تعبير عن عبد الحميد بن باديس
بن باديس رائد النهضة الإسلامية الجزائرية
عبد الحميد بن باديس؛ هو رائد النهضة الإسلامية الجزائرية بحق، ويُعدّ من أهم رجال الإصلاح في الوطن العربي بأكمله، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد وُلد الإمام عبد الحميد بن باديس في الرابع من كانون الأول من عام 1889م.
كانت حياته زاخرةً بالعلم والمعرفة، فهو ينتمي إلى الأسرة الباديسية التي عُرف عنها بإنجابها للعلماء والسلاطين والأمراء، وهي أُسرة عريقة أسهمت في أن يكون الإمام بن باديس شخصيةً بارزةً، ولديها معرفة واطًلاع كبيرين، وهو يملك شخصيةً مؤثرةً تاريخيةً غنيةً بالفائدة.
المصلح والإمام عبد الحميد بن باديس
عُرف عن الإمام عبد الحميد بن باديس بأنّه شخصية أسهمت في نهضة الإسلام والمسلمين، وكان إمامًا ومصلحًا بحق، فقد كان عالمًا مفسرًا للقرآن الكريم، ويقوم بتفسيره يوميًا أثناء إلقائه للدروس، وقد شرح لتلاميذه موطأ مالك، وفي الوقت نفسه يُعرف عنه بأنّه سياسيّ محنّك وكاتب في الصحف والمجلات.
كان يكتب عن واقع المسلمين في العالم وخاصةً في الجزائر، وكان يُهاجم المستعمر الفرنسي بشدة، ويُنبّه الناس إلى أساليب فرنسا الاستعمارية، كما كان مُربيًا فاضلًا للأجيال في المساجد والمدارس، وقد أنشأ مدارس عدّة وأعطاها الاهتمام الكبير.
تولى الإمام عبد الحميد بن باديس الأعمال المتخصصة بشؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كما تولى إدارة مجلة الشهاب، وكان دائم الاتصال بالقاعدة الشعبية لتفقدها والاطمئنان على أحوالها، فقد كان رجلًا وقائدًا فذًا ونشيطًا، ولا ينسى أن يطمئن على كل شيء؛ حيث إنّه ربى أجيالًا من أبناء الجزائر وأشعل فيهم فتيل معركة تحرير الجزائر.
يُعد الإمام عبدالحميد بن باديس من أهم المصلحين في العصر الحديث؛ لأنّه لم يكتفِ بالأقوال فقط، بل كان يرى بالأفعال والتطبيق دليلًا على الصدق؛ لهذا كان يُنفذ كل ما يقتنع به لأجل التحرير والتخلص من الاستعمار الفرنسي، وكان يُؤمن بأنّ التربية تبدأ أولًا من الفرد الذي عليه أن يُصلح نفسه أولًا كي يَصلح المجتمع، وكان له فكرٌ نوعي وأساليب نوعية في تطبيق أفكاره.
ظهر هذا في مؤلفاته العلمية والفكرية والدينية التي ركزت على هذه الجوانب، ممّا جعله من الشخصيات التي تأثر بها الناس بشكلٍ إيجابي، خاصةً أنّه ترك إنتاجًا علميًا غزيرًا، فيه آلاف المقالات ودروس العلم والتفسير؛ لهذا فإنّ شخصية الإمام عبد الحميد بن باديس من الشخصيات الملهمة التي تركت الكثير من الحماس والشغف لمن هم بعدها كي يتعلموا منها.
دعا الإمام عبد الحميد بن باديس إلى تعليم الأهالي، وشجّع على فتح المدارس العربية الإسلامية كي يلتحق بها أبناء المسلمين، وكي يُحافظوا على هُويتهم الوطنية، خوفًا من انصهارهم بالهُوية الفرنسية، وهذا بدوره أسهم بشكلٍ كبير في توجيه بوصلة جيل بأكمله إلى أهمية التخلص من الاستعمار الفرنسي للجزائر، الذي نهب خيراته وتقاسم مقدراته وموارده، فقد حان الأوان أن يقول الشعب كلمته.
هذا ما قاله عبد الحميد بن باديس الذي كان رجلًا وقائدًا عميقًا برجاحة عقله وحكمته وقوة تفكيره العظيمة، ولم يزل الناس يُردّدون أشعار وخطب الإمام عبد الحميد بن باديس، ويأخذون منها ما يجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز لهذا الرجل الذي كانت حياته وقفًا لشعبه ودينه، ولم يبخل أبدًا بتقديم النصح والمعرفة لهم.
رغم موته من عشرات السنين إلّا أنّ الجزائريين يذكرونه بالكثير من مشاعر الإجلال والإكبار، ويعدّونه الإمام الأول والقائد المُلهم والمفكر الإصلاحي الذي استطاع إحداث نقلة نوعية في أفكار الأجيال، فهو كالورد التي تفوح بالعطر، ولا بُدّ لكلّ من يقرأ إنتاجه العلمي أن يشمّ هذا العطر الجميل ويندهش به.
عبد الحميد ابن باديس آثار لا تنسى
في الختام، لا يُمكن أن ينسى الناس سيرة الإمام عبد الحميد بن باديس الذي كان رجلًا بحق، وترك آثارًا لا تُنسى وتاريخًا مشرفًا لا يُمحى، وسيبقى النهج الذي سار عليه والشرارة التي أشعلها في نفوس الآخرين مشتعلة دومًا، كي لا يقبلوا بالظلم أو الخضوع، وكي يتسلحوا بالفكر والمعرفة، ويعلموا أنّ الأفعال أكثر صدقًا من الأقوال.
إنّ الإمام عبدالحميد شجع الناس على أن يصرخوا في وجه الظلم وألّا يستسلموا أبدًا، وأن يكون منهجهم الدنيوي مستندًا إلى الدين؛ لهذا تأثّر الناس بهذا الإمام الواعظ؛ لأنّه نموذج يُحتذى في الخير.