تحجر البطن في الشهر التاسع
الشهر التاسع من الحمل
يُستخدم مصطلح الحمل لوصف الفترة التي ينمو فيها الجنين في داخل رحم المرأة، والتي تستمر لمدّة 40 أسبوعاً أو ما يُقدّر بحوالي تسعة أشهر، تُحتسب ابتداءاً من موعد آخر دورة شهرية إلى موعد الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مقدمي الرعاية الصحية يُقسّمون فترة الحمل إلى ثلاثة مراحل أو أثلاث، يتميّز كل ثلث منها بأحداث رئيسية لنمو وتطور الجنين ، وعندما تصل المرأة إلى الشهر التاسع من الحمل فإنّ الجنين الذي ينمو في الرحم يقوم بالضغط بشكل أكبر على جسم المرأة الحامل، وتتمثّل أبرز الأعراض و علامات الولادة التي تُعاني منها النساء الحوامل في الشهر التاسع والتي تستمر بالظهور إلى نهاية فترة الحمل، بالشعور بالتعب، وسلس البول ، وضيق التنفس، بالإضافة إلى ظهور علامات تمدد الجلد ، كما قد ينزل الجنين إلى أسفل منطقة الحوض عند بعض الأمهات الحوامل في الشهر التاسع، حيث إنّ هذا قد يُخفّف من أعراض الإمساك وحرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn)، والتي تكون أكثر شيوعاً في بداية الحمل، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأجنة قد لا تنزل إلى أسفل الحوض حتّى نهاية فترة الحمل.
تحجّر البطن في الشهر التاسع
تُعتبر الانقباضات منبّهاً لجسم المرأة الحامل ببدء حدوث المخاض عند وصولها إلى المراحل الأخيرة من الحمل، ولكن في بعض الأحيان يكون تنبيه هذه الانقباضات خاطئاً، وتسمّى هذه الانقباضات بتقلصات براكستون هكس (بالإنجليزية: Braxton Hicks contractions)؛ نسبةً إلى الطبيب الذي وصفها لأول مرة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه التقلصات تُعرف أيضاً بتحجّر البطن أو المخاض الكاذب، ويُمكن وصفها بأنّها تقلصات قد تحدث بشكل متقطع في بداية الحمل، ولكن في العادة لا تتمّ ملاحظتها من قِبل المرأة الحامل إلّا بعد منتصف الحمل، ومع مرور الحمل سوف تحدث تقلصات براكستون هكس بشكل أكثر تكراراً، ومع اقتراب آخر بضعة أسابيع من الحمل من الممكن أن تُصبح هذه التقلصات نادرة وغير منتظمة وغير مؤلمة، ولكن مع اقتراب موعد الولادة وبدء عنق الرحم بالتليّن بشكل تدريجي من أجل الاستعداد للولادة، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى حدوث التقلصات في هذا الوقت بشكل أكثر تكراراً وأشدّ حدّة، الأمر الذي يتسبب بشعور المرأة الحامل بعدم الارتياح.
أعراض تحجر البطن
تُوصف تقلصات براكستون هكس بأنّها شدّ غير مُريح وغير مؤلم، يبدأ في منطقة أعلى عضلات الرحم، ومن ثم يبدأ بالانتشار إلى المناطق السُفلى، ومع اقتراب موعد الولادة تصبح هذه التقلصات أشدّ حدة وأكثر تكراراً كما أسلفنا، وتقوم بعض النساء الحوامل بوصف تحجر البطن بأنّه حدوث شدّ في منطقة البطن يأتي تارة ويذهب تارة أخرى، والبعض الآخر يصفن الآلام والانقباضات التي تحدث عند تحجّر البطن بأنّها تُشبه آلام وتقلصات الدورة الشهرية الخفيفة، وفي الواقع يُمكن تمييز تحجّر البطن عن المخاض الحقيقي من خلال معرفة صفات تقلصات براكستون هكس الموضحة فيما يأتي:
- تكون الانقباضات غير مؤلمة في العادة.
- لا تحدث على فترات منتظمة.
- لا يقترب حدوث الانقباضات من بعضها البعض.
- قد تتوقف عند حدوث تغيير في النشاط أو الوضعية.
- لا تدوم لفترة طويلة.
- لا تزيد قوّتها مع مرور الوقت.
التخفيف من تحجّر البطن
تجدر الإشارة إلى أنّ هناك بعض الإجراءات التي يُمكن اتّباعها للتخفيف من مشكلة تحجّر البطن في الشهر التاسع، وفي حال عدم تحسّن الوضع فإنّه يُنصح بالتواصل مع مزّود الرعاية الصحية الخاص بالحامل، ومن هذه الإجراءات نذكر ما يأتي:
- تغيير الوضعية: حيث يُمكن للمرأة الحامل الانتقال لوضعية الاستلقاء إذا كانت واقفة سابقاً، وكذلك تُنصح الحامل بالمشي في حال كانت وضعيتها السابقة الجلوس أو الاستلقاء.
- الاستحمام: تُنصح المرأة الحامل بأخذ حمام ماء دافئ عند شعورها بحدوث التقلصات.
- شرب الماء: تُنصح المرأة الحامل بشرب كمية كافية من الماء ؛ وذلك لأنّ الشعور بالتقلصات وتحجر البطن قد يكون ناتجاً عن مشكلة الجفاف .
- شرب السوائل: حيث يُنصح بشرب كوب دافئ من شاي الأعشاب أو الحليب .
- الراحة والاسترخاء: حيث إنّ ممارسة تمارين الاسترخاء ، أو بالقيام بالتنفس بشكل بطيء وعميق، يُساعد على التخفيف من تقلّصات براكستون هكس، والتقليل من عدم الارتياح الناتج عنها.
التقلصات الحقيقية عند المخاض
تحدث التقلصات الحقيقية التي تُعتبر إشارة دالة على أنّ الجسم في وضع المخاض ، عندما يقوم الجسم بإفراز هرمون الأكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)، وهو الهرمون الذي يُحفّز انقباض الرحم، وتبدأ الانقباضات الحقيقية بالحدوث عند معظم النساء في الأسبوع الأربعين من الحمل، أمّا الانقباضات الحقيقية التي تحدث قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل فإنّها تُصنّف على أنّها حالة ولادة مبكرة (بالإنجليزية: Premature labor)، وتتسبّب التقلصات الحقيقية في حدوث شدّ في الجزء العلوي من الرحم من أجل دفع الجنين إلى الأسفل من أجل التحضير للولادة، كما أنّ هذا يتسبب بترقُّق وتوسّع عنق الرحم من أجل المساعدة على خروج الجنين من خلاله، وقد يُوصف الشعور بالتقلصات الحقيقية بأنّه على شكل موجات؛ إذ يبدأ الألم بشكل خفيف، ومن ثم يزداد ليصل إلى قمته، وبعدها يبدأ بالانحسار، وفي حال لمس البطن خلال حدوث التقلّصات يُلاحظ أنّه يكون متحجراً، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُمكن الاستدلال على دخول المرأة الحامل بمرحلة المخاض عندما تحدث التقلصات على فترات منتظمة، على سبيل المثال كل خمس دقائق، ومع مرور الوقت فإنّ هذه الفترات تصبح أقصر وأقصر، ليُصبح الفارق بين كل انقباضة والأخرى ثلاث دقائق، ثمّ دقيقتين، ثم دقيقة واحدة، وهنا نُشير إلى أنّ التقلصات الحقيقية تُصبح أكثر حدة وأكثر ألماً مع مرور الوقت.