تعبير عن العلم الوطني الجزائري
علم الجزائر: الأخضر الممتدّ
الجزائر هذا البلد العربي الذي قدّم مليون شهيد في سبيل استقلاله وتحرره، ترتفع راياته في الأعالي، ويمتدّ علمه الأخضر ليروي حكاية وطنٍ حفر تاريخه في الصخر، وحلّق مجده في الأعالي، فهذا العلم العزيز الغالي الذي حاكته دماء الشهداء من الأجداد والآباء، يروي تاريخًا عريقًا من الازدهار الذي يرمز للسلام والنقاء والنموّ والتطوّر اللامحدود.
كما أنّ علم الجزائر بلونه الأخضر يدلّ على ثورة التحرير التي يحكيها القاصي والداني وأفرزت شهداء الجزائر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن.
العرض: علم الجزائر ذاكرة الثورة والحرية
يختزن علم الجزائر في ذاكرته العديد من الذكريات المرتبطة بالثورة الجزائرية التي رسم ملامحها الجزائريون الأحرار، الذين أخذوا عهدًا على أنفسهم أن تظل دولة الجزائر حرة مستقلة لا ترضح لمحتلٍ أو غاصب ولا يستسلم لأي حكمٍ خارجي مهما كانت المغريات، فحافظوا على أرضهم وقدموا لها الغالي والنفيس، وحرصوا على أن يرتفع علم الجزائر، دون أن يكونوا مضطرين للانحناء لأي غاصب أبدًا.
لهذا فإنّ علم الجزائر يرمز لتاريخٍ طويلٍ من التضحيات والإباء والرفعة والسمو، ولا يمكن بأيّ حالٍ من الأحوال أن يستطيع أحدٌ تهميش هذا العلم الذي يعني الكثير، وكلّ لونٍ ورمزٍ فيه يُشير إلى بطولاتٍ كثيرة من بطولات الأجداد الذين حموا الوطن، وقد كان العلم الجزائري في زمن الدولة العثمانية باللون الأحمر بصفته لونًا أساسيًا في أعلام جميع البلدان الإسلامية.
وفيما بعد جاء القائد الشهير عبد القادر الجزائري وجعل للجزائر لواءً وعلمًا جديدًا أعلاه وأسفله باللون الأخضر وفي الوسط اللون الأبيض، وكانت في منتصف العلم صورة يدٍ مبسوطة كُتب حولها بعض العبارات هذه العبارات هي: نصرٌ من الله وفتحٌ قريب، حيث كانت هذه الكتابات مرسومة باللون الذهبي.
اتخذ العلم الجزائري شكله الحالي بتصميمه الجديد بعد أن صممه حسين بن أسنهو، وذلك في مظاهرات عام 1945 التي وافقت تاريخ الثامن من أيار، حيث حمل هذا العلم لأول مرة الكشاف سعال بوزيد وهو أول شهيد سقط في هذه المظاهرات التي كانت تطلب بحرية الجزائر وسيادته الكاملة على أراضيه، وستظلّ ذكرى هذا الشهيد خالدة إلى الأبد يراها كل جزائري وهو يرفرف عاليًا في الآفاق.
ويرسم طريقًا جديدًا للمجد والعزّة في كلّ يوم يمرّ عليه، فالهلال والنجمة في العلم الجزائري لهما دلالة عظيمة جدًا فهما يرمزان إلى الدين الإسلامي وهو دين الإنسانية جمعاء، وما إن ينظر المرء إلى العلم الجزائري وراهما حتى يعرف أنّ هذا العلم ينتمي لدولة إسلامية عريقة حرصت أن تضمّ رأيتها رمز دينها الذي لا يتبدل.
وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على انتماء الجزائريين الكبير لدينهم ودفاعهم عنه وعن عروبتهم وأصلهم، ومن المعروف أنّ الشعب الجزائري العريق قد عرف علمه بهذا الشكل النهائي له في المظاهرات التي حصلت في الحادي عشر من كانون الأول من عام 1960م، حيث تطرز العلم بدماء الشعب الجزائري الطاهرة التي أريقت في جميع أنحاء البلاد من شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.
وقد تمت إخاطة العلم الجزائري لأول مرة على يد خياطين مناضلين خيطوه برموس عيونهم قبل خيطانهم وهما: عبد الرحمن سماعي وسيد أحمد العمراني، حيث تمّ اعتماد هذا العلم لحركة انتصار الحريات الديمقراطية الجزائرية، وكان هذا في عام 1947م، واعتبرت هذه الراية بأنها راية الكفاح والتضحيات بالنسبة للشعب الجزائري الذي كان يكافح ضدّ الاحتلال الفرنسي لأراضيه.
فكلّ خيطٍ من خيوط هذا العلم حيكت من دم الشهداء، لهذا سيظلّ ها العلم خفاقًا عاليًا مصحوبًا بدعوة الأمهات والآباء وتضحيات الأجداد والآباء ودفاع الأبناء عنه بكل ما يملكون من عزمٍ وقوة وصلابة لهذا فالعلم الجزائري يعني الكثير للجزائريين لأن جميع المراحل التي مرّ فيها تحكي قصة النضال والكفاح في مسيرة التحرر التي مضى بها الجزائر بكلّ ثبات ولم يحد عنها أبدًا رغم أنها كانت سنوات طويلة.
فهم حين يرفعون علم دولتهم يعلمون جيدًا حجم المعاناة والتضحيات التي مرّوا فيها كي يصلوا إلى هذه المرحلة من التطوّر والتحرر والانفتاح على العالم، حتى رفعوا علم الجزائر في جميع المحافل الدولية سواء كانت اقتصادية أم سياسية أم رياضية أن غير ذلك، فبعد أن عانت الجزائر من الحروب والاحتلال لسنوات طويلة استطاعت أن تخرج من تحت رايات الاحتلال إلى عالمٍ أكثر رحابة.
وأن ترفع أعلامها بأيدي أبنائها الأشاوس الشجعان ، فعلم الجزائر بلونيه الأخضر والأبيض هو علمٌ يختصر الكثير من القصص التاريخية المجيدة التي سُطرت بالمجد والرفعة، والتي لن يستطيع أحد إخماد نيران عزتها لأنها نيران مشتعلة بعزم الشعب الجزائري الصامد دومًا والذي يستعدّ أن يدافع عن علمه بروحه ودمه.
وأن ينتصر لرايته مهما كان الأمر مكلفًا، فالشعب الذي تكبر معه رايته يومًا بيوم هو شعبٍ يعرف قيمتها جيدًا، فلن يسمح لأي يدٍ خارجية أن تمسّ هذا العلم الطاهر مهما تبدلت الظروف والأحوال، عاش الجزائر وظلت راياته مرفوعة إلى يوم الساعة بكلّ ما فيها من عروبة وإسلام.
الخاتمة: علم الجزائر معاني ودلالات متجددة
يضم علم الجزائر العديد من الرموز والدلالات الهامة والمتجددة، التي تحمل بين طياتها تاريخ هذا البلد الرائع الجدميل والمتميز بكلّ ما فيه، فلونه الأخضر الذي يرمز لازدهار البلاد يرتسم في ملامحه حضارة الجزائر العريقة التي تتصافح مع الحاضر لتمنح لهذا العلم جمالًا وعزة وسموًا لا مثيل له، كما أنّ رموزه التاريخية ترمز للشهداء الأحرار خاصة أنّ الجزائر هي البلد التي قدمت مليون شهيد .