تعريف العفو
مفهوم العفو في الإسلام
يُعرّف العفو لغةً بأنه المحو والطمس، وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، و المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي، وهو ما يشمل أيضاً صفح الله -تعالى- عن ذنوب عباده ومحوه إياها بتفضله عليهم.
أهمية العفو في الإسلام
إن العفوّ هو أحد أسماء الله الحسنى ، وهو صفةٌ من صفات الله -تعالى-، وهو الذي يمحو السّيّئات ويتجاوز عن المعاصي، وفي هذا دلالة على أهمية ومكانة هذا الخُلق في الإسلام.
وعفو الإنسان عمّن ظلمه ومقابلة الإساءة بالإحسان خلقٌ محمود، كما يُحسن الله -عز وجل- في الدّنيا إلى العصاة والكفرة ولا يُعجّل لهم العقوبة، بل ربما يعفو عنهم ويتوب عليهم، وهذا من رحمته -سبحانه- بعباده.
الفرق بين العفو والمغفرة
يوجد فرق بين العفو والمغفرة، ويكون في عدة أمور:
- قيل إنّ الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثّواب، ولا يستحقّه إلّا المؤمن، ولا يفعل هذا إلا الله -تعالى-.
- قيل إنّ العفو يقتضي إسقاط اللّوم والذّمّ ولا يقتضي نيل الثّواب، ويفعل هذا العبد أيضاً.
- قيل إنّ العفو يشتمل على إسقاط العقاب، أما في المغفرة ستر للذّنب وصون من العذاب والخزي والفضيحة.
نماذج من العفو
من أعظم الأشخاص الذين يتصفون بالدرجة العالية من العفو والصفح هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان عفوه حتى مع أعدائه، ومن المواقف التي ظهر فيها عفو و تسامح النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- عفو الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المشركين
في المدينة المنورة لقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- من اليهود الخيانة مرات عديدة، فأنزل الله -تعالى- عليه هذه الآيات: (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
فصبر عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- واستمر بالعفو والصفح حتى جاء أمر الله وأذن له بإجلائهم ومعاقبة من نقض العهد منهم.
- عفو الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أهله
سُئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كيف كان خُلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أهله؟ قالت: (كان أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا لم يكُنْ فاحشًا ولا مُتفحِّشًا ولا سخَّابًا في الأسواقِ ولا يجزي بالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ ولكنْ يعفو ويصفَحُ).
- عفو الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الناس وزوجاته وخدمه
روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أيضاً: (ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله -تعالى-، فينتقم لله -عز وجل-).