تربية السلاحف البرية
هل تربية السلاحف البرية آمن؟
تربية السلاحف البرية في المنزل كحيوانٍ أليف أمرٌ غير آمن على الإطلاق، لأنّها يمكن أن تتسبب في إصابة الإنسان بمرض يُطلق عليه "داء السلمونيلا"، وهو المرض ذاته الذي يمكن أن يُصاب به الإنسان عند تناول دجاج غير مطبوخ جيدًا.
إذ إنّ السلاحف البرية قد تحمل طفيليات مثل الدودة الشريطية، والتي تُسبب بدورها الإصابة بهذا المرض ثمّ نقله بمجرّد التعامل معها ولمسها ونسيان غسل الأيدي جيدًا بعدها.
لذا؛ إذا كان الشخص مصممًا على الاحتفاظ بسلحفاة برية وتربيتها، عليه أن يحمي نفسه من خلال تهيئة المسكن المناسب لها وتنظيفه دائمًا للتخلص من البكتيريا، وغسل الأيدي بعد كل تعامل معها قبل لمس أي شيء آخر.
كيفية تربية السلاحف البرية
تُصنّف السلاحف البرية أنّها من الحيوانات المفترسة الآكلة للحوم، والتي اعتادت العيش في البرية في ظروف معينة؛ لذا إذا ما كانت هناك رغبة في تربيتها في المنزل كحيوان أليف يجب مراعاة بعض النقاط الواردة أدناه:
اختيار مسكن آمن ومناسب لها
تحتاج السلاحف إلى مسكنٍ آمن ومناسب كحديقة المنزل أو حوض مائي كبير، مزود بمصابيح حرارية وفلتر مياه وبعض الإكسسوارات، بهدف تحسين نوعية حياتها والحفاظ عليها بصحة جيدة، بالمقابل، فإنّ من غير المناسب الاحتفاظ بها في مكانٍ صغير مثل حوض الأسماك في ركن الغرفة المظلم.
توفير الغذاء المناسب لها
يجب توفير الغذاء المناسب للسلحفاة ، ومنها: القواقع، والرخويات، والضفادع الصغيرة، والأسماك الصغيرة، وجراد البحر والحشرات، وكذلك سمك السلمون المرقط والديدان؛ فهذه المجموعة الغذائية هي التي اعتادت السلحفاة البرية على تناولها في الطبيعة.
شراء حوض مائي وفلتر ماء لها
تحتاج السلحفاة إلى حوض مائي كبير حتى يستوعب حجمها ونموها المستمر، كما أنّ السلحفاة البرية خلال وجودها في الطبيعة معتادة على العيش في مساحات كبيرة من الأرض، وتحتاج كل سلحفاة حوضًا سعة 208 لترات، مع الانتباه لأن يكون مغلقًا حتى لا تسقط منه وتهرب.
ومثل الأسماك تمامًا، تحتاج السلحفاة لمياهٍ نظيفة؛ لذا يجب وضع الفلاتر في الحوض لتنظيف وتنقية المياه باستمرار، وذلك حتّى لا يكون هناك حاجة لتغيير الماء باستمرار، بل تغييره على فترات تقدر بشهر تقريبًا، وكل أسبوع يجب شطف الفلاتر بالمياه النظيفة.
الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة مناسبة
يجب وضع السلحفاة البرية في درجة حرارة ورطوبة معينة مماثلة أو شبيهة بتلك التي اعتادت عليها في الحياة البرية؛ لذا يجب أن يبقى الماء بين درجة حرارة 22.2 و25 درجة مئوية لا أكثر.
ولضبط درجة الحرارة بهذه الطريقة يجب شراء سخّان ماء يوضع في الحوض، مهمّته الحفاظ على درجة الحرارة المطلوبة بصورةٍ تلقائية، ويجب أن يظل هذا السخّان قيد التشغيل دائمًا.
توفير مصدر للأشعة فوق البنفسجية
تحتاج السلحفاة للتعرّض للأشعة فوق البنفسجية لمدة 12 ساعة يوميًا، لأنّها لا تستطيع تخزين فيتامين د3؛ لذا يجب وضع مصباح للأشعة فوق البنفسجية في الحوض الذي تعيش فيه للحفاظ على صحّتها ونموها، ويُمكن شراء هذا المصباح بسهولة من أي متجر لمستلزمات الحيوانات الأليفة.
