ثمار الزيتون

ثمار الزيتون

ثمار الزيتون

يُعرَفُ الزيتون علمياَ بـ Olea europaea، وينتمي إلى مجموعة الفواكه المُسمّاة بالحسلة، وقد عرَفه الإنسان منذ بدايات العصر البرونزيِّ؛ أيّ قبل 5000 إلى 6000 عامٍ، وتُشير الدلائلُ القديمة إلى أنَّ أصلَه يعودُ إلى المنطقة الشرقيَّة من حوض البحر المتوسِّط، وتتميَّزُ ثمارُ الزَّيتون بشكلها البيضويِّ، ومذاقِها شديدِ المرارة، ولونِها الأخضر، ويتحوَّلُ بعضها إلى اللون الأسود عند نضجها، بينما تبقى بعض أنواع الزَّيتون بلون أخضر حتّى بعدَ اكتمالِ نُضجها، ويتراوحُ مُتوسِّطُ وزن الزيتون بين 3 إلى 5 غراماتٍ تقريباً، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ زراعتَه انتشرَتْ في كافَّة أنحاء العالم؛ حيث إنَّه يُشكِّلُ عُنصراً غذائيّاً رئيسيّاً بعدَ تَعرُّضِه لعمليّاتِ مُعالجةٍ تُحسِّنُ من نكهته، ويُضاف إلى الشطائر، والسلطات، وغيرها.

ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّ 90% من الزيتون يُستخدَمُ لإنتاج زيت الزيتون في دول البحر الأبيض المُتوسِّط، والذي يشتهرُ بفوائده الغذائيَّة، والصحيّة، والصِّناعيَّة؛ إذ إنَّه يدخلُ في صناعة الصّابون، بالإضافة إلى الصِّناعات الدّوائيّة، ومن المُثير للاهتمام أنَّه غنيٌّ بالعناصر الغذائيَّة الضروريَّة لصحَّة الجسم، كمُضادّات التأكسُد، وفيتامين هـ ، والدُّهون الصحيَّة، كما أنَّ له خصائصَ مضادة للبكتيريا، والميكروبات، والفطريّات .

الفوائد الصحيَّة للزيتون

يُقدِّم الزيتون فوائدَ عديدةٍ لصحّة الجسم، وفيما يأتي أبرزها:

