بحث عن تطور العلم
أهمية العلم والتعليم
تكمن أهمية العلم في وهبِه أدوات المعرفة ، لاستكشاف الماضي وإدراك الواقع وتطوير المستقبل، ويتحلّى أصحاب العلم بالإنصاف والاتزان ورجاحة الرأي والعقل، مما ينعكس على شخصيتهم الواثقة ومكانتهم المقدّرة، فالعلم يفتح آفاق الإبداع في الحاضر، والتفاؤل بالمستقبل، ويجعل العلم للحياة أسلوبها المريح والمفعم بالإنتاجية على الصعيد الفردي والأسري والمجتمعي، فتتراكم الخبرات العملية والمعارف العلمية، بُغية الوصول للتمكين الشامل والتميز بمختلف مجالات الحياة وأنشطتها.
نبذة عن نشأة وتطور العلم ووسائل التعليم
منذ بداية الوجود البشري، والإنسان يبحث في محيطه عن العلم، أو الفهم والإدراك بمعناه المجمل، فقد أدرك حركة الشمس وتعاقب الليل والنهار، كما بحث عمّا يدبّر به شؤون طعامه وشرابه وحمايته، فمعرفة النظام الكوني لا يزال يحفّز فكر العلماء بالرغم من كل النظريات والتأويلات والاكتشافات التي توصّلوا لها، وذلك منذ القرن الثامن عشر وحتى القرن الواحد والعشرين، تلك الحقبة التي أنتجت تطوراً مذهلاً وأرست المبادئ والنظريات العلمية، ووسّعت آفاق علوم الأحياء والفيزياء وعلوم الفلسفة والاجتماع والجغرافيا .
حققت العلوم تطورها عبر عدة مراحل وأحداث، كان لها بالغ الأثر في تغيير العلوم للأبد، ومن تلك التطورات الهائلة، ما حدث من توسع وتفرّع في التخصصات التطبيقية والإنسانية، منذ القرن الثامن عشر، فعلم الجغرافيا الذي يعد من أقدم العلوم، قد نتجت عنه تخصصات فرعية عديدة. وقد رافقت هذا التوسع نجاحات كبرى في الاختراعات والمؤلفات والنظريات العلمية والاجتماعية، ومما رسّخ أهمية العلم ودوره المركزي، وقلل من هيمنة الخرافات والأساطير.
فالعلوم دليل التفوّق الحضاري، حيث بدأ الإنسان بالتعبير وتدوين منجزاته، منذ أكثر من 4 آلاف سنة قبل الميلاد، إذ اهتدى لنقش الرموز على جدران الكهوف، وقد خلّفت الحضارات منجزاتها كدليل على معرفتهم وتقدمهم، فالحضارة الصينية يشهد لها سور الصين العظيم، وكذلك الأهرامات والحضارة المصرية القديمة، والحضارة الإسلامية التي برعت في الطب والفلك والجغرافيا وفي تعمير المآذن والقباب، ولايزال ميدان التنافس الحضاري والتفوق العلمي قائماً، ومن أبرز رواده، اليابان والكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية.
تعد المدارس من أهم الوسائل التعليمية التي نظّمت العملية التعليمية، ونشرتها لكافة فئات المجتمع، ولا بد أن العملية التعليمية قد شهدت تطوّراً ملحوظاً وهائلاً على مر السنين، فقد كان التعليم يعتمد على المعلم، والمنهج الذي يتكون محتواه من الأساسيات الأولية للعلوم، أما اليوم فإن الكثير من الغرف الصفية تستعين بالألواح التفاعلية التي تثري التجربة التعليمية باستثمار عدد أكبر من الحواس لتلقي المعلومة وترسيخها، وتفتح الآفاق أما مشاركة المعرفة وتطوير تطبيقاتها، عبر عدد من البرمجيات والتطبيقات التفاعلية، ولا شك أنّ الانترنت له دوره الرئيسي في خدمة العملية التعليمية للأبد.
أثر العلم على الفرد والمجتمع
يرتقي العلم بالأمم، وبأفرادها ومجتمعاتها أيضاً، فيعود عليهم بالنفع بتعزيز القيم وتهذيب السلوك، ويزيد من فاعلية الإنسان وثقته ووعيه، كما يحقق تكافؤ الفرص، ويحسين من مستوى المعيشة، ويؤسس لمنهجية سليمة وآمنة في التعامل مع المتغيرات، لينعكس ذلك على المجتمع الذي بالعلم ينعم بالوعي المجتمعي، المتمثل بإدراك حقوقه وواجباته، واستثمار الطاقات وعدم إهدارها، ليحظى بمستوى معيشي مميز بالسعي المستمر للقضاء على البطالة والتطرف والأمية وضيق الأفق.