تعريف علم اللغة الحديث
مفهوم علم اللغة الحديث
علم اللغة الحديث أو علم اللغة هو العلم الذي يبحث في اللغة ويتبع في ذلك المنهج العلمي ؛ أي يتم دراستها دراسة علمية تتسم بالدقة والوضوح والشمولية والمنهجية، ولكل لغة من لغات العالم علم يهتم بدراستها ودراسة مشكلاتها، والبحث في مستوياتها، ولهذا العلم عدة مسمّيات، منها: الألسنية، واللسانيات، والألسنيات، علم اللسان، واللغويات.
يدرس علمُ اللغة اللغةَ لذاتها، ويُعنى باللغة أنها مجموعة إشارات يعبّر بها الأفراد عن حالات شعورهم؛ أي عن حالاتهم العاطفية، والفكرية، والإرادية، ويمكن تعريفها على أنها الوسيلة التي يمكن من خلالها تحليل أية صورة أو فكرة ذهنية، ومن ثم تركيب هذه الصورة داخل أذهاننا، أو أذهان غيرنا مرة أخرى، وذلك عبر تأليف كلمات ووضعها في ترتيب خاص.
أسباب تعدد تعريفات علم اللغة
من أهم أسباب تعدد تعريفات علم اللغة ما يأتي:
- تعدد مصادر وضع المصطلح
فقد يسهم في وضع المصطلح عدة مصادر، منها: أفراد الباحثين، والمجامع اللغوية، بالإضافة إلى الهيئات التي تقوم على خدمة اللغة، كالجمعيات اللغوية المختلفة، ولكن دون اتفاق أو تنسيق بين هذه المصادر المختلفة، وبالتالي يحدث تعدد المصطلحات اللغوية، والذي يشكّل مشكلات خطيرة، مثل: اللبس، والغموض، والتداخل بين المصطلحات.
- تعدد الترجمات للمصطلح الأجنبي الواحد
قد تتعدد الترجمات الموضوعة للمصطلح الأجنبي الواحد، وأحياناً لولا ذكر المقابل الأجنبي أمام الترجمة -في كثير من الحالات- لما أمكن تحديد المعنى المُراد، وللسياق اللغوي أثر كبير على التمكن من معرفة المعنى المطلوب، إذ أن المعنى يكون أكثر وضوحاً في النص اللغوي.
- استخدام مصطلحات قديمة بمعنى جديد
ويتم ذلك بإعادة استخدام مصطلحات قديمة استقر معناها، وثبت بدلالة معيّنة في القديم، ويؤدي استخدامها بمعنى جديد في المعاصر إلى اللبس بين المعنيين القديم والجديد، وينطبق ذلك على العديد من المصطلحات القديمة، كمصطلح "علم اللغة" الذي يُستخدم في التراث العربي بمعنى دراسة الألفاظ ومدلولاتها وتصنيفها، في حين يُطلق المصطلح في المعاصر على دراسة اللغة بكل مستوياتها دراسة علمية.
موضوعات علم اللغة الحديث
هناك الكثير من المجالات أو الموضوعات التي تشكل أهم الفروع لهذا العلم، منها ما يأتي:
- تعليم وتعلّم اللغة الأم واللغات الأجنبية.
- الاختبارات اللغوية.
- علم اللغة التقابلي .
- صناعة المعاجم.
- الإلقاء وعيوب النطق والكلام.
- التخطيط اللغوي.
- أنظمة الكتابة، ووضع الأبجديات للغات غير المكتوبة، وإصلاح الأبجديات المستعملة في اللغات.
- علم اللغة النفسي.
- علم اللغة الإحصائي.
- علم اللغة الاجتماعي ، وتعدد اللغات في المجتمع.
- التحليل الأسلوبي.
أنواع علم اللغة الحديث
أنواع علم اللغة الحديث فيما يأتي:
علم اللغة النظري (العام)
هو أحد فروع علم اللغة الحديث، وهو يبحث في النظرية، ويبحث في اللغة ويتخذها موضوعاً له، ويقوم بدراستها من النواحي الوصفية، والتاريخية، والمقارنة، ويدرس وظائف اللغة وأساليبها، والعلاقات الكائنة بين اللغات المختلفة، ولا يدرس هذا العلم لغة معينة، إنما يدرس اللغة في ذاتها، ومن أجل ذاتها.
يقسم علم اللغة النظري إلى عدة أنواع، على التفصيل الآتي:
- باعتبار المادة وله 4 أنواع
- المستوى الصوتي.
- المستوى الصرفي.
- المستوى التركيبي.
- المستوى الدلالي.
- باعتبار المنهج إذ يستخدم علم اللغة النظري 4 مناهج
- المنهج الوصفي.
- المنهج التاريخي.
- المنهج المقارن.
- المنهج التقابلي.
علم اللغة التطبيقي
هو أحد فروع علم اللغة الحديث، ويهتم بتطبيق ما توصل إليه العلماء من كشوف علمية لغوية، من خلال ما يقومون به من جهود في سياق علم اللغة النظري، بمعنى أنه الجانب التطبيقي في علم اللغة الحديث، ويقتصر هذا المفهوم على مجال تعلم وتعليم اللغات، ويتخذ من هاتين العمليتين ومن مشكلاتهما مجالاً لدراسته.
يتناول علم اللغة التطبيقي شتى فروع المعرفة، أهمها الآتي:
- علم اللغة الاجتماعي.
- علم اللغة النفسي.
- علم اللغة الأنثروبولوجي.
- علم اللغة الجغرافي.
- علم اللغة السياسي.
أغراض علم اللغة الحديث
يعمل علم اللغة الحديث على دراسة الظواهر اللغوية بشتى أنواعها، وذلك بهدف تحقيق أغراض وصفية تحليلية، منها:
- دراسة الظواهر اللغوية للوصول إلى حقيقتها وأصلها، ومعرفة ما تتكون منه من عناصر، وما تقوم عليه من أسس.
- دراسة ما تحققه من وظائف بأشكالها المختلفة، وفي متنوّع المجتمعات والأمم البشرية.
- دراسة العلاقات التي تربط هذه الظواهر اللغوية ببعضها البعض، والعلاقات التي تربطها بغيرها من الظواهر المختلفة؛ كالنفسية والاجتماعية، وغيرها.
- دراسة الأساليب التي تساعد على تطويرها، والطريقة التي تختلف بها على مر العصور والأمم الإنسانية.
- التعرف على القوانين التي تُسيِّرها في مختلف جوانبها ومظاهرها، وهذا الغرض يكاد يكون هو الغرض الوحيد لعلم اللغة، إذ أنه أساس البحوث التي يعمل عليها، وما سبقه من أغراض ليست إلا طرق ووسائل للوصول إليه.