تشخيص مرض كاوازاكي
مرض كاوازاكي
يُعدّ مرض كاوازاكي (بالإنجليزية: Kawasaki disease or KD) أحد أكثر الأسباب شيوعاً لإصابة الأطفال بأمراض القلب والشرايين، فمرض كاوازاكي يتسبّب بالتهاب الشرايين، والأوردة، والشعيرات الدمويّة في الجسم، كما يؤثر هذا المرض في العقد اللمفاوية، والجلد، والأغشية المخاطية الموجودة داخل الفم، والأنف، والحلق، لذلك يُمكن أن يُطلق على مرض كاوازاكي اسم متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية (بالإنجليزية: Mucocutaneous lymph node syndrome)، واستناداً إلى منظمة مرض كاوازاكي ، فقد وُجد أنّ ما يُقارب 4200 طفل يصاب بهذا المرض في الولايات المُتحدة سنوياً، ومن الجدير بالذكر أنّ مرض كاوازاكي غالباً ما يصيب الأطفال في سن مبكرة، كما أنّه أكثر شيوعاً بين الأطفال الذكور مقارنةً بالإناث، وخاصةً الأطفال الآسيويّين، والذين ينحدرون من أصول تعود إلى جزر المحيط الهادي ، وعلى الرغم من ذلك، فهو أيضاً قد يصيب الأطفال والمراهقين من مختلف الأعراق والأصول.
تشخيص مرض كاوازاكي
يعتمد تشخيص الإصابة بمرض كاوازاكي بشكلٍ كبير على استبعاد الأمراض التي تتسبَّب في ظهور أعراض تُشبه أعراض الإصابة بهذا المرض، كالإصابة بمرض الحمّى القرمزيّة ، أو الالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي، أو متلازمة ستيفنس جونسون التي تُصيب الأغشية المخاطيّة في الجسم، أو الإصابة بمتلازمة الصدمة التسممية، أو الحصبة ، أو الحمى الزرقاء، وغيرها من الأمراض، فيقوم الطبيب بإجراء عدّة فحوصات للمساعدة على التشخيص، ومن هذه الفحوصات ما يلي:
- الفحص البدني: حيث يقوم الطبيب بدايةً بعمل الفحص البدني، وتسجيل العلامات والأعراض التي تظهر على المريض.
- فحص البول: يتم عمل هذا الفحص لاستبعاد الإصابة بمرض آخر.
- فحص الدم: يمكن من خلال اختبار الدم تشخيص مرض كاوازاكي، وذلك من خلال مُلاحظة ارتفاع في عدد خلايا الدم البيضاء، كما أنّ الإصابة بفقر الدم والالتهاب يشيران إلى الإصابة بمرض كاوازاكي، ومن الجدير بالذكر أنّه يُمكن من خلال فحص الدم معرفة كميّة مادّة النمط بي من الببتيد المدر للصوديوم (بالإنجليزية: B-type natriuretic peptide)، والتي يتم إفرازها في حال كان القلب يتعرَّض للإجهاد والضغط، مما يساعد على تشخيص مرض الكاوازاكي، بالإضافة إلى أهميّة إجراء هذا الفحص لاستبعاد الإصابة بأمراض أخرى.
- تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiography): يستخدم هذا الاختبار لفحص نبضات قلب الطفل، إذ إنّ الإصابة بمرض كاوازاكي قد يتسبَّب في حدوث اضطراب في نظم القلب .
- تخطيط صدى القلب (بالإنجليزية: Echocardiogram): يمكن من خلال هذا الفحص التّأكد من كفاءة عمل القلب، وسلامته، كما يساعد على الكشف عن وجود اضطرابات في الشرايين التاجية .
أعراض مرض كاوازاكي
غالباً ما تبدأ أعراض الإصابة بمرض كاوازاكي بالظهور على الطفل في أواخر فصل الشتاء، وفي فصل الربيع، إذ يحدث مرض كاوازاكي على مراحل ترافقها بعض الأعراض، وفيما يلي بيان ذلك:
- أعراض المراحل الأولية: تستمر أعراض المرض في مراحله الأولية لمدة لا تقل عن أسبوعين، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- المعاناة من الحُمّى ، والتي تستمر لمدة خمسة أيام أو أكثر.