تنظيف المسكن بشكل دوري
يجب تنظيف حوض السلحفاة البرية بشكلٍ دوري على الأقل مرّة واحدة شهريًا، لأنّ بقايا الطعام تستقر بين الحصى وأدوات الديكور في الحوض وتؤدي إلى زيادة تلوث الماء؛ لذا يجنب تنظيف الحصى باستمرار للتخلص من أي نفايات أو بكتيريا.
توفير الحصى وأغراض الديكور المناسبة
يمكن تزيين قاع الحوض بالحصى كبير الحجم، الذي لا بدّ أن يكون أكبر من حجم رأس السلحفاة، لأنّ ابتلاعها لحصى صغير يُعرّضها لمشكلات خطيرة، ويمكن أيضًا وضع فروع النباتات وغيرها من ملحقات الديكور الخاصة بالسلاحف داخل الحوض الخاص بها.
الفحص الدوري لها لتجنب إصابتها بالأمراض
ما قُدّم من نصائح لا يعني الاستغناء عن الفحص الدوري للسلحفاة، والذي يُعتب ضروريًا لحمايتها من الإصابة بالأمراض، إذ يجب استشارة الطبيب البيطري على الفور حال ظهرت أعراض المرض على السلحفاة أو أي أعراض غريبة، لا سيما أعراض التوتر والاكتئاب والضيق، باعتبارها غير معتادة على ترك البرية والعيش في حوض.
أخطاء في تربية السلاحف يجب تجنبها
من السهل تربية السلاحف مقارنة بالحيوانات الأليفة الأخرى، لكن هناك بعض الأخطاء في التربية والتي يجب تجنبها لتربية سلحفاة سعيدة بصحة جيدة، وأبرز هذه الأخطاء:
- اختيار نوع سلحفاة غريب وصعب التربية
يفضل أن يبدأ المربي بتربية نوع سلحفاة سهل التربية لا سيما إذا كانت هذه هي المرة الأولى.
- الإفراط في تغذية السلحفاة أو العكس
تأكل السلاحف كل ما يُقدم لها، والإفراط في تقديم الطعام سيُسبب لها السمنة، وستصاب تبعًا لذلك بالتهرّم الصدفي "أي تبدأ أصدافها في النمو وتظهر نتوءات لا يمكن علاجها"، ومن جانبٍ آخر فإنّ نقص التغذية وعدم تقديم غذاء متكامل غنيّ بالبروتين خصوصًا للصغار منها، سيصيب السلحفاة بالنحافة وسوء التغذية.
- اقتصار مصادر الغذاء على نوع واحد
في البرية يكون الغذاء متنوعًا بالنسبة للسلاحف؛ لذا فإن الاعتماد على تقديم نوع واحد لها من الأخطاء الشائعة، لذا احرص على تقديم غذاء متنوع على أن يتضمن الفواكه والخضروات أيضًا ولو أنّها تفضّل اللحوم.
- التعامل مع السلحفاة مباشرة
قد يكون من المغري لمس السلحفاة والتعامل معها كثيرًا، إلا أنّ هذا قد يُعرّض المربي لمشاكل صحية كما ذُكر سابقًا، كما أنّ السلحفاة لا تُفضّل التعامل المباشر معها بصورة متكررة.
- وجود الكثير من السلاحف في نفس الحوض
من الجيد وجود عدد من السلاحف في نفس الحوض لا سيما وهي لا تزال صغيرة، لكن بمجرد أن تنضج تزيد احتمالية اقتتالها على الطعام حتى لو كان هناك ما يكفي للجميع؛ لذا يجب فصلها فورًا عند حدوث هذا.
- عدم الإشراف على السلاحف عند إخراجها من الحوض
عند تنظيف الحوض يجب إبقاء السلاحف تحت الرقابة في الخارج، لأنّها قد تنتشر في أرجاء المكان لتأكل كل شيء حتى أسلاك الكهرباء وهذا خطير.
- تغطية الحوض بغطاء زجاجي
سيحجز الغطاء الزجاجي أي أشعة فوق بنفسجية يريدها المربي أن تدخل للسلحفاة، لذا يجب اختيار غطاء مفرغ.
