أخلاقيات البحث الميداني
ما هي أخلاقيات العمل الميداني
إن العمل الميداني هو ما يقوم به الباحث من ملاحظة وجمع معلومات على أرض الواقع، وبتفاعل مباشر مع الأشخاص في المجتمع المدروس، حيث يتمكن بذلك الباحث من جمع كل ما يتعلق بحياة الأفراد وطرق عيشهم، كما يستطيع الباحث من خلال العمل الميداني، فحص مدى تطابق النظرية العلمية المتبعة في الدراسة مع الحياة الواقعية. تتضمن أخلاقيات العمل الميداني جوانب متعددة، منها ما يكون من قِبل الباحث، ومنها يتعلق ب البحث ، ويمكن ذكرها بشكل شامل كالآتي:
- عدم التصرف بإساءة.
- صدق وانفتاح الباحث مع المبحوثين بما يتعلق بموضوع بحثه.
- الحصول على الإذن والموافقة من المبحوثين ومن الجهات المسؤولة قبل البدء بالعمل الميداني.
- القدرة على إرضاء جميع الأطراف المعنية بالبحث، كالجهة المسؤولة عن البحث، والمجتمع المدروس.
- تفكير الباحث بأن يجعل النتائج متاحة للجميع.
- حماية التسجيلات التي تخص المبحوثين.
- تكوين علاقات مهنية صحية وأخلاقية.
- التصرف بمهنية خلال العمل، واعتماد الموقف الحيادي بما يتعلق بآراء المبحوثين.
- تقديم الباحث نفسه للمجتمع المدروس بشكل مناسب، وتوضيح دوره أمام الناس من خلال وضع بطاقة تعريفية تبيّن دوره كباحث.
- الأخذ بعين الاعتبار أمان الباحث وتجنب المخاطر التي قد تلحق به الأذى.
- الحرص على اختيار موضوع البحث بعناية وبما يتناسب مع المجتمع المدروس.
- التزام الباحث بالسرية عندما يتعلق الأمر بخصوصيات وجوانب حساسة.
- إبقاء أسماء وصور الأشخاص مخفية إذا طُلب من الباحث إخفاءها.
- صدق الباحث مع نفسه من ناحية هدفه من إجراء العمل الميداني، وأن لا يكون هناك أسباب شخصية مخفية.
أهمية وجود أخلاقيات للعمل الميداني
إن وجود أخلاقيات للعمل الميداني مقررة ومتفق عليها مسبقا، أمرا مهما لكل الأطراف المشاركة في العمل البحثي، وفيما يلي أبرز أهميات العمل الميداني:
- حماية حقوق جميع الأطراف وأمانهم الشخصي والمهني، وتجنب المخاطر التي قد يتعرض لها الباحث أو الأفراد المشاركون في الميدان.
- يلتزم جميع الأطراف بمراعاة تلك الأخلاقيات في كل مرحلة من مراحل العمل، ليكون البحث حقيقي وصادق وخالي من الخداع.
- يزيد من معرفة الأشخاص، ويرسّخ قيم العمل كالتعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد.
- إمكانية مساءلة من يُخطئ لوجود أساس مرجعي، والأهم من ذلك هو الثقة التي يضفيها على العمل النهائي للالتزام الباحث بأخلاقيات العمل الميداني.
أمثلة على العمل الميداني الاجتماعي
يصلح العمل الميداني لكلّاً من العلوم الاجتماعية؛ ك الأنثروبولوجيا ، والتاريخ، والاقتصاد، الذي يكون في التركيز على البشر وحياتهم من ناحية ثقافية واجتماعية، والعلوم الطبيعية؛ ك البيولوجيا ، والكيمياء، الذي يركز فيه الباحث على الجوانب الحسية والمادية للحياة البشرية والبيئية.
من الأمثلة على العمل الميداني الاجتماعي، هو ما يقوم به الأنثروبولوجيون من خلال ما يسمّى بالإثنوغرافيا، حيث يُقيم الباحث في المكان المدروس مدة من الزمن، ويقوم بدراسة حياة الأفراد وعاداتهم وسلوكاتهم، للوصول إلى معرفة عميقة عن تلك المجتمعات، ويدوّن الباحث خلال ذلك ملاحظاته عن النشاطات والأفعال التي يراها، ليتكمن من صياغة فهم واضح عن تلك المجتمعات.