تلخيص كتاب رقائق القرآن
تلخيص كتاب رقائق القرآن
رقائق القرآن؛ هو كتاب من تأليف إبراهيم بن عمر السكران المشرف الوهبي التميمي، وهو باحث ومفكر له باع في الفلسفة والفكر والمذاهب العقدية والفكرية والنفسية، ومن مؤلفاته: الماجريات ، الطريق إلى القرآن، مسلكيات، سلطة الثقافة الغالبة، ومآلات الخطاب المدني، وقسّم الكاتب رقائق القرآن إلى اثني عشر فصلًا، وتلخيصه فيما يأتي:
ذهول الحقائق
تحدث الكاتب في هذا الفصل عن فكرة الموت، وأنّ كثيرًا من الناس يعرف هذه الحقيقة معرفةً نظريةً عقليةً بحتةً، لكنه لم يعش هذه المعرف يقينًا قلبيًا غامرًا الاستحواذ على تفكيره، لكن إذا كنا نُؤمن أنّ لحظة توديع الدنيا قريبة منا، فكيف يا ترى نغفل ونحن نرى أخبار الموتى لا تتوقف؟
لحظة فداء
تحدث في هذا الفصل عن رحمة الأبوة و الأمومة على الأطفال، وأنّ هذه المحبة والرحمة سيذهب بها الهول لحظة مشاهدة في النار يوم القيامة، فيتمنى في هذا الموقف الأب العطوف والأم الحنونة أن يتخلصوا من هذه النار، حتى لو أرسلوا فلذة أكبادهم، فهل نتخيل أنّنا سنُقابل في ساعة قريبة نارًا عظيمةً حتى يتمنى المرء أن يُفدي نفسه منها بإرسال أبنائه وبناته إليها؟
الإطراق الأخير
تحدث في هذه النقطة عن لحظة لقاء المؤمن بخالقه -عز وجل-، وأنّها ليست بعيدةً، وأشار القرآن إلى مفارقة مؤلمة، وهي شدة قرب لقاء الله عز وجل، مع كون الإنسان يغفل عن هذه الحقيقة، كما قال الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ}.
فضل الصخور على القلوب
أخبرنا الله تعالى أنّ بعض القلوب أشد قسوةً من الحجارة: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}، وأنّ قسوة القلب عقوبة ونكال يُرسله الله على من عصاه: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، وأنّها تنتج بسبب بعد العهد بالذكر: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}.
الساعة الخامسة والسابعة صباحًا
في هذا الفصل، يُقارن حال الناس في الساعة الخامسة والسابعة، ففي الساعة الخامسة نرى طائفةً موفقةً من الناس توضأت، واستقبلت بيوت الله تتهادى بسكينة؛ لأداء صلاة الفجر ، بينما نرى أضعاف هؤلاء لا يزالون في فراشهم، أما في الساعة السابعة تتحول المدن وكأن البيوت أطلقت صافرات الإنذار، فالطرقات تتدافع، والمتاجر يرتطم بها الناس داخلين وخارجين يستدركون حاجيات فاتتهم من البارحة.
السجود بين السهام
تحدث عن تهاون الناس في أداء الصلاة وتكاسلهم عنها، وإذا تأملنا كيف أمر الله تعالى المجاهدين بصلاة الجماعة وهُم على خط النار، وتحت وقع السهام، وشرح القرآن لهم كيف يصلونها، بالرغم من كثرة الحركة وملاحظة العدو، فكيف لرجل ينام فوق فراش وثير تحت أجهزة التكييف الحديثة أن يدع الصلاة؟
السهر المجهول
السهر الذي يكون فيه ذكر لله وتضرع وابتهال وتعظيم له سبحانه، وافتقار وركوع وسجود وقنوت، هذا غالب الليل، أما القليل منه فيذهب إلى النوم بنص الآية: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}، و قيام الليل أحد معايير العلم بنص القرآن، وهذا أمر لا تستطيع لعقول المادية والمستغربة أن تستوعبه.
هل مجتمعنا خير من مجتمع رسول الله عليه الصلاة والسلام؟
في هذا المقال يتناول الحديث عن النفاق ، فقد أشار القرآن إلى كون المنافقين يُصلون، بل إلى أنّهم يذكرون الله، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}.
مع أنّه يُصلي ويذكر الله، مع ذلك لم يمنع عن وصفه بالنفاق، وأشار القرآن أيضًا إلى كون المنافقين يتصدقون كما في قوله تعالى: {قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ}.
الراضون
يقول الكاتب: "من الأمور التي تُثير انتباهي أنّ كل من رأيت من كبار السن الصالحين اللاهجين بذكر الله، أنّهم يعيشون رضًا نفسيًا عجيبًا ومدهشًا... وبكل صراحة فإنّ هاتين الظاهرتين (التسبيح) و(الرضا) لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سر هذا المعنى وكيف يكون التسبيح سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي".
يقول الحق -تبارك وتعالى-: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}.
أقوى الناس
القوة الحقيقية مرتبطة بقوة التعلق بالله، لا بالتعلق بالأسباب، فقوة التوكل هي المدد الحقيقي أمام صعوبات الحياة ، ويتفاوت الناس في قوتهم بحسب ما قلوبهم من التوكل الشرعي، وللتوكل دوافع تجعلنا نلجأ إليه، منها: نتوكل على الله؛ لأنّ التوكل معيار الإيمان، ونتوكل على الله؛ لأنّه أعظم وكيل، ونتوكل على الله؛ لأنّه هو الذي يكفينا.
كأنك تراه
مدح الله -سبحانه وتعالى- أحكامه الشرعية بالجمال والحسن، ولكن القرآن ذاته نبه إلى أنّه لا يتمتع بكمال الفهم لحسن وجمال أحكام الله إلا من تطهرت قلوبهم باليقين، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، ألا يعني هذا أنّ من فاته إدراك وجمال وحسن أحكام الشريعة إنّما كان ذلك بسبب ما زاحم اليقين قلبه من الشكوك؟
لم نفعلها، وحسبت علينا
حين يقف الإنسان في اليوم الآخر، لحظة تسليم الصحائف، والاطلاع على محتوياتها، فإنّ الإنسان ربما لن يتفاجأ من خطايا نفذها وقام بها، لكن المفاجأة المذهلة تكون عندما يرى في صحيفته خطايا لم يفعلها هو، وفي هاتين الآيتين تُكشف هذه الحقيقة المخيفة: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم}، {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}.
يقول الكاتب: "فكم من كلمة نطقنا بها في مجلس من المجالس، وقلنا على الله فيها بغير علم، فتأثر بها أحد الجالسين، فتجرأ على معصية الله، فصارت خطيئته في صحائفنا ونحن لا نعلم".