تحليل Swot
ما هو تحليل السوات الرباعي SWOT؟
تحليل SWOT (بالإنجليزيّة: SWOT Analysis) أو مصفوفة السوات الرباعي، أو أدة التحليل الرباعي من أدوات التحليل الاستراتيجي ، وهي طريقة تحليليّة تساعد على تحديد النقاط الخاصة بالضعف والقوّة، وإدراك نوعية التهديدات وطبيعة الفرص المُتاحة والمُؤثّرة في المُنشآت، ويُعدّ تحليل SWOT من النُظُم المهمة لإعداد وتصميم الاستراتيجيّات الخاصة بقطاع الأعمال؛ عن طريق تقديم مجموعة من الخُطط سواء قصيرة أو طويلة المدى، وتعود نشأة وظهور تحليل SWOT من خلال مجموعة من الأبحاث الصادرة عن معهد ستانفورد خلال الفترة الزمنيّة بين سنوات 1960م و1970م.
عناصر تحليل سوات SWOT
تُمثّل الحروف الإنجليزيّة الأربعة (SWOT) أربع كلمات في اللغة الإنجليزيّة، وهي العناصر الأساسيّة والرئيسيّة التي يعتمد عليها هذا التحليل في تقييم عمل المُنشآت، ومساعدتها على اتّخاذ القرارات المبنية على التخطيط الاستراتيجيّ، وفي ما يأتي معلومات عن كلّ كلمة منها:
نقاط القوة
عناصر أو نقاط القوّة (بالإنجليزيّة: Strengths)، هي العناصر التي تُساهم في تميّز المشروع أو الشركة عن غيرها من الشركات الأُخرى، كما تُشكّل نقاط القوّة مجموعة من القُدرات المتوفّرة داخل المُنشأة، وتُساهم في تحقيق مطالبها وتخلّصها من التهديدات المحيطة بها، ومن الأمثلة عليها وجود أشخاص أكفّاء في بيئة العمل مثل المتدربين والمدراء، والحصول على موارد ماليّة مناسبة، واستخدام التكنولوجيا.
نقاط الضعف
عناصر أو نقاط الضعف (بالإنجليزيّة: Weaknesses)، هي العناصر التي تُظهر علامات الضعف في الشركة أو المشروع، كما تُمثّل نقاط الضعف ذلك العجز المُؤثّر في المُنشأة، ويمنعها من الوصول إلى أهدافها، ومن الأمثلة عليها ظهور مشكلات في توزيع وتصدير الخدمات والمنتجات.
الفرص
عناصر الفرص (بالإنجليزيّة: Opportunities)، هي العناصر التي تُمثّل العوامل الخارجيّة والتابعة للمُنشأة أو المشروع، وتعكس تأثيراتٍ إيجابيّة، فمثلاً قد تُساعد على ارتفاع مُعدّل الربح أو زيادة بيع المنتجات، كما تُشكّل الفرص جميع الاتّجاهات أو الظروف التي تُساعد على تحقيق الهدف المطلوب، ومن الأمثلة عليها ظهور تعاون بين المُنشآت.
التهديدات
عناصر التهديدات (بالإنجليزيّة: Threats)، هي العناصر التي تُشكّل تأثيراتٍ من خارج المُنشأة أو المشروع، وتؤدّي إلى تأثُّره بتهديد واضح، وينتج عنها اضطراب في بيئة عمل المُنشأة أو المشروع، كما تُمثّل التهديدات جميع الظروف ذات المصادر الخارجيّة والمُؤثّرة سلبيّاً على كفاءة ونوعية العمل داخل المُنشأة، ومن الأمثلة على التهديدات عدم اهتمام النّاس بشراء المُنتجَات الخاصة بالمُنشأة.
