تحضير درس نموذجي للرياضيات
تحضير درس للرياضيات
تعتبر مادة الرياضيات من المواد التي لا بُدّ من التحضير المسبق لها، ومحاولة إشراك الطلاب في العملية التدريسيّة التي تشتمل على الأرقام ومختلف العمليات الحسابيّة؛ كالجمع والضرب من خلال وضع الاستيراتيجات التي تساعد في ذلك داخل الغرفة الصفيّة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تهيئة الغرف الصفيّة لمادة الرياضيات ضمن بيئة تعليميّة جيدة؛ لتشجيع الطلاب على التفكير بطريقةٍ إيجابيّة والتمكن من طرح الدرس بسهولة، كما أن استخدام اساليب تدريس مختلفة للربط بين كلٍّ من المحتوى والمفاهيم والمهارات؛ يُعزز من فهم المحتوى ويرسخ روح الثقة والمشاركة بين المعلم والطلاب؛ كمتعلمين ومفكرين في ذات الوقت.
كيفية تحضير درس نموذجي للرياضيات
يهدف درس الرياضيات الجيد إلى التركيز على فهم الطالب ورفع مستواه التعليمي وحفظه لأدوات المادة؛ التي تتكون من أربعة أجزاء رئيسية تتمثل بالآتي:
- الرجوع للمساقات السابقة: (بالإنجليزيّة: Opening the folders)؛ يُقصد به الحصول على المعرفة من المساقات السابقة لمادة الرياضيات الحالية، وعمل أنشطة طلابيّة تساهم في مساعدة الطلاب على استرجاع هذه المعرفة.
- الاستقصاء أو الاستجواب: (بالإنجليزيّة: Inquiry)؛ يُقصد به استخدام الطلاب لمعرفتهم السابقة في الرياضات ودراستها إلى جانب ربطها بالمحتوى العام للدرس الحالي.
- النقاش: (بالإنجليزيّة: discussion)؛ يشتمل النقاش على طرح الأفكار التي يتوصل إليها الطالب في مرحلة الاستقصاء، إلى جانب طرح المعلم لمحتوى الدرس ثم الإشراف على حلّ التدريبات الخاصة به.
- التَفَكّر: (بالإنجليزيّة: Reflection)؛ تأتي هذه الخطوة بعد الانتهاء من شرح الدرس من خلال تجميع الطلاب للمعلومات التي طرحها المعلم أثناء مراجعة الدرس وعند طرحه لمقدمةٍ بسيطةٍ عن الدرس القادم.
يوضح الجدول الآتي المكونات أو الأجزاء الأربعة الرئيسيّة لمادة الرياضيات، والهدف منّها إلى جانب طريقة تنفيذها داخل الغرفة الصفيّة:
المُكون | الهدف | طريقة التنفيذ |
---|---|---|
الرجوع للمساقات السابقة | توضيح الهدف من الدرس | تفعيل الخطط الموضوعة مسبقاً؛ كاستخدام مجموعةٍ من الجمل مثل لقد عملنا سابقاً، أو سنعمل اليوم، أو في نهاية الدرس. |
الاستقصاء | شرح الدرس والوصول إلى المعلومات السابقة | إضافة مسائل خاصة بالدرس تكون بمستوى صعوبة منخفض. |
النقاش | طرح محتوى جديد إلى جانب تقسيم الطلاب لمجموعات؛ لحل المسائل الموكلة إليهم | استخدام الطلاب للمعلومات المطروحة في الحصة؛ لحل المسائل والربط بين معلومات الدرس السابق والحالي. |
التَفَكّر | عمل ملخص للدرس وتحديد الواجبات المنزليّة إضافةً إلى تحديد متطلبات الدرس القادم | حلّ الطلاب لمسائل الدرس بعد التفكير فيه وتأمله |
أدوات يمكن استخدامها لتحضير درس الرياضيات
يُمكن للمعلم استخدام العديّد من الأدوات داخل الغرفةِ الصفيّة؛ بهدفِ تسهيلِ شرح دروس الرياضيات، ويُبين الآتي بعضاً من هذه الأدوات:
- السبورة التفاعليّة: (بالإنجليزيّة: Interactive White Boards) تعرف أيضاً باسم اللوحة الذكيّة؛ وهي عبارة عن جهاز يتم توصيله بالكمبيوتر؛ لعرض المستندات أو المواقع الإلكترونيّة، وتُساعد هذه اللوحة على إيصال المعلومة بسهولة من خلال الرجوع للأنشطة التوضيحيّة التي من الممكن ألاّ تكون موجودة في الكتاب المقرر.
