
يعتقد العديد من الأشخاص أن أصل تسمية جزر الكناري تعود إلى وجود طيور الكناري فيها، إلا أن هذا الأمر ليس صحيحًا، إذ جاء الاسم من الكلمة اللاتينية "كناريا" (Canaria)؛ والتي تعني الكلب، وقد أطلق هذا الاسم على الجزيرة الأوروبيين الأوائل عندما وصلوا إليها، إذ تقول القصة أنه عند وصولهم إلى الجزيرة وجدوا مجموعة من الكلاب الكبيرة، فأطلقوا هذا الاسم عليها، إلا أن تلك الروايات يشوبها الشك، ولا زال أصل اسم تلك الجزيرة غير معروف على وجه التحديد لغاية الآن، إذ تختلف الروايات حوله.
الموقع
تقع جزر الكناري في منطقة ميكرونيسيا في شمال المحيط الأطلسي، وتحديداً مقابل السواحل الغربيّة للمغرب العربي، على بعد 100 كم من المغرب وجنوب غرب إسبانيا، وعلى بعد 1300 كم جنوب شرق جبل طارق، وتتبع هذه الجزر لدولة إسبانيا الأوروبيّة، حيث تعد واحدة من مناطق الحكم الذاتيّ التابعة لها.
الجغرافيا
تُقسم جزر الكناري إلى مجموعتين رئيسيتين؛ غربية وشرقية، إذ تتكون المجموعة الغربية من جزر تنريفي، وكناريا الكبرى، ولا بالما، ولا غوميرا، وفيرو، وتتألف تلك الجزر من قمم الجبال المرتفعة مباشرة من قاع المحيط، وترتفع معظمها إلى حوالي 1,200م، ويوجد فيها أعلى قمة جبلية في إسبانيا، وهو جبل تيد الذي يرتفع إلى 3,718م، أما المجموعة الشرقية، فتتألف من جزيرة لانزاروت، وجزيرة فويرتيفنتورا، وست جزر أخرى تعلو هضبة ترتفع إلى حوالي 1,400م من قاع المحيط.
تمتد جزر الكناري على مساحة تقدر بحوالي 7,493 كم²، وتدعم التربة البركانية الغنية بالجزر ودرجات الحرارة المعتدلة مجموعة متنوعة من النباتات، والتي تختلف في أنواعها وفقًا للارتفاعات التي تنمو عليها على النحو الآتي:
- المناطق على ارتفاع (0-400) م
تنمو في تلك المناطق النباتات التي تتحمل درجات الحرارة العالية والظروف الجوية الجافة، بالإضافة إلى محاصيل الموز، والبرتقال، والتمر، والقهوة، وقصب السكر، التي تنمو ضمن المساحات المروية.
- المناطق على ارتفاع (400-730) م
يكون المناخ في تلك المناطق أكثر اعتدالًا، وبالتالي فهو مناسب لنمو الحبوب، والبطاطا، والعنب.
- المناطق على ارتفاع يزيد عن 730 م
يكون المناخ في تلك المناطق أكثر برودة، إذ تنمو فيها أشجار الآس والغار.
المناخ
تتمتع جزر الكناري بمناخ شبه استوائي، إذ تكون درجات الحرارة فيها دافئة عمومًا مع اختلافات موسمية بسيطة، بحيث يكون متوسط درجات الحرارة في شهر أغسطس حوالي 26 درجة مئوية، بينما تنخفض في شهر يناير لتصل إلى 21 درجة مئوية.
أما عن كميات الأمطار، فيتركز هطول الأمطار في شهري نوفمبر وديسمبر، لكن من النادر إلى يصل معدلها إلى 250 ملم في أي مكان على الجزر، باستثناء المناطق الشمالية الشرقية التي يمكن أن يصل فيها معدل هطول الأمطار إلى 750 ملم.
السكان
السكان الأصليون لجزر الكناري هم الغوانش، والذين يرجعون في أصولهم إلى الأمازيغ، ويُعتقد أنهم جاؤوا إلى الجزيرة من وسط وجنوب أوروبا عن طريق شمال أفريقيا في القرون الماضية، ويتحدث السكان بلغة تعد إحدى لهجات الإسبانية.
