تعريف التبادل التجاري
ما هو التبادل التجاري؟
يعرف التبادل التجاري (Trade Exchange) بأنه نظام مُقايضة تتبادل فيه الشركات والأفراد البضائع والخدمات دون الحاجة إلى استعمال الأموال بحيث يخضع الدخل الناتج عنه للضريبة ، ويجري التبادل التجاري تحت الإرادة الحرة دون وجود عوامل ضاغطة على الفرد أو المؤسسة، أي أن هذه العملية لا تتم إلا برضى كلا الطرفين وبما يحقق المصلحة المشتركة لهما،.
وقد زادت أهمية التبادل التجاري في العصر الحديث لأنها تستقطب أصحاب رؤوس الأموال بصفتها أداة قوية تُمكّنهم من تأمين ممتلكاتهم وأصولهم القيّمة، وبما أن هذه العملية لا تعتمد على رأس مال الشركة فإنها لا تتأثر بسيولتها المالية.
ومن الجدير بالذكر أن ضخامة أو اتساع حجم عملية التبادل التجاري لا تعني شيئًا طالما أنها تضمن تحقيق المنفعة لجميع الأقطاب المشاركة فيها، وتسهل الحكومات عادةً عمليات التبادل التجاري، إلا أنها بنفس الوقت قد تفرض قيودًا عليها تتسم بعدم وضوحها وخلوها من الدقة، فعلى سبيل المثال، قد تفرض الحكومة (لأهداف معينة) حظرًا على دولة ما، الأمر الذي يؤدي إلى إيقاف عمليات الاستيراد والتصدير معها، كما قد تفرض أو تزيد التعرفة الجمركية (الضريبة المفروضة على السلع المستوردة) الأمر الذي يرفع من أسعار السلع المستوردة مقارنةً بالسلع المحلية.
أهمية التبادل التجاري
يتمتع التبادل التجاري بأهمية بالغة، كما هو موضح أدناه:
- استغلال مميزات الدولة: فكل دولة تشتهر بإنتاج سلعة معينة لكثرة توفرها فيها، لذا تحفز عملية التبادل التجاري على زيادة إنتاج تلك السلعة أو الخدمة، وتحث على توسيع نطاق الاتجار بها، فتنتج بكفاءة وفعالية أكبر وبأقل تكاليف ممكنة.
- ازدهار وانتعاش الدولة اقتصاديًا: ذلك أن إنتاج سلعة أو تقديم خدمة معينة على نطاق ضيق في السوق المحلي أو الأسواق الخارجية، يعني أنه يمكن زيادة إنتاجها على نطاق أكثر اتساعًا، وهو ما ينعكس إيجابيًا على اقتصاد الدولة.
- زيادة المنافسة؛ وبالتالي تقليل أسعار السلع المعروضة في الأسواق عالميًا: لأنه يؤدي إلى زيادة القوة الشرائية للأفراد ضمن حدود دخلهم، وبالتالي زيادة الكمية الفائضة من الاستهلاك.
- كسر سلسلة الاحتكارات لسلعة معينة في السوق المحلي: والتي عادةً ما تتسبب بها الشركات الأجنبية الأكثر كفاءة.
- زيادة المنافسة في السوق ، وبالتالي التشجيع على تحسين وتطوير السلع: عن طريق تفعيل التقنيات الحديثة، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين جودة البضائع والخدمات المتوفرة، وهو ما يشجع بدوره على تناقل التكنولوجيا الحديثة على مستوى الدول.
- تقليل معدلات البطالة عن طريق زيادة فرص التوظيف: ذلك أن زيادة الإنتاج تتطلب زيادة في أعداد العمال، وذلك لحاجتها إلى الأيدي العاملة في المراحل المختلفة للعملية التجارية.
