بحث عن خريف صلالة
خريف صلالة
يُشيرُ مُصطلَحُ خريفِ صلالةَ إلى فترةِ الخريفِ التي تمُرُّ بها مدينةُ صلالةَ الواقعةُ في الجِهة الجنوبيّة من مُحافظة ظفار في سلطنةِ عُمانَ؛ ففي فترةِ الخريفِ تكتسي أراضي صلالةَ بثوبِ الطبيعةِ الأخضر، وينتشِرُ الضبابُ بين المرتفعاتِ، كما تهطِلُ الأمطارُ عليها بشكلٍ مُتواصِلٍ على مدارِ اليومِ كاملاً تقريباً، ولعلّ ما يُميّزُ مدينةَ صلالةَ هو أنّ الطقسَ فيها يكونُ من أروعِ ما يكون، ممّا يجذب إليها السيّاح من كلِّ مكان، وذلك على العكس ممّا يكونُ عليه الطقسُ في بقيّةِ مناطقِ عُمانَ؛ والذي يتمثَّل بالحَرّ الشديد خلال الفترة الصيفيّة إلى شهرِ أيلول/سبتمبر، والجديرُ بالذِّكر أنّ وزارةَ السياحةِ العُمانيّة تحتفلُ في هذه الفترةِ في صلالةَ بعقدِ مهرجاناتٍ، أهمُّها: مهرجانُ صلالةَ السياحيّ، ومهرجانُ الخريفِ، علماً بأنّه يتمّ في هذه المهرجانات تقديمُ عروض مُميَّزة، فضلاً عن توفُّرِ المَحالّ التي تهتمُّ ببيعِ المأكولاتِ العُمانيّة التقليديّة، ومُنتَجاتِ الحِرَفِ اليدويّة العُمانيّة أيضاً.
أجمل الأماكن أثناء خريف صلالة
هناك الكثيرُ من الأماكنِ السياحيّة التي يُنصَحُ الزائرُ بزيارتِها في موسمِ الخريفِ في مدينةِ صلالة، ومنها:
- وادي دربات (بالإنجليزيّة: Wadi Darbat): ويقع في الجنوب من عُمان، وتحديداً في أراضي محافظةِ ظَفار، حيث يشتهر هذا الوادي بأنّه من الأماكنِ التي تتحلّى بثوبٍ طبيعيّ أخضرَ في فصلِ الخريف، كما تُوجَد فيه بُحيرةٌ كبيرة، ويُحاط هذا الوادي بالجبال التي تتميّزُ بشلّالات تسقطُ من ارتفاعٍ يُقاربُ ثلاثين متراً، حيث تصُبُّ في الخليج العربيّ، أمّا الزوّار فهم لا يكتفون فقط بالاستمتاعِ بمظهرِ الوادي، وإنّما يمكنهُم الذهاب في رحلةِ عبرَ البُحيرَة على مَتن القارب، كما يُمكنهم تناولُ الفاكهةِ الطازجة التي تُباع في مَحالَّ حولَ الوادي.
- سوق الحافة (بالإنجليزيّة: Haffa Souq): يُعَدُّ من الأسواقِ التقليديّة المعروفةِ في صلالةَ، حيث يُنصَح بزيارتِه في موسمِ الخريفِ؛ لما يتمُّ فيه من تقديمٍ للعروضِ التقليديّةِ المُتعلِّقةِ بثقافة عُمانَ بشكلٍ عامّ، وظفارَ بشكلٍ خاصّ، وما يُضيفُ إليه من الجمالِ، والروعة هو أنّه مُحاطٌ بأشجارِ جوزِ الهند، وفيه تُباعُ السِّلَعُ العُمانيّةُ القديمةُ، والتقليديّة، كالمجوهرات الفضّية، أو الذهبيّة، بالإضافةِ إلى الملابسِ العُمانيّة، ومُنتَجاتِ الحِرَف اليدويّة، بالإضافة إلى أنّ الفخّار، والبَخور العُمانيّ يُباع فيه أيضاً، ويُمكن القول إنّه المكانُ الأمثلُ الذي يُمكن للزائر أن يتعرَّف من خلالِه على تُراثِ، وثقافةِ عُمان.
