تعريف علم النفس التربوي وأهدافه
علم النفس الحديث
يعدّ علم النفس من العلوم الحديثة التي اهتم بها العالم، حيث إنّه انفصل كدراسة مستقلّة بذاتها عن الفلسفة في القرن التاسع عشر الميلادي، بعد اهتمام العديد من الباحثين الأوروبيين والأمريكيّين بالدراسات النفسيّة، والهدف الأساسي لعلم النفس وفقاً للمعايير الحديثة دراسة السلوك الإنساني وكلّ ما يحيط به من عمليّات الإدراك، والتفكير، وطبيعة الشخصية، ومع التطوّر المتنامي في المجالات التكنولوجيّة تفرّع علم النفس إلى العديد من الأقسام والدراسات المتخصّصة التي اهتمت كلّ منها بالتعمّق في جانب من جوانب الطبيعة البشريّة والعمل على تنميتها، مثل علم النفس التربويّ الذي حاز على جانب كبير من الاهتمام في العقود الأخيرة.
تعريف علم النفس التربوي
يعدّ علم النفس التربوي أحد الفروع الهامّة في علم النفس الحديث والتي تحمل كلا من الجانبين النظري والتطبيقي لعلم النفس، حيث يهتم بالدراسات الخاصة بالتعلم وتربية الأجيال الجديدة، وتطوير شخصياتهم، وإمكاناتهم، وذلك من خلال الأبحاث النظريّة، والإجراءات التطبيقيّة التي تشمل عمليات التعلّم الحديثة والتدريب، ويركّز كذلك على الأسس النفسيّة لعمل المعلم ، وبذلك فإنّه يعدّ الدراسة العلمية للسلوك البشري في المواقف التربوية المختلفة، سواء في المدارس النظامية أوخارجها.
أهداف علم النفس التربوي
بصفة عامّة إنّ الأهداف التي تعمل الدراسات النفسيّة التربوية للوصول إليها هي الأهداف التربويّة، وبشكل خاصّ الأهداف المتصلة بالعمليّة التعليميّة، وتعتمد صياغة الأهداف التربويّة على خصائص التلاميذ في المؤسّسة أو المؤسّسات التعليميّة في الدولة أو القُطر محل الدراسة، كما ينبغي من خلال علم النفس التربوي تحديد الطرق التي يمكن من خلالها تنمية القدرات المعرفيّة، والاجتماعيّة، والانفعاليّة، والصحيّة للطلاب في مراحل النموّ المختلفة، وهي مراحل العمليّة التعليميّة الأساسيّة في مختلف دول العالم، وبذلك تشمل البحوث الرئيسيّة في علم النفس التربوي الأهداف التعليميّة لكلّ مرحلة من المراحل المختلفة، وخصائص التلميذ، وكيفيّة تنميتها، وطرق التدريس المختلفة. ينتهي النشاط البحثي لعلم النفس التربوي إلى وضع الأسلوب المعرفي الذي يمكن به تفسير العلاقة بين المتغيرات السلوكية في المواقف التربوية المختلفة، والعوامل التي تؤدي إلى ظهور تلك المتغيّرات من خلال تحقيق الأهداف المرحليّة الأساسيّة وهي: الفهم، الذي يمثل عمليّة التفسير الأساسيّة للسلوك من حيث كيفيّة وسبب حدوثه، والتنبؤ بما يمكن أن يحدث من سلوكيات ومتى يمكن أن تحدث، وذلك بالاعتماد على نتائج المرحلة الأولى، والضبط الذي يمثل المرحلة الأخيرة في العمليّة، وهو تحكّم الباحث في بعض المتغيّرات التي تساهم في حدوث ظاهرة ما، وذلك لتوضيح مدى تأثيرها في المتغيّرات الأخرى.