  • الحدُّ من ظهور التجاعيد: حيث يحتوي على حمض الزيت، أو ما يُعرَفُ بحمض الأولييك (بالإنجليزيّة: Oleic acid)؛ الذي يُحافظُ على صحَّة البشرة، ونُعومتها، ويمكن أن يُحسِّنُ مظهر التَّجاعيد بنسبةٍ تزيدُ عن 20%.
  • المساهمة في تعزيز صحَّة العظام: إذ إنَّ مُركّبات الفينول (بالإنجليزيّة: Phenols) الموجودة في زيت الزَّيتون تُساعدُ على الحدِّ من انخفاض كتلة العظام، وذلك وِفقاً لما نشَرَتْه المجلة الدولية لعلوم الغذاء والتغذية.
  • احتمالية تهدئة الآلم: حيث أظهرَتْ الدِّراساتُ قدرته على تثبيط نموِّ الإنزيمات المسؤولة عن الألم، والالتهابات.
  • المُساعدة على إنقاص الوزن: حيث يعودُ ذلك إلى احتواء الزَّيتون على الدّهون الأُحاديّة غير المُشبَعَة (بالإنجليزية: Monounsaturated fatty acids)، أو ما يُرمز لها اختصاراً بـ MUFAs، والتي تُساهمُ في تحفيز إنتاج هرمون كوليسيستوكينين (بالإنجليزية: Cholecystokinin)، وهو هرمونٌ يُزوّد الدماغ بالشعور بالشبع، بالإضافة إلى دورها في الحدِّ من سرعة عمليَّة الهضم .
  • مصدرٌ غنيٌّ ببكتيريا الأمعاء النّافعة: ومنها؛ بكتيريا العصيَّة اللبنيَّة (بالإنجليزيَّة: Lactobacillus)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزيتون يُصنَّفُ ضمنَ قائمة الأغذية المُخمرَة (بالإنجليزيّة: Fermented food).
  • إمكانية المساهمة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب: وذلك لأنَّهُ يُعتبَرُ مصدراً غنيّاً بالدُّهون الصحيَّة، مثل؛ الأحماض الدهنية المُتعددة غير المُشبَعة (بالإنجليزية: Polyunsaturated fats)، والمعروفة اختصاراً بـ PUFAs، والأحماض الأحادية غير المشبعة التي تبيّن أنّها تخفض مستويات الكوليسترول الضّار، أو ما يُعرَف بـ LDL، والكوليسترول الكليّ، بالإضافة إلى دورها المُحتمل في الحدِّ من خطر الإصابة بمرض السكريِّ من النوع الثاني؛ إذ أظهرَتْ بعض الدِّراساتُ أهميَّتَهُ في التحكُّم بمستوى هرمون الإنسولين ، وضبط نسبة السكّر في الدّم، ، ومن ناحيةٍ أخرى، فينبغي عدم الإفراط في تناوله؛ وذلك لأنَه يمدُّ الجسم بكميَّةٍ كبيرةٍ من السُّعرات الحراريَّة.
  • تقليلِ خطرِ الإصابة بمرض السرطان: إذ إنَّ نسبة الإصابة به في منطقة البحر الأبيض المُتوسِّط التي يُشاعُ فيها تناولُ الزّيتون، وزيتِه، هي أقلَّ مقارنة في الدُّول الأوروبيَّة، وتبيَّن في إحدى دراساتِ أنابيب الاختبار أنّه يُعطّل دورة حياة الخلايا السرطانيَّة في القولون، والمعدة، والثَّدي، ومع ذلك، فإنّ هُناك حاجة للمزيد من الدِّراسات للتحقُّق من تأثيراته في مرض السرطان .
  • خفْضُ ضغط الدَّم: ففي دراسةٍ أُجريَت عام 2017 شاركَ فيها مجموعةٌ من المُصابين بارتفاع ضغط الدَّم في المرحلة الأوَّليّة (بالإنجليزيَّة: Stage 1 Hypertension)، أنّ استهلاك مجموعة منهم لمُستخلَص أوراق الزَّيتون المُكوَّنِ من 136 مليغراماً من مادة الأوليوروبين يوميّاً، في حين تناولَتْ المجموعةُ الأخرى دواءً وهميّاً (بالإنجليزيّة: Placebo) مُدَّة ستَّة أسابيع، وقد بيَّنَت النَّتائجُ انخفاضَ ضغط الدَّم في المجموعة الأولى بشكلٍ أكبر مُقارنةً بالمجموعة التي تناولَتْ الدَّواء الوهميَّ، وإضافةً إلى ذلك فقد قارنَتْ دراسةٌ سابقةٌ عام 2011 بين تأثير مُستخلَص أوراق الزّيتون، وأحد أدوية ارتفاع ضغط الدَّم ، وهو الكابتوبريل (بالإنجليزيَّة: Captopril)، حيثُ أظهرَت المُستخلصاتُ تأثيراً مُماثلاً للدّواء في خفْضِ ضغط الدَّم لدى المرضى المُشاركين.
  • مصدرٌ غنيٌّ بالبروتينات: إذ إنّ معظمها يوجد في ثمرة الزَّيتون ويتركز بشكلٍ رئيسيّ في البذور، إذ يتمُّ فيها تخزينُ مُختلَف أنواع البروتينات، ومنها؛ الإنزيمات التي تمنحُ الزيتون خصائص مُميَّزة، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ زيت الزّيتون يكتسبُ جزءاً من هذه البروتينات أثناء تصنيعه، ولكنَّ لبُّ الزَّيتون (بالإنجليزيّة: Olive pulp) يحتوي على كميَّةٍ قليلةٍ منها، مثل؛ البوليببتيد (بالإنجليزيّة: Polypeptide)، والبروتين المشابه لما يُدعى بـ Thaumain، وما زالت هناك حاجةٌ لمزيدٍ من الدِّراسات لتحديد أنواع، وخصائص هذه البروتينات.