- ظهور الطفح الجلدي في منطقة الجذع (بالإنجليزية: Torso)، ومنطقة أصل الفخذ (بالإنجليزية: Groin) من الجسم.
- احمرار العينين.
- احمرار الشفتين وانتفاخهما.
- احمرار اللسان؛ إذ يظهر بشكل منقط بنقاط حمراء، وتُسمّى هذه الحالة لسان الفراولة (بالإنجليزية: Strawberry tongue).
- انتفاخ العقد اللمفاوية .
- انتفاخ اليدين والقدمين.
- احمرار باطن اليدين والقدمين.
- الإصابة ببعض مشاكل القلب.
- أعراض المراحل المُتقدّمة: وفي المراحل المُتقدّمة للمرض، تظهر مجموعة من الأعراض على المريض، وذلك بعد أسبوعين من المعاناة من الحمّى، نذكر منها ما يلي:
- تقشُّر الجلد الذي يغطي اليدين والقدمين.
- الإصابة بالتهاب المفاصل المؤقت، أو وجود ألم في المفاصل.
- المعاناة من ألم في البطن .
- التقيؤ، والإصابة بالإسهال.
- تضخم المرارة.
- الإصابة بضعف السمع المؤقت.
علاج مرض كاوازاكي
تكمن أهمية البِدء الفوري في علاج مرض كاوازاكي، في أنّ المرض قد يسبب مضاعفات خطيرة لدى الطّفل، لذلك يقوم الطبيب بالمُسارعة في علاج الطفل في أقرب وقت مُمكن بعد تشخيص الإصابة بالمرض، وغالباً ما يتم علاجه داخل المستشفى، ومن العلاجات التي تُستخدم في علاج مرض كاوازاكي ما يلي:
- الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)؛ يعتبر الأسبرين أحد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) التي يمكن استخدامها لعلاج الأطفال المصابين بمرض كاوازاكي، إذ تُعدّ هذه الحالة من الظروف الاستثنائيّة التي يُمكن فيها إعطاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عام الأسبرين، لما قد يسببه من تأثيرات جانبية على الأطفال في هذا العمر، كالإصابة بمتلازمة راي ، ومن الجدير بالذكر أنّ صرف الاسبرين يكون تحت إشراف الطبيب المُختص، كما أنّ تحديد الجرعة والمدة اللازمة للعلاج بالأسبرين يعتمد على الأعراض التي يعاني منها الطفل، وفي الحقيقة يستخدم الأسبرين لعلاج مرض الكاوازاكي لعدة أسباب، نذكر منها ما يلي:
- التخفيف من الألم، والشعور بعدم الراحة.
- التقليل من ارتفاع درجة حرارة الجسم، والحمّى.
- التقليل من الانتفاخ؛ من خلال إعطاء الأسبرين بجرعاتٍ كبيرة، حيث يعمل الأسبرين حينها كمضاد للالتهاب.
- منع تكوُّن خثرات الدم ؛ من خلال إعطاء الأسبرين بجرعاتٍ منخفضة، حيث يعمل الأسبرين حينها كمضاد للصفيحات.
- الغلوبولين المناعي الوريدي (بالإنجليزية: Intravenous immunoglobulin)؛ وهو محلول يحتوي على الأجسام المضادة التي يتم أخذها من متبرع سليم، يتم حقنُه بشكلٍ مباشر في وريد الطفل المصاب، وفي حالة الإصابة بمرض كاوازاكي، يتم استخدام الغلوبولين المناعي من نوع غاما (بالإنجليزية: Gamma globulin)؛ الذي يعمل على التقليل من الحمّى المصاحبة للمرض، كما يعمل على التقليل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، وفي الحقيقة من المفترض أن تتحسن الأعراض التي تظهر على الطفل خلال 36 ساعة من إعطائه حقنة الغلوبولين المناعي، وفي حال لم يكن هناك أي تحسن ملحوظ في الحمّى، يمكن أن يقوم الطبيب بحقنه بجرعة أخرى من الغلوبولين المناعي.
- الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)؛ قد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات لعلاج الطفل المصاب بمرض الكاوازاكي في حال كانت احتمالية إصابته بمشاكل وأمراض القلب كبيرة، أو في حال تم استخدام الجرعة الثانية من الغلوبولين المناعي، ولم يلاحظ أي تحسن في الأعراض التي تظهر على الطفل المُصاب بمرض كاوازاكي.