يبلغ عدد سكان جزر الكناري وفقًا لآخر الإحصائيات عام 2022م حوالي 2.2 مليون نسمة، وهذا ما يجعلها ثامن أكبر مجتمع مستقل من حيث عدد السكان في إسبانيا، إذ تضم أقل من 5% من إجمالي سكان إسبانيا، وتبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 290 نسمة لكل كم²، وهي من أعلى المجتمعات الإسبانية التي تتمتع بالحكم الذاتي كثافة بالسكان، كما أنها المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الاتحاد الأوروبي.
السياحة
تضم جزر الكناري العديد من القرى، والتي انقلب بعضٌ منها إلى مدن مع الزمن، ويعود الفضل في ذلك إلى وجود وإنشاء العديد من المنتجعات السياحيّة الهامة، والتي ساهمت في استغلال شواطئ هذه الجزر المميزة، مما جعل جزر الكناري مقصداً هاماً للسياحة، والاستجمام، وقضاء أمتع الأوقات.
وفيما يأتي أبرز الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في جزر الكناري :
- متنزه تيد الوطني
يوجد هذا المتنزه في جزيرة تنريفي، ويعد أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، إذ يضم ثالث أعلى بركان في العالم على ارتفاع 3,718م، وتعد الرحلة إلى تلك الفوهة إحدى المغامرات الجميلة في ذلك المتنزه.
- متنزه تيمانفايا الوطني
يقع هذا المتنزه في جزيرة لانزاروت التي لها تاريخ بركاني أكثر حداثة من جزيرة تنريفي، ويمكن الاستمتاع برؤية المناظر الطبيعية البركانية في هذا المتنزه المدرج ضمن قائمة اليونسكو.
- شواطئ كناريا الكبرى
يضم الساحل الجنوبي لجزيرة كناريا الكبرى مجموعة من الشواطئ الرملية الذهبية الجميلة التي تعد وجهة سياحية مثالية، كما تضم 6 مناطق للمنتجعات الشاطئية الرئيسية.
- شواطئ تنريفي
تقع تلك الشواطئ على طول الساحل الجنوبي للجزيرة، وهي من بين أكثر المناطق تطورًا فيها، إذ تنتشر فيها الفنادق والمطاعم والمنتجعات الصحية الفاخرة، بالإضافة إلى أماكن التسوق والألعاب الرياضية، وبالتالي فهي وجهة سياحية مميزة.
- متنزه لورو
وهو من أشهر مناطق الجذب السياحي للعائلات في جزر الكناري، إذ تضم واحدة من أكبر مجموعات الببغاوات في العالم، بالإضافة إلى حوض مائي ضخم مع نفق تحت الماء، حيث يمكن للسائح المشي، بينما تسبح أسماك القرش وغيرها من الكائنات البحرية فوقه.
التاريخ
يعود الفضل في اكتشاف جزر الكناري، والتي تعرف أيضًا باسم جزر الخالدات ، إلى الملك جوبا الثاني الذي اكتشفها في القرن الأول قبل الميلاد، والذي وجد أن تلك الجزر غير مأهولة بالسكان، ولكنها تحمل آثار مستوطنة بشرية سابقة، وفي أواخر العصور الوسطى، سعى الأوروبيون إلى اكتشاف الجزر، ووجدوا العديد من الشعوب الأصلية فيها والتي تعود أصول بعضهم إلى الشعوب الأمازيغية في شمال أفريقيا، وفي القرن 14م دخلها مستكشفو البرتغال وميورقة وجنوة وغيرهم.
وفي أوائل القرن 15م، بدأ القشتاليون غزوهم لجزر الكناري، إذ كانت جزيرة لانزاروت أول الجزر التي تم غزوها، تلتها جزيرة فويرتيفنتورا، وبعد الغزو القشتالي الناجح على الجزر، فرضوا عدة قواعد على الجزيرة منها؛ زراعة محصول واحد، وقد تم إنشاء العديد من المدن الجديدة فيها، والتي تعد نقطة توقف مهمة للغزاة الإسبان، وفي القرنين 17 و18م، استولى القراصنة الأمازيغ على الجزر وهاجموا سكانها.