تكيف الدب القطبي
تكيف الدب القطبي
يتميز الدب القطبي بعدةّ ميزات تُساعده على التكيف في بيئته وممارسة نشاطاته المختلفة، وفيما يأتي نبذة عن أهم تلك المميزات:
السباحة
يجيد الدب القطبي السباحة بمهارة، فهو يستطيع قطع مسافات طويلة عبر البحار والخلجان دون عناء وبسرعة كبيرة تصل إلى 10 كم/ساعة، وهو بذلك يفوق سرعة الإنسان في السباحة ب 3 أضعاف تقريباً، ويجدر بالذكر أنّ الدب القطبي يُمكنه إغلاق أنفه وهو تحت الماء؛ ممّا يُساعده على السباحة.
الغوص
يستطيع الدب القطبي أن يغوص بشكل سطحي وغير عميق عند مطاردته لفريسة أو بحثه عن الطعام، فهو لا يغوص لأعماق كبيرة، إذ إنّ العمق الذي يغطسه لا يتجاوز 3-4.5 م تحت الماء، ويمكنه البقاء تحت الماء لبضع دقائق، إلّا أنّ العلماء لم يتمكنوا من تحديد أطول مدة زمنية يستطيع الدب القطبي أن يقضيها في الغوص، كما أنّهم قدّروا عدم احتمالية تواجده على عمق 6 م أو أكثر، وحتى الآن تُعدّ أطول فترة قضاها الدب القطبي في الغوص دون الصعود إلى سطح الماء هي 3 دقائق و10 ثوان، إذ تمكن خلالها من قطع مسافة تتراوح ما بين 45-50 م.
التمويه
يلعب لون الفرو الأبيض الذي يغطي جسم الدب القطبي دوراً مهماً في تكيفه مع بيئة الثلج والجليد البيضاء؛ إذ يُساعده ذلك على الاختفاء من الأعداء والتمويه.
تنظيم درجة حرارة الجسم
يُساعد الفرو السميك المعزول والذي يُغطي جسم الدب القطبي وطبقة الدهون السميكة المتراكمة تحت جلده على تكيفه مع البيئة القطبية المتجمدة؛ إذ يُمكنه المُحافظة على درجة حرارة جسمه بحدود ال 37° مئوية، وكذلك فإنّ تكيفه الذاتي يعتمد على مكان تواجده، إذ إنّه يتكيف من خلال الفرو أثناء وجوده فوق الماء، ويتكيف من خلال طبقة الدهون السميكة أثناء تواجده تحت الماء، ويُشار إلى أنّ سمك هذه الطبقة الدهنية يُمكن أنّ يصل إلى 11 سم، وتزداد كلما زادت سمنة الدب القطبي.
يُوجد فرو في الجزء السفلي من قدم الدب القطبي؛ وذلك لمساعدته على التكيف مع شدة البرودة كما يُمكنه من المشي بشكل جيد وسهل على الجليد، ويسعى الدب القطبي للحفاظ على درجة حرارة مناسبة لجسمه؛ لذا فإنه يتخلص من أيّ حرارة زائدة عن طريق أجزاء معينة في جسمه مثل؛ الأنف، والأذنين، والفخذين، والكتفين، ويعزى ذلك إلى أنّ تلك الأجزاء تكون غالباً خالية من الفرو أو لها أوعية دموية قريبة من الجلد، كما تمكنه السباحة أيضاً من التخلص من الحرارة الزائدة.
هل يمكن للدب القطبي العيش في بيئة دافئة؟
أشار علماء الأحياء إلى أنّه من غير المرجح أن يعيش الدب القطبي في بيئة دافئة، كما أشاروا إلى أنّ ظاهرة الاحتباس الحراري تُفقد الدب القطبي موطنه وبيئته الطبيعية الباردة؛ ممّا سيكون سبباً في انتقاله نحو الجنوب باحثاً عن غذائه، وهو بذلك ينافس سلالة الدب الرمادي في بيئته.