نموذج ومصفوفة تحليل SWOT
يعتمد تحليل الموقف الاستراتيجيّ داخل بيئة العمل على نموذج يُطلق عليه اسم النموذج المزدوج أو الثنائيّ الخاص بالأداء والبيئة، أمّا تحليل SWOT والمعروف بمصفوفة سوات، أو أداة التحليل الرباعي، فهو مصفوفة رباعيّة تتكوّن من عناصر الضعف، والقوّة، والتهديدات، والفرص، ويظهر نموذج تحليل SWOT وفقاً للشكل الآتي:
البيئة الخارجيّة / البيئة الداخليّة | عناصر القوّة | عناصر الضعف |
الفرص | استخدام عناصر القوّة في الاستفادة من جميع الفرص. | توفير العلاج لعناصر الضعف والاستفادة من الفرص المتوفّرة. |
التهديدات | استخدام عناصر القوّة في السعي إلى الحدّ من تأثير التهديدات. | الحدّ من عناصر الضعف والمساهمة في معالجة تأثير التهديدات. |
استراتيجيّات تحليل SWOT
بعد الانتهاء من تحديد ودراسة جميع عناصر تحليل SWOT، ومعرفة طبيعة التهديدات والفرص المتوفّرة، وتقييم نقاط الضعف ونقاط القوّة، تظهر مجموعة من النتائج التي تعتمد على استراتيجيّات متنوّعة، ويجب على الإدارة اختيار أنسب استراتيجيّة منها؛ حيث تتوافق مع المواقف الخاصة بالمُنشأة اتّجاه أهدافها ومنافسيها، وفي ما يأتي معلومات عن الاستراتيجيّات الرئيسيّة لتحليل SWOT:
- الاستراتيجيّة الهجوميّة: هي الاستراتيجيّة المُعتمِدَة على امتلاك المُنشأة عناصر القوّة والعديد من الفرص، فتحرص المُنشأة على تطبيق استراتيجيّة هجوميّة للاستفادة من جميع الفرص وتعزيز قوّتها.
- الاستراتيجيّة العلاجيّة: هي الاستراتيجيّة التي تُشير إلى امتلاك المُنشأة الكثير من الفرص، ولكنّها مُتأثّرة بعدّة نقاط ضعف تجعلها غير قادرة على الاستفادة من هذه الفرص، فتُساهم الاستراتيجيّة العلاجيّة في تقديم العلاج المناسب لتصحيح الضعف الذي تُعاني منه المُنشأة.
- الاستراتيجيّة الدفاعيّة: هي الاستراتيجيّة التي تُستخدم عند ظهور تفاعل بين التهديدات وعناصر القوّة؛ حيث تحرص المُنشأة على استثمار قوّتها للدفاع عن نفسها أمام التهديدات التي تواجهها.
- الاستراتيجيّة الانكماشيّة: هي الاستراتيجيّة التي تُستخدَم عند مواجهة المُنشأة لعناصر ضعف صادرة من داخلها ومجموعة من التهديدات الواردة من خارجها، وتحرص الاستراتيجيّة الانكماشيّة على توفير العلاج للضعف والتقليل قدر المُستطاع من التهديدات.
أهمية تحليل SWOT
يُعدّ تحليل SWOT من أهمّ الأدوات الخاصة بالتحليل الاستراتيجيّ، ويُعتبر المرحلة الأوّلى من مراحل إعداد وتصميم الخُطط داخل المُنشآت، كما يُساعد الأشخاص على اتّخاذ وصناعة القرارات المُؤثّرة في حياتهم، ويُعدّ أيضاً من الطُرق السهلة وذات الأهمية الكبيرة؛ حيث لا يجوز تجاهله أو عدم استخدامه في بيئة العمل، وتُلخَّص أهمية تحليل SWOT وفقاً للنقاط الآتية:
- يُساعد تحليل SWOT على معرفة جميع عناصر القوّة التي من الممكن استخدامها للتعامل مع التهديدات والعقبات، كما يُوفّر الوسائل المُناسبة للاستفادة من الفرص المُتاحة، ويُقلّل من السيطرة الناتجة عن عناصر الضعف المُؤثّرة في كفاءة عمل المُنشأة.
- يُساهم تحليل SWOT في تقديم العلاجات المُناسبة للحالات الاستراتيجيّة التي تتميّزُ بالتعقيد؛ من خلال تقليل حجم المعلومات للمساهمة في تطوير عملية اتّخاذ القرارات.
- يُوفّر تحليل SWOT للمُنشآت القُدرة على اختيار أفضل النُظم، ومراجعة جميع البيانات والمعلومات.
- يدعم تحليل SWOT المُنشآت في الوصول إلى أفضل أنواع التخطيط الذي يُساعد على تحقيق الأهداف.
- يحرص تحليل SWOT على تجاوز الحواجز والمعيقات المُؤثّرة في عمليات التغيير، وتوضيح طبيعة القيود التي تمنع من الاستمرار في التغيير.