- مواد مطبوعة: (بالإنجليزيّة: Printable Stuff) يُعدُّ تخصيص وقتٍ للأمور الصغيرة المتعلقة بالدرس أمرٌ مهم، وقد يحتاج المعلم لطباعة بعض المواد المطروحة في الكتب أو المواقع الإلكترونيّة المتخصصة، وبطريقةٍ مباشرة كطباعة بعض النماذج الخاصة ببعض الدروس.
- ممارسة التدريبات: (بالإنجليزيّة: Practice Drills) تُعتبر ممارسة التدريبات وسيلةً سهلة وسريعة؛ لتمكين الطلاب من إتقان مهارات الرياضيات ، من خلال وضع تدريبات خاصة بالدروس.
- السبورة البيضاء: (بالإنجليزيّة: white board) تُعد السبورة البيضاء طريقةً مناسبة للسماح بمشاركة عدد أكبر من الطلاب داخل الغرفة الصفية؛ مما يمنح المعلم القدرة على متابعة أدائهم وتقدير مستوياتهم خلال الفصل الدراسي.
نصائح مساعدة لتحضير درس الرياضيات
يُعدّ التعليم مهنةً تفاعليّة؛ يتفاعل من خلالها المعلم والطلاب للمحافظة على تركيزهم من خلال توثيق الثقة بينهم، ويوضح الآتي بعض النصائح الواجب على المعلم اتّباعها لتحضير دروس الرياضيات:
- الشرح المبسط: (بالإنجليزيّة: Mindful delivery)؛ يُقصد به استخدام أبسط الطرق في شرح الدروس؛ بهدف إيصال الأفكار إلى أذهان الطلاب بسهولة وجذب انتباههم، إضافةً إلى المحافظة على حماسهم، ويُبين الآتي بعض الأفكار التي تساهم في تطوير شرح دروس الرياضيات:
- جعل الرياضيات مادة مُبهجة من خلال إدخال حِسّ الفكاهة المعتدل وتضمين بعض الألعاب التفاعلية للجو العام للحصة؛ بهدف تسهيل فهم الدرس واستيعابه.
- سرد القصص لشرح المصطلحات والمفاهيم؛ حيث يعدُّ هذا النوع من الأساليب من أقدم الخدع المستخدمة عبر الحضارة الإنسانية؛ حيث يساهم سرد القصص والتجارب الشخصيّة بين المعلم والطلاب في توثيق العلاقة بينهم وزيادة قابليتهم لفهم المعلومات.
- استخدام المصادر المتاحة؛ إذ يجب على المعلم ألا يلتزم بالمادة المدرجة ضمن الكتب المدرسيّة فقط وإنما البحث في المصادر المختلفة للحصول على أدواتٍ بصريّة أو حسيّة متنوعة تساعد الطلاب على استيعاب مضمون المادة.
- تحفيز الطالب للمشاركة؛ يتمثل ذلك بتشجيع الطلاب على التعبير عن أفكارهم ومشاركتها أثناء العملية التعليميّة؛ مما يساعد المعلم على تقييم أدائهم وفهمهم للمادة.
- نمط التدريس: (بالإنجليزيّة: Creating Context) يُعدُّ النمط المتَّبع في التدريس من الأمور المهمة التي تساعد على إيصال المعلومات للطلاب؛ حيث يدرك المعلم الصعوبات التي تواجه الطلاب، وقد يلجأ لبعض الأساليب التي تساعد على تسهيل إيصال المعلومة لهم، ويُبين الآتي بعض هذه الأساليب:
- طرح مواضيع جديدة في مادة الرياضيات؛ كوضع أمثلة من تجربة المعلم الخاصة أو استخدام مقاطع الفيديو والصور التوضيحية.
- اختيار مواضيع في الرياضيات وأخذ الطلاب في جولة حول المدرسة أو البيئة المحيطة بهم ومحاولة جعل الطلاب يربطون بين ما يشاهدونه والموضوع المطروح من قِبل المعلم.
- جعل الرياضيات مادة مرئيةٍ في المواد الأخرى عبر ربطها بالمواد والتخصصات المختلفة، ومحاولة لفت انتباه الطلاب إلى طريقة استخدام الرياضيات في هذه التخصصات.
- تأمل الرياضيات من خلال الأنشطة المدرسيّة اللامنهجية، أو المحادثات داخل الغرفة الصفيّة.
- استخدام الواجبات الواقعيّة الغنيّة للرياضيات داخل الغرفة الصفيّة، واستنباطها من المشاكل أو الظروف التي تواجه الطلاب وتطبيقها في الحياة العملية.