- شاطئ المغسيل (بالإنجليزيّة: Al Mughsail Beach): وفي هذا الشاطئ يستمتِعُ الزائر بطبيعة صلالة التي تأسِرُ النَّفسَ، حيث تتدفَّقُ المياهُ في هذا الشاطئِ بشكلٍ عنيفٍ، لتُشكِّلَ نوافيرَ طبيعيّة ترسُم أروعَ المناظرِ الطبيعيّة التي لا يُمكنُ أن ينساها الزائرُ.
- شاطئ الفزايح (بالإنجليزيّة: Al Fazayeh Beach): وهو من الأماكنِ الطبيعيّة التي يُنصَح بزيارتِها في صلالةَ في موسمِ الخريف، حيث يتميّزُ بسواحلِه الصخريّة، ومشاهدِ الطبيعةِ الخلّابة التي يتمتّع بها الزائرُ أثناءَ تجوالِه في المنطقةِ.
نبذة عن مدينة صلالة
تقعُ مدينةُ صلالةَ جنوبَ محافظةِ ظفارَ في عُمانَ، وتُطِلُّ من شُطآنِها على بحرِ العربِ، ويُمكنُ القول إنّ موقِعَها في مَهبِّ الرياحِ الموسميّة من المحيطِ الهنديّ، وفي موقعٍ نادرٍ في شبهِ الجزيرةِ العربيّة هو ما يمنحُها الجوَّ المُنعشَ، ويجعلُها مزدهرةً بالطبيعةِ النباتيّة الخصبَةِ أثناءَ الموسمِ الصيفيّ، وقد ذكرَها ماركو بولو واصفاً إيّاها بالمدينةِ المُتطوِّرة في فترةِ القرنِ الثالث عشر، إلّا أنّها لم تكن بتلك الأهميّة على مدى عدّة قرونٍ بعدَ ذلك، ولم تكن تمتلكُ ثروةً اقتصاديّةً مُهمّة، وبقِيت مُتحرِّرةً، وبعيدةً عن أيدي حُكّام عُمانَ لفترةٍ امتدَّت حتى القرنِ التاسع عشر، وبحلولِ سبعينيّاتِ القرنِ الماضي، بدأت المنطقةُ بالتطوُّرِ، والازدهار بالشكل الحديث إلى أن أصبحت تُتاجرُ بالعديد من المُنتَجاتِ، وأهمُّها المُنتَجاتُ الزراعيّة.
أمّا ما يجعلُها بُقعةً ساحرةً فهي العواملُ المناخيّة السائدة فيها؛ إذ يستمتع الزائرُ لها بالرياح الموسميّة المُنعِشَة، ويُمتِّع نظرَه بالمساحاتِ الخضراء الطبيعيّة التي تكسو الأرضَ، فضلاً عن منظرِ الجبالِ العاليةِ الارتفاعِ التي تحيطُ بها، ورؤيةِ العديدِ من أنواعِ الطُّيور النادرة، إلّا أنّ ذلك كلّه لا يُضاهي مناظرَ أشعّة الشمس المُتلألئة، والتي تتَّخذُ ألواناً مختلفةً في شروقِها، وغروبِها، كما يُمكنُ للزائرِ أيضاً أن يتعرَّفَ إلى تاريخِ مدينةِ صلالة الغنيّ، وتُراثِها من خلال الكتاباتِ، والنُّقوش المحفورةِ في القِطَع الأثريّة الماثلة إلى هذا الوقت، والتي تعودُ إلى الحضاراتِ المُختلفةِ التي نشأت، وأقامت في المنطِقَة.