تحليل رواية عمال البحر
التحليل الموضوعي للرواية
رواية عمال البحر من تأليف الأديب الفرنسيّ فيكتور هوجو (26 فبراير 1802م - 22 مايو 1885م)، تقع الرواية في نحو 806 صفحات، وتتحدّث عن قصة شابّ وحيد اسمه جيليات، يقع في حبّ فتاة تكونُ ابنة أخ بحّار مشهور، يتعرّض هذا البحّار لموقفٍ عصيب يساعدُه فيه جيليات، فتصف الرواية الصعاب التي يواجهها في سبيلِ إنقاذ الموقف.
تُرجمت هذه الرواية إلى العربية، وقُسّمت إلى عديدٍ من الأقسام، وكان القسم الأول من الرواية عن "السيد كلوبان"، وبشكل عام تحدثت الرواية عن العديد من الأساطير وعالم الجن، ومنها نقتبس: "إن المنزل كالإنسان يستطيع أن يصبح جثة هامدة، حين تقتله أسطورة من الأساطير، وهنا يبدو المنزل رهيبًا".
دار الموضوع الرّئيس للرواة عن الأساطير التي تقال بين البحارة والصيادين في البحر، صدّق الكثير من الناس هذه الأساطير والأوهام التي قيلت عن عالم الجن والبحار المسكون وعن لعنات الشياطين، ولم يسلم هذا الأمر من البحارة فقط، بل إنّ الناس الذين كانوا يزورون البحر آمنوا بمثل هذه الخرافات.
التحليل الأسلوبي للرواية
استخدم الكاتب أسلوب تقسيم الرواية إلى فصول عديدة، وتحدّث في كل فصل من الرواية عن حادثة معينة مرتبطة بأسطورة، فمثلًا تحدث في فصل "من أجل امرأتك يوم ستتزوج"، عن امرأة تأتي للسكن في بيت مسكون بالشياطين وتشتري حوله الحديقة، وبعد سكنها فيه، يختفي الشيطان من المنزل فيطلقون على هذه المرأة اسم الساحرة، لتمكنها من طرد الشياطين.
تحليل الشخصيات في الرواية
فيما يأتي تحليل الشخصيات في الرواية.
جيليات
يعيش جيليات في جزيرة منعزلة، ويعمل كصياد في غرنانسي، تتسم شخصيته أنه منعزل عن الناس منذ الطفولة، وكان يعيش في أحد البيوت المسكونة في الجزيرة، إذ لم يكن يحبّ الانخراط مع باقي أفراد الجزيرة، وكانت الناس تبتعد عنه بسبب خوفهم منه؛ لأنه يعيش في البيت المسكون؛ خوفًا من الأساطير التي كانت تقال عن هذه البيوت، وخوفًا من الشياطين التي كانت تسكنها.
يقع جيليات في حب فتاة رآها قد نقشت اسمه على إحدى الصخور المتواجدة عند البحر، ولم يكن يستطع أن يتقدّم نحوها ويخبرها بمشاعره؛ لأنها كانت ابنة رجل ثري جدًا، وبعد فترة من الوقت تدمّرت تجارة الرجل الغني؛ لأن سفينته كانت قد دمرت في حادثة ارتطام، وأعلنت الفتاة أنّ من سيصلح سفينة والدها ستتزوّج به.
يُذكر أنّ جليليات بأنه رجل في الأربعين من عمره غريب الأطوار، يخرج في الليل غالبًا ويتحدث إلى السحرة، وشاهده أهل الجزيرة ذات مرة وهو يسكن الصخرة الشياطنية المسكونة، وكان جيليات يشتري الطيور ويطلق سراحها، كان غريبًا جدًا ومخيفًا بالنسبة إلى أهالي القرية لذا كانوا يتجنبونه، وكان يقرأ الكثير من الكتب التي أعطته إياها المرأة الساحرة.
السيد لاتياري
وهو بحار ومالك السفينة، وهو كاشف جميع أسرار البحر، وتدرّج السيد لاتياري في رُتَبِه إلى أن وصل إلى ربان السفينة، عُرف عنه أنه قائد معارك العاصفة في السفن، كانت شخصيته قوية؛ فقد كان يشاهده أهل الجزيرة دائمًا واقفًا فوق القارب ويلقي الأوامر لفتيان السفينة.
داروشات
ابنة الأخ السيد لاتياري، اتصفت داروشات بأنها ملاك جميل، فتاة رقيقة تعيش مع عمها السيد لاتياري، كان لدراوشات نظرات عدوانية نوعًا ما على الرغم من رقتها، كانت تملك حلاوة وطيبة ويدين ناعمتين وقدمين متناغمتين، لذا، كان لداروشات العديد من المعجبين وكان هذا الحب والإعجاب إاعجابًا بريئًا.
السيد كلوبان
هو كابتن السفينة المتحطمة، يتميّز السيد كلوبان أنّه رجل ذو بشرة صفراء وهو رجل قوي كقوة الثور، اتصف بأنه يملك ذاكرة قوية لا تتزلزل ولا تضطرب، وكان من أمهر البحارة الذي عرفوا في البحر، وعرف عن شخصيته بأنه رجل صَبور جدًا وبارد قليل الكلام، وكان رجلاً حازمًا جدًا في قرارته.
ومن مهارته في قيادة السفن أنه كان يقود سفينته من غرناسي إلى سان مالو، كان السيد كلوبان عند وصوله إلى ميناء السفن في سان مالو يجلس في الحانات لفترة، وكان يغيّر كلّ طاولة في كل مرة، ولكن أكثر ما يحب فعله هو الجلوس في طاولة أصحاب الجمارك والسفن.