تعريف القوة في الفلسفة
تعريف القوة في الفلسفة
يُعرف المفهوم العام للقوة، على أنه القيام بالتغيير أو منعه، وضمن الفلسفة السياسية والاجتماعية، فتقوم المفاهيم الأضيق للسلطة على تحديد طبيعة هذه التغيرات، فتعرف القوة الاجتماعية على أنها التأثير على مصالح الآخرين، بينما تعرف القوة المعيارية على أنها التأثير في العلاقات المعيارية للآخرين، كواجباتهم وحقوقهم، كما توجد خلافات حول طبيعة القوة منذ زمنٍ طويل، فالبعض يؤكد على تناقض وتضارب دور المصالح الفعلي أو الدور المحتمل في القيام بتحديد علاقات القوة، والبعض الآخر يتخذ الشرعية والإجماع ليقوم بتحديد علاقات القوة، وأيضًا هنالك اختلاف في طبيعة التفسير الاجتماعي من حيث السلطة، فهل تقع على عاتق الفاعلين، أم الهياكل الاجتماعية أم القوى من نوع ما.
تعريف آخر للقوة في الفلسفة
ينظر إلى القوة على أنها أشكال متنوعة القيود الموضوعة على أفعال البشر، وتعرف أيضًا على أنها تلك التي تساعد على القيام بالفعل وجعله ممكنًا وإن حدث ضمن نطاق محدود.
البشر بلا قوة
تعمل القوة بشكلٍ علائقي متبادل، فيدور الحديث بين علماء الاجتماع عن التوازن بين أطراف العلاقة أي أن تتسم جميع أطراف العلاقة ببعض القوة، كما أن الفحص الاجتماعي للقوة يهتم بإظهار وعرض نقاط القوة النسبية، إن كانت متكافئةً أو غير متساوية، أو إن كانت تتمتع بالاستقرار أم لا.
أنواع القوة ومصادرها
تصنف القوة لعدة أنواع مثل:
- القوة التعويضية: عن طريق استخدام الموارد المتنوعة.
- القوة المشروطة: وتأتي نتيجة الإقناع، ومصادرها "شخصية" من الأفراد.
- القوة الملكية: من خلال الموارد المالية.
- القوة التنظيمية: لكل من يسيطر على السلطة.
كيفية الحفاظ على القوة
يتم الحفاظ على القوة عن طريق ما يأتي:
- السلطة المفوضة ( كالديمقراطية ).
- الطبقة الاجتماعية (الثروة المادية تعادل القوة).
- الكاريزما الشخصية أو الجماعية.
- القوة المنسوبة (من خلال القدرات المتصورة أو المفترضة).
- الخبرة.
- الإقناع المباشر وغير المباشر.
- المعرفة (الممنوحة أو المحجوبة أو المشاركة أو الاحتفاظ بالسرية).
- المال (النفوذ المالي، السيطرة على العمل).
- القوة (العنف، القوة العسكرية، الإكراه).
- الإقناع الأخلاقي.
- اللاعنف (ويشمل التدخل أو عدم التعاون).
- العلاقات العامة.
- التأثير الاجتماعي للتقاليد.
- الهيمنة في العلاقات أو الخضوع.
نظريات القوة
من أبرز نظريات القوة ما يأتي:
• قام فريدريك نيتشه بوصف القوة على أنها سيطرة البشر الآخرين أكثر من كونها ممارسة للسيطرة على البيئة الشخصية.
• في نظرية الاختيار العقلاني، يمكن العمل على نمذجة الأفراد أو الجماعات البشرية على أنهم "فاعلون"، بحيث يقومون على تحديد "مجموعة اختيار" للقيام بالإجراءات الممكنة من أجل تحقيق النتائج المطلوبة.
• أما في الماركسية، فقد وضّح الكاتب الإيطالي "أنطونيو غرامشي" دور الهيمنة الثقافية في الأيديولوجيا، باعتبارها وسيلةً معززةً للقوة الرأسمالية وللدولة القومية.
• وفي وجهة النظر الأوسع عن أهمية القوة في النشاط البشري، فقد تحدث "ميشيل فوكو" عن القوة، فقال "أن القوة موجودة في كل مكان، لأنها تأتي من كل مكان".