تعريف الصدق في الإسلام
تعريف الصدق في الإسلام
يعرّف الصدق في اللغة بأنه ضد الكذب، وكما ويعرف بأنه مطابقة القول أو الفعل للواقع، فمن كان قوله وفعله لا يختلف عن الأمر الواقع فهو صادق.
والصدق في الاصطلاح: أن لا يكون الإنسان في حال شُبهة، وأن لا يكون في اعتقاده شك، وأن لا يكون في أعماله نقص، وإذا كان الرجل كاملاً في تصديقه للشرع، أو كاملاً في كل ما يقول ويفعل عندها يسمى الصدِّيق.
الصدق في القرآن الكريم والسنة النبوية
ذكر ابن القيم أن الصدق يعد في الدرجة الثانية بعد درجة النبوة، كما ويعد أهم الفضائل وأهم الصفات الحميدة للمسلم ، ولا يكون المرء صادقاً إلا إذا اتفق القلب والقول والعمل على الحق.
الصدق في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم كثيرٌ من الآيات التي تُظهر منزلة الصدق في الإسلام ومن هذه الآيات ما يأتي:
- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾، أي حافظوا على صدق القول والفعل؛ تكونوا من الصادقين الذين ينجيهم الله -تعالى- عند الشدائد، وبذلك فقد قرن الله -تعالى- بين التقوى والصدق.
- قال -تعالى-: ﴿قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، فالصدق ينجي الصدق صاحبه يوم القيامة ويدخله الجنة.
ويعد الصدق من أهم صفات الأنبياء رضوان الله -تعالى- عليهم، قال -تعالى- عن سيدنا إبراهيم -عليه السلام-: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً﴾، وقال -تعالى- عن سيدنا إدريس -عليه السلام-: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً﴾، وكان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يلقب بالصادق الأمين.
الصدق في السنة النبوية
بينت الأحاديث النبوية منزلة الصدق العظيمة في الإسلام، كما يأتي:
- الصدق يُشعر المسلم بالطمأنينة، على نفسه وتدينه؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الصدق طمأنينةٌ).
- أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ثواب الصدق هو الجنة؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ).
- إن صدقَ حديث المؤمن سببٌ في صدق رؤياه؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَصْدَقُكُمْ رُؤْيا أصْدَقُكُمْ حَدِيثًا).
- يعد الصدق من المسائل التي تعوض ما يفوت المسلم من الدنيا؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أربعٌ إذا كنَّ فيكَ فلا عَليكَ ما فاتَكَ منَ الدُّنيا: حفظُ أمانةٍ، وَصِدْقُ حديثٍ، وحُسنُ خَليقةٍ، وعفَّةٌ في طعمةٍ).
الأسباب التي تدفع للصدق في الإسلام
يدخل الصدق في النوايا والأقوال والأفعال؛لذا فعلى المسلم أن يلتزم الأسباب التي تدفعه للصدق، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
- الطمع بثواب الصادقين، الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- المروءة ؛ فصاحب المروءة وصاحب الأخلاق الرفيعة يَعظُم في نفسه أن يكذب.
- حب أن يُعرف بالصدق بين الناس؛ بأن لا يقبل على نفسه كِذبة.
- العقل؛ فمن كَمُل عقله عَلِمَ جمال الصدق فالتزمه، وعَلِمَ بشاعة الكذب فتركه.