- التكرار: يُعتبر التكرار وسيلة مهمة لتطوير مهارات الطلاب في مادة الرياضيات؛ فمن خلال مراجعة الصيغ والمفاهيم في الدروس السابقة يستطيع الطلاب استيعابها بطريقةٍ سهلة وسريعة.
- الاختبارات المفاجئة: يستطيع المعلم من خلال إجراء الاختبارات الآنيّة معرفة مدى إدراك واستيعاب الطلاب للمادة؛ إذ يفسر الاختبار قدرة الطلاب على إجابة الأسئلة بطريقةٍ صحيحة خلال مدة محددة؛ مما يساعد المعلم على معرفة وتحديد المهارات التي أدركها الطلاب.
ألعاب تعليمية في الرياضيات
ترتبط معظم ذكريات الطلاب بالمرح داخل الغرفة الصفيّة؛ لذا يجب على المعلم أن يحاول تغذيّة ذاكرتهم من خلال استخدام مجموعةٍ من التمارين والألعاب المختلفة والمتنوعة، ويُبين الاتي بعض الألعاب التي تساعد المعلم على تسهيل إيصال المعلومة للطالب:
- لعبة العد للمائة: يُمكن للطلاب من الروضة وحتى الصف الخامس أن يلعبوها؛ وهي لعبةٌ ذهنيّة تساعد الطلاب على العدّ وإجراء العمليات الحسابيّة البسيطة مثل العد بالخمسات أو العشرات، ويستطيع الطلاب اللعب من خلال الوقوف بشكلٍ دائري والتحرك باتجاه عقارب الساعة؛ حيثُ يبدأ الطلاب العدّ من 1 إلى 100، وعلى الطالب الذي يقول الرقم 100 الجلوس، وآخر من يقف من الطلاب هو الفائز.
- الوصول للرقم 101 : يستطيع الطلاب من الصف الثاني وحتى الخامس ممارسة هذه اللعبة، وهي تتطلَّب ورقة، وقلم رصاص، وحجر نرد، وتُلعب هذه اللعبة على طريقة الأزواج حيث يتم اختيار طالبين أو فريقين للعب، وتهدف اللعبة إلى استخراج نتائج من عمليات حسابيّة عن طريق رمي حجر النرد؛ حيث يبدأ اللعب برمي حجر النرد، وكتابة الرقم الذي ينتج عن رميه بصيغة الآحاد أو العشرات، ومن ثم جمع الأرقام للوصول إلى رقم لا يتجاوز الرقم 101، ويفوز الطالب أو الفريق الذي يكون مجموع الأرقام لديه أقل من الآخر.
- الظهّر بالظهّر: يستطيع الطلاب من الصف الثاني حتى الخامس لعب هذه اللعبة، وهي تتطلب سبورة، وأقلام، وتعتمد هذه اللعبة على السرعة في كتابة الأرقام، بحيث يقف كل طالب وظهره للطالب الآخر بطريقة تُمكنه من الكتابة على السبورة، ويبدأ الطالبان بكتابة مجموعة من الأرقام من اختيارهم، ثم يذكر المعلم ناتج عملية حسابية، وعلى كل طالب منهما تخمين الرقم الذي كتبه منافسه.
- تخمين الرقم: يُمكن للطلاب من الصفوف الخمس الأولى ممارسة هذه اللعبة؛ مع إجراء بعض التعديلات اللازمة عليها لتتناسب مع مستوياتهم الفكريّة، وتعتمد هذه اللعبة على طرح مجموعةٍ من الأسئلة عن رقم معين بحيث يستطيع الطلاب من خلال هذه المسائل تخمين الرقم المقصود.
- لعبة تمرير الكرة: يُستخدم هذا النوع من الألعاب لتنشيط العقل من خلال وضع مجموعة من الأسئلة في العمليات الحسابيّة، ومن خلال استخدام كرة؛ حيث يتم ترتيب الطلاب بشكلٍ دائري ثم اختيار طالب وإعطاؤه الكرة وطرح سؤالٍ عليه؛ فإن كانت إجابته صحيحة يجب عليه أن يمرر الكرة باتجاه عقارب الساعة لأحد زملائه، أما إذا كانت إجابته خاطئة؛ فيُمرر المعلم الكرة لطالبٍ آخر بشرط أن يقول الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح على زميله.
- البطاقات: يُمكن لعب هذه اللعبة عن طريق إعطاء الطلاب بطاقات مُرقمة من 1 إلى 10، يختار كل واحد منهما بطاقة بدون معرفة الرقم الموجود عليها ويلصقها على جبينه؛ ليتمكن الآخر من رؤيتها ثم يبدأ المعلم بطرح مسائل حسابيّة كجمع أو طرح أو ضرب عددين، بحيث تكون نتيجة المسائل هي الرقم الملصق على جبين الطالب، ثم يُخمن الطلاب الرقم المكتوب على البطاقة الملصقة على جبينهم.
