تاريخ الإسلام
تاريخ الإسلام
حظي الإسلام عبر مراحله المختلفة في التاريخ بكثيرٍ من الأحداث والأمور، ولقد تميّز بكثيرٍ من الميّزات عن غيره؛ بسبب ارتباطه بالرّسالة الخاتمة التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- على نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام-، ولقد كانت في تاريخ الإسلام فترات سمّيت بالفترات الذّهبيّة حيث كان للشّريعة والدّين والأخلاق دورها الرّئيسي.
والتاريخ الإسلامي يمتد من بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، وبعد ذلك الدولة الأموية، والدولة العباسية، والفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية، مروراً بما يعيشه العالم الإسلامي إلى وقتنا الحاضر.
مراحل تطور التاريخ الإسلامي
مرّ التاريخ الإسلامي بعدّة مراحل تطور من خلالها لتنشأ فيما بعد أقوى إمبراطورية تحمل الإسلام شعاراً لها ومنهج حياة، ونذكر منها ما يأتي:
فجر الإسلام
ابتدأ تاريخ الإسلام منذ أن بزغ فجره للبشريّة حينما بعث الله نبيّه محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- إلى العالمين، وقد كانت بداية دعوته في قريش في الجزيرة العربية، حيث دعا عشيرته الأقربين فآمن به من آمن وكفر به آخرون.
ولقد لاقت الدّعوة الإسلاميّة صعوباتٍ ومشاق؛ حيث استمر النّبي -صلى الله عليه وسلم- في مكّة لمدة ثلاثة عشر عاماً سخّرها في سبيل الدّعوة إلى هذا الدّين، وقد جاء الأمر الإلهي بعد ذلك للنّبي الكريم والمسلمين بالهجرة إلى المدينة المنوّرة لتبدأ مرحلة بناء الدّولة الإسلاميّة الأولى في المدينة.
الدّولة الإسلاميّة الأولى
أخذت الدّعوة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة طابعا آخر، حين أُذن للمسلمين بالقتال وردع المعتدين، فجهّز النّبي الكريم الجيوش؛ وذلك في سبيل نشر الدّعوة الإسلاميّة، وحمايتها فكانت معارك النّبي والمسلمين مثالا في التّضحية والبذل والعطاء، وسرعان ما انتشر الإسلام في أنحاء الجزيرة العربيّة بل وطرق أبواب الشّام.
فترة الخلافة الرّاشدة
عندما توفي النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- اجتمع المسلمون لاختيار خليفةٍ لهم من بين كبار الصّحابة وشيوخهم، فاستقر الرّأي على اختيار أبي بكر الصّديق لأفضليّته وقدم سبقه في الإسلام، فنهض الصّديق لاستئناف نشر الرّسالة ومكّن لها في ربوع الجزيرة العربيّة.
ويأتي من بعده عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، فيستكمل الرّسالة ويبعث الجيوش لتفتح بلاد الشّام والعراق وإيران ثمّ مصر، وبعده يأتي الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- فيستكمل الفتوحات في المغرب وشرق إيران، ثمّ بعده الخليفة -عليّ رضي الله عنه- الذي ختم فترة الخلافة الرّاشدة بخمس سنواتٍ كانت مثالا في العدل وإن تخللتها الفتن الكثيرة في الدّولة.
الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية
عند انتهاء الخلافة الرّاشدة أتت الخلافة الأمويّة التي أخذت طابع الملكيّة وإن اعتبرت من عصور الإسلام الذّهبيّة؛ حيث استكملت الفتوحات وتوسّعت البلاد، وبعدها الخلافة العباسيّة التي استمرت ما يقارب سبعمئة سنة، ثمّ الخلافة العثمانيّة التي استمرت حتّى عام 1923 حينما أُسقطت الخلافة، فأصبح حلم عودة الخلافة الإسلاميّة أملاً يحدو المسلمين في كلّ مكان ليعود للإسلام والمسلمين عزّتهم وسؤددهم.