أنواع التبادل التجاري
يشمل التبادل التجاري 5 أنواع رئيسية، سنأتي فيما يلي على توضيحها :
التبادل المحلي (Local Exchange)
نظام مقايضة اقتصادي يشيع استخدامه في المجتمعات المحلية، يجري خلاله تبادل السلع والخدمات بين الأفراد والمجموعات، عادةً ما تستخدم العملة النقدية كوسيلة للتجارة أو المقايضة مقابل السلعة أو الخدمة المقدمة، وتعتمد حركة هذا التبادل على مجموعة من المبادئ الرئيسية، كما هو موضح أدناه:
- تكلفة المنتج أو الخدمة.
- الموافقة عليها.
- الإفصاح.
- المكافئة مع العملة المحلية.
- خلوّها من الفوائد.
التبادل الإقليمي (Regional Exchange )
نظام يتضمن توقيع معاهدات بين دولتين أو أكثر بهدف تشجيع حركة السلع والخدمات المقدمة عبر حدود هذه الدول، إذ يجري الاتفاق على مجموعة من القواعد الداخلية التي يجب الالتزام بها من قبل الدول الأعضاء، أما بالنسبة للدول الخارجية التي لا تشملها المعاهدة، فيجري الاتفاق على مجموعة من القواعد الخارجية المختلفة التي يجب على الدول الالتزام بها.
التبادل العالمي (International/Global Exchange)
نظام تبادل تجاري يُستخدم بين الدول المتباعدة والعابرة للحدود، يزيد هذا النوع من التبادل القوة الشرائية والاستهلاكية للدولة، لأنه يرفع مستواها المعيشي، ويحسن كفائتها الإنتاجية، كما يتيح للدول المختلفة فرصة استهلاك المنتجات والسلع بأسعار أرخص عن طريق استيرادها، وذلك لعدم توفر هذه المنتجات في الأسواق المحلية، مثل: عدم توفر مواد خام معينة في الأسواق المحلية.
تجارة ثنائية (Bilateral exchange)
نظام تبادل البضائع بين الشركات والحكومات في بلدين مختلفين، وعادةً ما يحدث دون اللجوء إلى استخدام العملة النقدية، وقد كانت هذه العملية شائعة جدًا في الحرب العالمية، لكنها أصبحت الآن نادرة جدًا باستثناء حالات تبادل المواد الحساسة جدًا مثل المواد النووية.
تجارة متعددة الجوانب (multilateral trade)
نظام معاهدات تجارية يربط 3 دول فأكثر، وتكمن أهمية هذه المعاهدات بخفضها الضرائب الجمركية بين الدول الأعضاء لتسهيل عمليات الاستيراد والتصدير فيما بينها، وبالرغم من أن هذه المعاهدات تربط العديد من الدول فتصعب من عملية التفاوض على الشروط، إلا أنها تعد نظام التبادل الأقوى مقارنةً مع باقي أنواع التبادلات التجارية.
شروط التبادل التجاري
يوجد عدد من الشروط المهمة التي يجب توفرها لإتمام عملية التبادل التجاري بنجاح، ومن أهم هذه الشروط ما يلي:
- تحقيق المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء.
- ترجمة الشروط بدقة بما يتناسب مع لغة الدول الأعضاء.
- إدارة الاتفاق عبر مجلس يمثل الدولة.
- امتثال والتزام جميع الأطراف بالشروط والقواعد المالية الموضوعة.
- الاحترام المتبادل بين الأطراف.
- التزام الدول المشاركة بدفع الرسوم والنفقات المترتبة عليها كاملةً.
لا يعد التبادل التجاري شيئاً جديداً، فهو يجري التعامل به منذ القدم، وهو باختصار نظام مقايضة يجري فيه تبادل الخدمات والسلع، ويكون إما على نطاق ضيق، مثل تبادل الخدمات والسلع بين الأفراد أو مدن الدولة الواحدة، أو على نطاق واسع، مثل التبادل الحاصل بين دول العالم المتعددة، والتي قد تكون عابرةً للحدود، وتعود فوائد التبادل التجاري العديدة على الدولة، كازدهار اقتصادها واستغلال موادها الخام وتقليل البطالة، وتتضمن أنواع متعددة تصف هذه العملية.