بحث عن الفن الشعبي
تعريف الفن الشعبي
يعرف الفن الشعبي بأنه عبارة عن فن بصري ذي وظيفة أو منفعة، غالبًا ما يعتمد على المهارة اليدوية، وتستخدم فيه بعض الأدوات المحدودة لتصنيع بعض القطع مع الاحتفاظ بالصفة الغالبة، وهي التصنيع يدويًا، ويبدو أنه من الفنون التي تحافظ على التقاليد والعادات الموروثة، لذا يصفه البعض بأنه بمثابة عمل إنساني راقٍ ومميز.
وفيه الكثير من الإبداع والتميز، كما أنه يعكس حضارة وتاريخ الكثير من المجتمعات الإنسانية، التي عاشت في فترات زمنية معينة، و مصطلح الفن الشعبي يشمل مختلف أنواع الفنون التي تصدر عن أعمال الشعوب التي غالبًا ما تلبي الذوق الشعبي.
وبالتالي، فإن الفن الشعبي غالبًا ما يضم أعمال تمت صناعتها يدويًا كما يضاف إليه بعض المكونات الجديدة أو المعاد تدويرها وتصنيعها، وهذه المنتجات دائمًا ما تجد طريقتها إلى التسويق والبيع بحيث تشكل للعاملين فيها مصدرًا من مصادر الدخل، وهو من الفنون المتنوعة والمتعددة الأشكال، كما أنه يعكس ثقافة الكثير من الناس والمجتمعات.
وغالبًا ما يعبر الفن الشعبي عن مختلف الثقافات التقليدية ودعم الهوية الثقافية لدول وشعوب العالم، إذ يسعى هذا الفن إلى نقل مختلف القيم الفنية والجمالية للمجتمعات عبر عصور التاريخ، فهو لا يمثل الطابع الشخصي للفنان أو هويته الثقافية، لذلك فهو متنوع ويشمل العمل على كل من: الخزف، والقماش، والخشب، والورق، والطين، والمعادن.
تاريخ الفن الشعبي
لم يكن هناك إجماع على اعتبار الفن الشعبي فئة خاصة حتى نهاية القرن التاسع عشر، أما قبل هذا التاريخ فقد كان الفن الشعبي محصورًا بتلك الأعمال الفنية اليدوية ذات الطابع الفني البسيط الذي يقوم به الفلاحون في أوروبا إذ كانوا يستخدمون بعض الأدوات التقليدية لتساعدهم في إنتاج بعض القطع الفنية.
حتى بعد حدوث الثورة الصناعية التي شهدتها المدن الحضرية ظل هذا النوع من الفنون متمسكًا بجماليته وبساطته، وفي بعض الأحيان بدائيته، ولكنه في الوقت ذاته حافظ على الكثير من الموروثات الثقافية، الأمر الذي دفع كثير من الكتاب والمفكرين إلى اعتباره فنًا لا تقوم به النخبة في المجتمع أو أنه عمل محلي الصنع بدائي.
لذلك فإن مصطلح الفن الشعبي هو عبارة عن مصطلح أوجده أولئك المثقفون الأوربيون في القرن التاسع عشر، حيث أطلق لوصف مجموعة الفنون والحرف اليدوية التي يقوم بها سكان الريف حصرًا دون غيرهم، كما أنهم استبعدوا الفن الشعبي من الكثير من الحضارات، باعتبارها حضارات متقدمة لم تنتج ما بات يعرف بالفن الشعبي.
أنواع الفنون الشعبية
منذ أن وجد الفن الشعبي لم يكن على نوع واحد، بل أنه في حقيقة الأمر قد كان عبارة عن فن يتداخل معه الكثير من أنواع الفنون الشعبية الأخرى، والتي بطبيعة الحال تنتج من قبل أفراد ينتمون لمجتمعات متنوعة ليست من ذات الطبيعة الواحدة.