تحضير درس باستخدام أسلوب التعلم النشط
يُعدُّ التعلم النشط أحد الطرق التربوية المعاصرة المؤثرة على العملية التربوية الحديثة، ونظراً لدورها الفعال والمؤثر في العملية التعليمية داخل الغرفة الصفيّة استخدمت في تحضير وشرح الدروس، ويُبين الآتي خطوات شرح درس على طريقة التعلم النشط في مادة الرياضيات وبالتحديد درس ضرب العشرات:
- أولاً: يبدأ المدرس بالتمهيد للمادة المراد إعطاؤها خلال الحصة من خلال الخطوات الآتية:
- تكليف الطلبة بعد الأرقام من 1 إلى 20.
- تكليف الطلبة بعد الأرقام من 10 إلى 90 بطريقة العشرات.
- عرض بطاقات للإشارات الحسابية الأربعة (جمع، طرح، ضرب، قسمة)، كما يُمكن وضع أمثلة سريعة لكلٍ منها على السبورة؛ بهدف التذكير والتوضيح.
- عرض بطاقات مكتوب عليها بعض المسائل كالأمثلة الآتية: 2×2=....، 3×9=....
- ثانياً: كتابة أهداف الدرس على السبورة بشكلٍ واضحٍ أمام كل الطلبة، بعد مناقشتهم ليتوصلوا معاً للأهداف المطلوبة تحقيقها من هذا الدرس؛ لتأكيد أهمية أهداف الدرس وضرورة تفاعلهم أثناء الحصة، ويُبيبن الآتي هذه الأهداف:
- تحديد مفهوم الضرب بالعشرات.
- تعداد خطوات عملية الضرب.
- توظيف هذا المفهوم في باقي العمليات الحسابية.
- ثالثاً: بدء المعلم بضرب العشرات بشكلٍ عملي من خلال تطبيقه لهذه العملية أولاً باستخدام عيدان الكبريت أمام التلاميذ ثم السماح لهم بتطبيقها؛ فللمعلم دور المرشد، والناصح، والموجّه؛ مما يُساعد الطلاب على تطبيق هذه العملية، ثم يُكلف المعلم أحد الطلاب بتطبيق العملية أمام زملائه في الصف، وعلى المعلم أيضاً تشجيع الطلاب داخل الغرفة الصفيّة؛ لزيادة تفاعلهم نحو التعلم.
- رابعاً: يعرض المعلم لوحةً مرسوم عليها مكعبات دينز من خلال تكليف بعض الطلبة بحلها، ومن الأمثلة على مكعبات دينز عرض لوحة تتضمن أشكالاً هندسيةً كمستطيلان أو مربعان؛ حيث يحتوي المستطيل الأول على 6 وحدات، أما المستطيل الثاني فيحتوي على عشرتان، وبين المستطيلين إشارة ضرب وبعد الشكل الثاني إشارة مساواة، ثم يُكلف بعض الطلبة بحلها.
- خامساً: كتابة التدريبات على السبورة إما بشكلٍ عمودي أو أفقي؛ لتوضيح الخطوات بشكلٍ عملي وحلِّ التمارين عليها أمام الطلبة إلى جانب كتابة مجموعة من التدريبات وتكليف الطلبة بحلها؛ مما يُحسن قابليتهم نحو تعلم الدرس.
- سادساً: فتح الكتاب أو المنهاج المقرر؛ فبعد الشرح والأنشطة المُتبعة في الحصة، والتغذية الراجعة أولاً بأول يُفتح الكتاب المخصص للمادة؛ لتكليف الطلبة بحلِّ التدريبات والتمارين الموجودة فيه، ويكمن دور المعلم بتوجيه وتصحيح وتيسير ومساعدة الطلبة عند ظهور مشكلة أو صعوبة ما، ثم التأكد من أن جميع الطلبة باختلاف مستوياتهم وقدراتهم حلوا التدريبات بشكلٍ متقنٍ وصحيح.
- سابعاً: التقويم من خلال عرض لوحة فيها 6 حبات من البرتقال بالمستطيل الأول، و20 حبة برتقال بالمستطيل الثاني؛ حيث تقع في المنتصف إشارة الضرب، وتكليف الطلبة بإيجاد الناتج، كما يُمكن تشكيل مجموعات، وعمل مسابقات تتضمن أسئلة عن موضوع الدرس والعمل على حلها، باستخدام أسلوب التحفيز والتشجيع.