القيمة الغذائيّة للزيتون

يُوضِّحُ الجدول الآتي القيمة الغذائيَّة الموجودة في 100 غرامٍ من ثمار الزَّيتون النّاضجة، والمُعلَّبة:

العنصر الغذائيّ الكميَّة
السعرات الحراريَّة 116 سعرة حراريَّة
الماء 79.99 مليليتراً
الكربوهيدرات 6.04 غراماتٍ
السكَّر 0 غرام
الكالسيوم 88 مليغراماً
الصّوديوم 735 مليغراماً
الحديد 6.28 مليغراماتٍ
فيتامين ك 1.4 ميكروغرام
الدُّهون 10.90 غراماتٍ
الألياف 1.6 غرام
البوتاسيوم 8 مليغراماتٍ
الكوليسترول 0 مليغرام
فيتامين هـ 1.65 مليغرام
البروتين 0.84 غرام

محاذير تناوُل الزَّيتون

يُعتبَرُ استهلاك الزيتون آمناً لمعظم النّاس، إلّا أنَّه في بعض الأحيان يجب أخْذ الحيطة والحذر في بعض الحالات، ونذكر منها ما يأتي:

  • الحساسيَّة ؛ والتي تُصيبُ البعضَ عندَ تعرُّضهم لحبوب اللّقاح في الزّيتون، وقد تظهرُ رد فعلٍ تحسسيّ في الحلق، والفم، أمّا الثمرة بحدِّ ذاتها فمن النّادر أن تُسبِّب تحسُّساً.
  • إمكانية احتواء الزيتون الأسود النّاضج الذي يعود أصله إلى كاليفورنيا على كميّاتٍ عاليةٍ من مُركَّب الأكريلاميد (بالإنجليزيّة: Acrylamide)؛ ويُعتقَدُ أنَّ هذا المركب يزيد خطر الإصابة بالسرطان ولذا فإنّه يُنصَحُ بالحدِّ منه.
  • إمكانية احتواء الزَّيتون على معادن ثقيلةً، كالكبريت، واللّيثيوم ، والقصدير، والبورون (بالإنجليزيّة: Boron)، إلّا أنَّها تبقى ضمنَ الحدِّ القانونيِّ المسموح به.
مزيد من المشاركات
علاج انفلونزا الخنازير

علاج انفلونزا الخنازير

إنفلونزا الخنازير يمكن تعريف إنفلونزا الخنازير (بالإنجليزية: Swine flu) على أنّها أحد أنواع العدوى الفيروسية التي ظهرت في الخنازير نتيجة التعرض للفيروس المعروف علمياً بـ H1N1، والتي تنتقل إلى الإنسان فتُصيب جهازه التنفسي مُسبّبة الإنفلونزا. علاج إنفلونزا الخنازير إنّ معظم حالات الإنفلونزا، بما فيها إنفلونزا الخنازير، لا تتطلب سوى تخفيف الأعراض والسيطرة عليها. ولكن في بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية إضافية للمساعدة على العلاج . ويمكن تصنيف الخيارات العلاجية كما يأتي: العلاجات المنزلية هناك بعض
أصعب كلمات اللغة العربية في النطق

أصعب كلمات اللغة العربية في النطق

كلمات عربية قديمة صعبة في النطق شاع استخدام هذه الكلمات في الأدب العربي القديم ، هنا أستعرض عدداً منها: تكأكأ، اجتمع القوم وازدحموا، ومن معانيها نكص وجَبُنَ. افرنقع، عدا عَدْواً شديداً، انصرف القوم عن الشيء. رخاخ ، اللين والرخو. نُقاخ، الماء البارد العذب الصافي. المثعنجر، السيل الكثير. الصُمادح، الخالص من كل شيء، الأسد. المدجان، الألوف الداجن. هِلَّوَف ، الشخص الجاف الخُلق ، اللحية الضخمة المنتشرة الشعر. أجشم: تكلّف الأمر. شفن، شفن إليه أي نظر إليه بطرف عينه كارهاً أو متعجباً. شبص، الخشونة،
أسماء الولايات الألمانية الشرقية

أسماء الولايات الألمانية الشرقية

الولايات الألمانية الشرقية تتكوّن ألمانيا من 16 ولاية، ويبلغ عدد الولايات الشرقيّة 5 ولايات وهيَ: ولاية براندنبورغ، وولاية مكلنبورغ فوربومرن، وولاية ساكسونيا، وولاية ساكسِن أنهالت، وولاية تورينغن، وفيما يلي نبذة عن هذه الولايات: براندنبورغ تمتدّ ولاية براندنبورغ (بالإنجليزيّة: Brandenburg) شرقًا من نهري أودر ونيس وصولًا إلى منطقة إلبه غربًا، وتمتدّ شمالاً من منطقة بحيرة مكلنبورغ وصولًا إلى لوساتيا السفلى جنوبًا، فهيَ بذلك تحيط ب مدينة برلين ، وتبلغ مساحة الولاية الإجماليّة نحو 29.476 كم
أهم أركان الإسلام