ولعل من أهم أنواع الفنون الشعبية ما يأتي:
الهندسة المعمارية
تعد الهندسة المعمارية أحد أنواع الفنون الشعبية والتي كانت تتمثل في بناء المساكن البسيطة أو دور العبادة بأيدي بعض الحرفيين، وهي كانت تمثل خطوة جيدة في تلك الأوقات التاريخية التي لم يعرف فيها الإنسان الكثير عن الفنون، ومن الأمثلة على الهندسة المعمارية مساكن الكهوف في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكوخ اللبن المبني في المكسيك.
الطلاء
لقد عرفت الفنون الشعبية الطلاء بشكل لا بأس به واستخدمته في إنتاج الكثير من المنتوجات الشعبية، ولعل من أهم أنواع الطلاء التي كانت سائدة ومعروفة في هذا الفن الألوان المائية وألوان الباستيل فرسمت على المنسوجات والمنتجات الزجاجية، ومن ثم تلوينها بتلك الألوان التي أوجدوها لينتجوا أجمل المنتجات وبألوان زاهية وجميلة.
الطباعة
يبدو أنّ الفن الشعبي استخدم القوالب المصنوعة من الخشب لعمل الكثير من المطبوعات الشعبية الجميلة والمميزة، حيث كانت تقطع بطريقة بسيطة ومن ثم تلون بألوان بدائية الصنع واستخدمت الطباعة بالقوالب لصنع العديد من المنتجات مثل الألعاب، والإعلانات البسيطة.
المنسوجات
كانت الفنون الشعبية تضم أنواع كثيرة من المنسوجات التي لطالما برع بها قليلون من الأشخاص، ولعل من أهم المنسوجات تلك التطريز، والكروشيه، والحياكة، والخياطة، ومن ثم طور الفنانون الشعبيون بعض المهارات الفردية ليتمكنوا من القيام بأمور أكثر تعقيدًا مثل صناعة السجاد اليدوي والنسيج.
الفنون التطبيقية
لعل أهم ما يميز الفنون الشعبية عن غيرها من الفنون الأخرى أنها من الفنون التطبيقية الدائمة العمل والدؤوبة والمبتكرة، وحقيقة فهي تعتمد على المواد المتاحة لها فكلما تعددت تلك المواد، زادت بدورها المنتجات الفنية اليدوية.
ومن أهم هذه المنتجات صناعة دمى الأطفال، والأثاث، وخراطة الخشب، والسيراميك، أو الفخار الذي صنع منه العديد من المنتجات مثل الأواني الفخارية، وكذلك الأعمال الجلدية، وبعض الأعمال المعدنية، وصناعة الحراب، والسكاكين، والمجوهرات، والحلي، والزجاج الملون، و فن الفسيفساء المزخرف ، وغيرها من الفنون الشعبية التقليدية.
مميزات الفن الشعبي
لعل أبرز ما يميز الفن الشعبي أنه يتعلق باستخدام بعض المواد الأولية الطبيعية مثل الخشب أو الطين مع الكثير من الأساليب الإبداعية، وحقيقة في هذا النوع من الفنون يقل استخدام الأدوات بشكل ملحوظ، كما أن الإنتاجية فيه ليس كبيرة لعدة أسباب منها التكلفة العالية، إلى جانب أن العمل في هذا الفن يشمل كلا الجنسين الذكر والأنثى.
ومن أهم مميزات الفن الشعبي ما يأتي:
- معظم أعمال الفن الشعبي تنفذ بصورة ثنائية الأبعاد.
- أغلب الفنانين الشعبيين تعلموا هذا الفن بأنفسهم ومن دون مساعدة أو دراسة.
- معظم العاملين في مجال الفن الشعبي يمكن أن يكونوا من الحرفين المهرة الذين تعلموا الفن بالتدريب على يد أفراد الأسرة أو المجتمع.
- إن ما ينتجه الفنانون الشعبيون هو عبارة عن أعمال فنية متنوعة تعبر عما يعرفونه وما تعلموه من البيئة المحيطة بهم.