- الخلط بين السلحفاة والحيوانات الأليفة الأخرى
سواء كان كلبًا أو قطة، إذ من الخاطئ وضع الحيوانات الأليفة معًا؛ فهذا يزيد من احتمالية العض والخدش على سبيل الاستكشاف.
أنواع السّلاحف البريّة
تنقسم السّلاحف إلى أنواع عديدة تُقدّر بنحو خمسين نوعًا، لكن التي يتم اقتناؤها كحيوانات أليفة في العادة هي عدّة أنواعٍ فقط، فيما يأتي أبرز أنواع هذه السلاحف وأماكن عيشها :
- السّلحفاة اليونانيّة:
(باللاتينيّة: Testudo graeca) تعيش في مُعظم أرجاء العالم العربيّ، وهي مُنتشرة إجمالاً على سواحل البحر المُتوسّط والبلدان المُحيطة به. يبلغ طولها نحو 18 سم، وتوجد في الأحراش والمزارع والغابات الطبيعيّة، تُعتبر هذه السلحفاة أليفةً ورائجةً في محال الحيوانات.
- سلحفاة هرمان:
(باللاتينيّة: Testudo hermanni) تعيش في جنوب أوروبا، وهي واحدة من أكثر السّلاحف انتشاراً في محال الحيوانات الأليفة. يصلُ طولها إلى نحو 25 سم، وهيئتها الخارجية شبيهة إلى حد ما بالسّلحفاة اليونانيّة.
- سلحفاة النّمر:
(باللاتينيّة: Geochelone pardalis) تعيش في جنوب إفريقيا والسّودان، تمتازُ ببقع فريدة على ظهرها تشبه رقط النّمر إلى حدّ ما. حجمها كبير؛ فقد يصلُ إلى نصف متر.
- السّلحفاة الروسيّة:
(باللاتينيّة: Testudo horsfieldii) موطنها الطبيعيّ في جنوب روسيا ووسط آسيا، يبلغ طولها نحو 20 سم، وتعتبر مُناسبةً لمُقتنِي السّلاحف الجدد.
التّمييز بين السّلحفاة الذّكر والأنثى
التّمييز بين السّلحفاة الذّكر والسّلحفاة الأنثى سهل بالإجمال، ويمكن للإنسان غير الخبير القيامُ به بكفاءة جيّدة. قد تختلفُ الفروقات بين السّلاحف الأنثى والذّكر قليلاً بين كلّ نوع من السّلاحف البريّة، لذا يُستحسن الحصول على تعليمات دقيقة بخصوص التّمييز بين جنسَي النّوع المطلوب وليس الاكتفاء بالإرشادات العامّة.
أيضًا عندما تكون السّلاحف صغيرة الحجم قد لا يكون من السّهل تمييز جنسها، إذا كان طولها نحو 6-7 سم، فإن ذلك يجعل التعرّف عليها أصعب، وبصورة عامة، الطّريقتان الأساسيّتان لتحديد جنس السّلحفاة هُما كما في الآتي:
- طول الذّيل
للذّكر ذيل طويل وغليظ، وفتحة الإخراج الخاصة به تكون عريضة وذات شكل طوليّ، أما ذيل الأنثى فهو قصير جدّاً وفتحة الإخراج الخاصّة بها تكون مُستديرةً أكثر وضيّقةً.
بصورة عامّة، فإن هذه السّمة واضحة جدّاً في السّلاحف البريّة البالغة، إلا أنّها قد لا تكون فعالةً على السّلاحف الصّغيرة في السنّ أو غير النّاضجة جنسيّاً، فهذه تكون ذيولها قصيرةً دائماً سواء كانت ذكورًا أم إناثًا، وقد لا يكون التّمييز بينها مُمكناً لغير الخبير.
- شكل الصّدفة
من المُمكن أن يكون لدى ذكور السّلاحف -في معظم الأحوال- تقعُّر تسهل ملاحظته في السّطح السُفليّ للصّدفة، وأمّا الإناث فتكون أصدافها مُسطّحةً تماماً من الجهة السّفلى، وقد يكون هذا تكيُّفاً تطوّرياً ليساعد الذّكر أنثاء عملية التّزاوج.
ومثل الحالة السّابقة، فإنّ هذه السّمة لا تكون واضحةً لدى الصّغار؛ حيث إنّ السّطح السُفليّ للصّدفة يكون مُسَطَّحاً لديهم دائماً بغضّ النّظر عن الجنس.