- يُقدّم تحليل SWOT معلومات عن جميع عناصره التي تشمل التهديدات، وعناصر القوّة، والفرص، وعناصر الضعف؛ من أجل تطبيق تحليل مفيد للمُنشأة.
- يوفّر تحليل SWOT إمكانية الحصول على حلول جديدة وحديثة للمُشكلات، وصناعة القرارات التي تتميّزُ بالفعاليّة، وتعزيز دور تبادل الأفكار والتواصل بين الأفراد
- يُوفّر تحليل SWOT التوصيات المناسبة التي تساعد على إ عداد دراسات الجدوى الاقتصاديّة للمشروعات .
خطوات عمل تحليل السوات SWOT
لاستخدام أداة التحليل الرباعي السوات يجب اتّباع عدد من الخطوات لإجراء التحليل، وفيما يأتي توضيح لهذه الخطوات:
تحديد أهداف SWOT
يُعد تحديد أهداف عمل تحليل السوات أو مصفوفة السوات الرباعي أولى الخطوات لتحقيق أقصى فائدة من تحليل السوات، فمثلًا يُمكن استخدامه للمساعدة في تحديد ما إذا كان يجب تقديم منتج، أو خدمة جديدة، أو تغييرها.
تحديد نقاط القوة
إنّ ثاني خطوات عمل تحليل السوات يتم بعمل عصف ذهني لتحديد نقاط القوة وترتيبها ضمن قائمة كاملة ومفصّلة، إذ يُنصح بوضع أكبر عدد ممكن من النقاط للعمل عليها، وصقلها، وتحسينها، مع التأكد من تحديدها لكامل العمل، ويتضمن صقل القائمة إزالة التكرارات، والتأكد من أن القائمة محددة قدر الإمكان، والتأكد من دقتها، ثم يتم تقييم كل واحدة، ويُجاب على السؤال: هل هي حقًا قوة تمنح المشروع أو العمل ميّزة أو قيمة، أم أنها مجرد شيء إيجابي جيد؟
تحديد نقاط الضعف
وللحصول على نتائج أفضل وبعد تحديد نقاط القوة، يجب التركيز على نقاط الضعف في العمل، وتتمثل بعمل قائمة أيضًا بنقاط الضعف عن طريق التفكير في الموارد، وقدرات العمل، والموظفين، والعرض العام للسوق، والتي غالبًا ما تتشكل من خلال الاستماع للآراء المُختلفة، إذ من المهم التأكد من الحفاظ على التحليل واقعي قدر الإمكان، وبمجرد وضع القائمة يتم تمحيصها وصقلها، لتحديد قائمة واضحة يمكن إدارتها وتحدد نقاط الضعف الأساسية بطريقة مفهومة.
تحديد الفرص المحتملة
يتم تحديد الفرص الخارجية المُحتملة والتي يُمكن أن تؤثر في العمل وتؤدي إلى نجاحه، وتختلف هذه الفرص عن نقاط القوة الداخلية، كما ويجب الانتباه إلى عدم إدراج نفس العنصر كفرصة وتهديد، فمثلًا يمكن أن تشمل الفرص الخارجية: التكنولوجيا الجديدة، وبرامج التدريب، والشراكات، وحالة السوق وتغيّر السياسات.
تحديد التهديدات
يتم وضع قائمة بالعوامل الخارجية التي يمكن أن تُشكل تهديدًا أو تسبب مشكلة في العمل أو المشروع، والتي تشمل مثلًا ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة المنافسة، وارتفاع أسعار الفائدة.
تُعد أداة التحليل سوات SWOT الرباعية ذات أهمية كبيرة؛ إذ تعمل على تحديد نقاط القوة والضعف في المنشآت، كما تُسهم في تحديد نوعية التهديدات وطبيعة الفرص المُتاحة في قطاع الأعمال ضمن خطوات مدروسة باستعمال مصفوفة سوات الرباعية، ليتم بعدها تحديد أنسب استراتيجيّة بحيث تتوافق مع المواقف الخاصة بالمُنشأة اتّجاه أهدافها ومنافسيها؛ للحصول على أفضل تحليل وأفضل النتائج لتصميم الخطط في المنشآت واتخاذ الأفراد والشركات للقرارات المبنية على هذا التحليل الواقعي.