أهم أركان الإسلام

أهم أركان الإسلام بُنِيَ الإسلام على أركان أساسية ذكرها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)، بيانها فيما يأتي: الشهادتان: حيث يعتقد الإنسان أن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده، ويثبت له ما أثبته لنفسه في كتابه وسنّة نبيّه الكريم من الصفات والأسماء الحسنى، ويؤمن بأنه وحده هو الخالق الرازق المالك، وأن يعتقد كذلك
تعريف الشعر

تعريف الشعر

الشّعر إنّ الشّعرَ مِنَ الفُنون العربيّة الأولى عند العرب ، فقد برزَ هذا الفنُ في التّاريخ الأدبيّ العربيّ منذُ قديمِ العصور إلى أنْ أصبحَ وثيقةً يمكنُ مِن خلالها التعرّفُ على أوضاعِ العرب، وثقافتِهم، وأحوالهم، وتاريخهم؛ إذ حاول العرب تمييز الشّعر عن غيره من أنواع الكلام المُختلف، من خلال استخدامِ الوزن الشعريّ والقافية، فأصبح الشّعر عندهم كلاماً موزوناً يعتمدُ على وجود قافيّةٍ مناسبة لأبياته، نتيجةً لذلك ظهرتْ العديدُ مِنَ الكُتُبِ الشعريّة، والثقافيّة العربيّة التي بَيّنت كيفيّة ضبط أوزان
وصفات طبيعية لصبغ الشعر باللون الأسود

وصفات طبيعية لصبغ الشعر باللون الأسود

صبغ الشعر تولِى النساء عناية واهتماماً كبيراً لشعورهنّ، فجمال الشعر يبرز جمالهنّ وجاذبيتهن، ويلجأ الكثير منهن إلى استخدام المستحضرات التجميلية التي تساهم في منحه لمعاناً ونعومة، بالإضافة إلى ذلك تلجأ بعضهن إلى تغيير وصبغ شعرهن بألوان مختلفة ومنها: اللون الأحمر، والبني، والأسود، والخمري، والبنفسج، وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الصبغات تقسم إلى قسمين: صبغات كيميائيّة تحتوي على مواد كيميائية تضر بالشعر وفروة الرأس على المدى البعيد، وصبغات طبيعيّة تحضّر على مواد طبيعيّة تفيد الشعر وتساهم في
ما سبب حرقان العين

ما سبب حرقان العين

أسباب حرقان العين حرقان العين هو تهيّج العين الذي قد يرافقه احمرار أو تدميع للعين، وقد يحدث حرقان العين لعدّة أسباب؛ كالحساسية، أو الظروف الجويّة، أو بعض الأمراض، أو قد يكون وراثيًّا، وعمومًا فإنّ معظم أسباب حرقان العين تعدّ بسيطة، وقد تزول من تلقاء نفسها، لكن في حال استمرار الحرقان فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة مرضية تستدعي استشارة الطبيب، وفيما يأتي بيانٌ لأهم أسباب حرقان العين: جفاف العين يحدث جفاف العين عندما لا تنتج العين كمية كافية من الدموع لترطيبها، فينتج عن ذلك شعور بالوخز أو الحرقان في
تقشير الوجه طبيعياً

تقشير الوجه طبيعياً

تقشير الوجه تعد عملية تقشير الوجه أحد الطرق التجميلية التي تستخدمها السيدات بكثرة، وذلك لما لها من فوائد عديدة للبشرة، ومنها: منح البشرة مزيداً من الصفاء والنضارة، وإزالة الخلايا التالفة والميتة منها، وتلجأ السيدات عادةً إلى استعمال المقشرات الصناعية الكيماوية الموجودة في الأسواق، إلا أنها قد تسبب أحياناً احمرار البشرة وتهيجها، لذلك سنعرفكم في هذا المقال على كيفية تقشير الوجه طبيعياً، بالإضافة إلى ذكر نصائح لتقشيره. كيفية تقشير الوجه طبيعياً زيت اللافندر والقهوة نطحن ملعقتين كبيرتين من حبوب