بحث في اللغويات
بحث في اللغويات
تنعكس دراسة اللغة في كل ما يفعله البشر تقريبًا، إذ إن أحد أكثر الأشياء الأساسية التي تعبر عن وجود الإنسان هو قدرته على التواصل مع الآخرين من خلال اللغة، وعلم اللغويات هو دراسة اللغة، وفهم كيفية عملها، وكيفية استخدامها وتطويرها والحفاظ عليها بمرور الوقت. وفيما يأتي أبرز المعلومات عن علم اللغويات:
ما هو علم اللغويات؟
اللغويات هو علم يدرس بنية وتطور اللغة البشرية، وهذا العلم قابل للتطبيق في كل جوانب الحياة البشرية، وتشير الجمعية اللغوية الأمريكية إلى أن جذور هذا العلم تعود إلى ما يقرب من 3000 عام.
ويركز علم اللغويات على نظريات بنية اللغة وتنوعها واستخدامها، ووصف اللغات وتوثيقها، وتعلمها وتدريسها، كما يدرس علم اللغويات الآثار المترتبة على نظريات اللغة، فيما يخص فهم العقل والدماغ والثقافة البشرية و السلوك الاجتماعي .
أهداف علم اللغويات
على الرغم من أن خبراء اللغويات يعملون على دراسة لغات معينة، إلا أن هدفهم الأساسي يكون فهم طبيعة اللغة بشكل عام، عن طريق طرح مجموعة من التساؤلات مثل:
- ما الذي يميز لغة البشر عن أنظمة تواصل الأنواع الأخرى كالحيوانات؟
- ما هي السمات التي تشترك فيها كل اللغات البشرية؟
- ما الروابط بين طرق الاتصال اللغوي، كالتحدث والكتابة و لغة الإشارة ؟
- كيف ترتبط اللغة بأنواع السلوك البشري الأخرى؟
ويتمثل الهدف الرئيسي لعلم اللغويات - مثله مثل كل التخصصات الفكرية الأخرى - في زيادة معرفة الإنسان وتعزيز فهمه للعالم من حوله، ولأن اللغة شيء عالمي وأساسي في جميع التفاعلات البشرية فإن المعرفة المكتسبة من خلالها يكون لها العديد من التطبيقات العملية.
وعلى هذا فإن اللغويين إذا خضعوا لبعض التدريبات في تخصصات أخرى مناسبة، يكونوا مستعدين للبحث عن إجابات لأسئلة مثل:
- كيف يمكن تحليل لغة غير مدروسة من قبل، وكيف يمكن كتابتها؟
- ما أنسب طريقة لتعلم وتعليم اللغات الأجنبية بشكل أفضل؟
- كيف يمكن برمجة الكمبيوتر لكي يفهم الكلام البشري؟
- كيف يمكن تحليل المشاكل اللغوية عند الأشخاص الذين لديهم تشوهات و مشاكل في النطق ، وما هي طرق تصحيحها؟
- كيف يمكن التعامل مع القضايا اللغوية في المجالات القانونية؟
المجالات الفرعية لعلم اللغويات
لأن اللغة علم متعدد الطبقات -إذ يحتوي على أصوات ومعاني وتعبيرات وما إلى ذلك- فإن علم اللغويات له عدة مجالات فرعية تندرج تحته، إذ يصبح معظم اللغويين المحترفين متخصصين في واحد أو أكثر من هذه المجالات الفرعية، وأهم هذه المجالات ما يأتي:
- علم الصوتيات
يدرس هذا المجال أصوات الكلام، وإنتاج الصوت بواسطة أعضاء النطق البشرية، التي يطلق عليها الصوتيات المفصلية، كما يدرس خصائص الأصوات نفسها، وما الذي يمكن أن يحدد لهجة معينة ويجعلها مميزة ومختلفة عن باقي اللهجات؟ ويدرس بصمات الصوت، وخصائص الأصوات التي يمكن استخدامها وتطبيقها في تركيب الكلام المحوسب.
- علم التشكل
علم التشكل أو المورفولوجيا، هو العلم الذي يدرس تركيب الكلمات، ويبحث علماؤه في موضوعات مثل طرق تكوين الكلمات، وإلى أي مدى تكون مثمرة ومميزة، وما الذي يحدد متى يمكن تغيير الكلمات من حيث الشكل، وكيف يستطيع البشر برمجة الكمبيوتر للتعرف على جذر الكلمات.
- علم النطقيات
علم النطقيات أو الفونولوجيا هو العلم الذي يدرس أنظمة الصوت اللغوية، ويهتم علماء الفونولوجيا بالبحث في تباين الأصوات في لغة دون أخرى، ولماذا يستطيع متحدثو لغة معينة كالإسبانية، نطق أصوات لا يمكن لمتحدثي الإنجليزية نطقها، كما يدرسون كيفية إيقاع الكلمات وكيف يمكن ضبطها في الشعر أو الأغاني وغيرها.
- علم النحو
يدرس علم النحو كيفية بناء الوحدات اللغوية، وكيف يمكن اعتبار الجمل نحوية حتى لو كانت غير منطقية، وكيف تستطيع اللغات التعبير عن نفس الفكرة على الرغم من إنشاء جملها بطرق مختلفة، كما يدرس علماء النحو كيفية برمجة جهاز الكمبيوتر لتحليل بنية الجمل.
- علم المعاني
علم المعاني هو العلم الذي يدرس معنى الكلمات، إذ يدرس علماء المعاني كيف يمكن للمتحدث معرفة معنى الكلمات، وما هو أساس الاستعارات وكيف يمكن أن تكون منطقية، وكيف يمكن جعل الجمل التي تستخدم نفس الكلمات لها أكثر من معنى، وكيف نعرف الكذب في جمل معينة، كما يدرس علماء المعاني عدد المعاني التي يمكن العثور عليها في جملة معينة، ولماذا لا يوجد في هذه الجملة إلا هذه المعاني فقط.