تعريف الوهم
الوهم
تسيطر على عقول كثير من الناس تسيطر أوهامٌ ومعتقدات خاطئة تؤذي مشاعرهم السلبية والإيجابية، وتضر الإنسان في جميع ما خلقه الله له من نعم، وتقوده إلى إفساد كل ما بناه في حياته، ويتحول من إنسان معافى إلى إنسان مريض وأسير لذلك الوهم، ومريض الوهم في دوامةٍ مستمرة تتغلب عليه أفكار الإصابة بأمراض خطيرة، ويعيش في اضطرابات تؤدي إلى فقد سيطرته على حياته.
وضعيف الإرداة يتجه للانتحار، والوهم إذا أصبت به فهو عبارة عن نفق مظلم مليء بالخوف والقلق، ومعه تفقد كل بهجة وسعادة ويُعرف الوهم بأنه: عبارة عن أفكار ومعتقدات خاطئة لشخص ما، لا تتوافق مع حياته ومستواه الفكري والعقلي وثقافته مع الأشخاص المحيطة به والوهم يشوه لنا الحواس وينظم الدماغ ويفسر لنا الإثارات الحسية، وعرّفه الفلاسفة بأنّه خطأ في الإدراك الحسي وأن من يرتكبه تخدعه المظاهر، وقد صنفه العلماء إلى عدة أنواع؛ منها الوهم الطبيعي، والوهم من تصورات مكتسبة.
تعريفات الوهم عند العلماء
- يرى لاينو أنّ أوهام الحواس تقدم لنا طرق إدراك خاطئة غير متطابقة مع الإدراكاتِ المتعارف عليها، وهي طريقة ذاتية لرؤية الأشياء والأفكار، وليس للإدراك طرق مثالية تتفق عليها جميع العقول.
- وأما نيتشه عرف الوهم بأنّه كل ما أنتجه الإنسان من معارفٍ ناتجة عن رغبته اللاشعورية في البقاء، بحيث تقدم له الأوهام على أنّها حقائق، وتكون مصدرها الفكر، ويلجأ إلى الكذب لإخفاء الحقيقة تحت غلاف المنطق، ويرى نيتشه أنّ التخلص من الأوهام أمر صعب، ولكنه يرى من جهة أخرى إنّها قد تكون نافعة، ويمكن التعايش معها في بعض الأوقات .
أسباب الوهم
- الحواس لها قدرات قليلة ومحدودة يؤثر عليها البعد المكاني، وتتشابه فيه المظاهر السمعية والبصرية، وترينا حواسنا الواقع بشكل مشوه.
- والنفس هي أكبر سبب للوهم، فهي تستخدمه كأداة لتحافظ على بقائها، والوهم يرينا فقط العالم كما نريده نحن ونرغب أن نراه.
- والفكر يحفظ لنا الذكريات والصور ويجمدها للحظات معينة ويحبس حقيقة ما في سجن العقيدة، وأكبر وهم هو أن يعتقد الإنسان أنه يعرف كل شيء.
علاج الوهم
الوهم مرض أذا أصاب الإنسان كان أخطر من الأمراض الحقيقية، فالخطأ يستطيع الإنسان التراجع عنه بعكس الوهم الذي يجعلك في دوامةٍ لا تنتهي أبداً، فيشوش الأفكار ويجعل الإنسان في اضطرابات ليست فكرية فقط بل جسمية تؤدي إلى اختلال في وظائف الجسم، ومنها خلل في الغدد والتشنجات والإغماء وبكاء لا إرادي، وأمراض القلب بسبب زيادة انفعالاته وخوفه، فيهمل بيته وعائلته ويصبح أسيراً لذلك المرض، وعلاجه يكون بزيارة المختصين، وتعزيز الثقة للمريض، وأن يوفر طاقاته لأمور مفيدة.