تفسير ظاهرة قلة الاهتمام بالقراءة والمطالعة
تفسير ظاهرة قلة الاهتمام بالقراءة والمطالعة
القراءة أمرٌ مهم لجميع الأمم؛ لأنّ القراءة تُكسب المعرفة والخبرة، وتعرف المنتج الإنساني على تاريخ البشرية، والقراءة تكّون شخصية الإنسان، فيكون قادرًا على الملاحظة والاكتشاف والبحث عن المعرفة، لتكسب الإنسان الوعي والمعرفة الكافية، فهي الركيزة الأساسية لاكتساب العلوم المختلفة، ويمكن تفسير ظاهرة العزوف عن القراءة وقلّة الاهتمام بالمطالعة بالنقاط الآتية:
- انخفاض الوعي عند العديد من فئات الناس بأهمية القراءة في تكون ثقافتهم ومعرفتهم والفائدة الاقتصادية منها.
- شعور الطالب العربي بالملل والكراهية للقراءة ؛ بسبب ضعف المناهج والاعتماد على الحفظ والتلقين.
- قلّة الاهتمام بالثقافة الذاتية لدى الكثير من الناس.
- فقدان الاستقرار الحياتي؛ بسبب الظروف السياسية لدى بعض الدول العربية.
- تدني المستوى المعيشي؛ لما لها أثر في الركض وراء كسب العيش والانشغال عن القراءة.
انتشار قلّة الاهتمام بالقراءة والمطالعة
ظاهرة قلّة الاهتمام بالقراءة والمطالعة لا تنحصر في بلدٍ معين، بل إن هذه الظاهرة تنتشر في العديد من البلدان، وذلك لانشغال الناس بالظروف المعيشية التي قد تكون صعبةً أحيانًا، وبوسائل التسلية والمتعة كوسائل التواصل الاجتماعي، على حساب زيادة وعيهم الثقافي وزيادة مخزونهم الثقافي والعلمي، وعدم وجود وقت كافٍ عند الشباب للقراءة والمطالعة بسبب اللهو الزائد ولالتزامهم بواجباتهم الأكاديمية على حساب المطالعات الخارجية التي تنمي ثقافتهم وتثري معلوماتهم العامة، وتجعل عقولهم أكثر توقدًا.
العزوف عن القراءة الجادة
على الرغم من ازدياد عدد المطبوعات بمختلف أشكالها في العالم العربي، إلا أن هناك عزوفاً واضحاً عن القراءة الجادة، لانصراف الشباب العربي لقراءة الصفحات الخاصة بالرياضة، والفن، والأدب الشعبي، والأشعار، والروايات، والألغاز على حساب قراءة كل ما هو مفيد، لعدم إضافة الأفكار المفيدة والتي من شأنها أن تزيد من تنمية الوعي الثقافي والمعرفي، فما لم تُحقق القراءة الفائدة المرجوة منها بزيادة الثقافة والعلم والمعرفة، فإنّها تُعدّ نوعًا من التسلية والعبث.
أهمية القراءة والمطالعة
للقراءة والمطالعة أهمية بالغة على حياة الفرد، وتنعكس هذه الأهمية على المجتمع ككل أيضًا، وفيما يأتي نبذة عن أهمية القراءة والمطالعة:
- من مزايا القراءة أنها تحفز الدماغ، وتنميه وتجعله يقظًا متفتحًا على الدوام، فعند القراءة يمارس الفرد قدراته على الفهم وقدراته التحليلية، مما يحفز من الخيال، ويحفز مراكز الذاكرة في العقل، ويساعد في تذكر المعلومات واستقرار العواطف والمشاعر المختلفة.
- تقوي القراءة من قوة العقل وتحفزه؛ وقد وجد أن التحفيز العقلي المنتظم يمكن أن يبطئ وربما يقي من الإصابة بمرض الزهايمر والخرف، فالقراءة تبقي العقل رشيقًا وشابًا ويقظًا.
- تحسن القراءة من مهارات الكتابة وقوتها لدى القارئ، فهي تنمي أسلوب الكتابة وتدفق الكلمات واتساعها، فمن المستحيل أن يكون الشخص كاتبًا جيدًا إذا لم يقرأ باستمرار،
- تحسن القراءة من مهرات الخطابة لدى القارئ، وتثري لغته، وتجعلها أقوى وأكثر إتقانًا واتساعًا.
- تشكل القراءة والمطالعة شخصية القارئ، وتحدد هويته وتميزه عن غيره من الناس.