الوصايا التسع في سورة الحجرات
الوصايا التسع في هذه السورة
لقد حوت سورة الحجرات آداباً ووصايا جليلة، وفيما يأتي بيان ذلك:
وجوب التثبت من الأخبار
أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتثبت من الأخبار قبل تداولها، والتحذير من الاعتماد على مجرد الأقوال؛ منعًا من إيذاء الآخرين، وزرع الفتنة والبغضاء بينهم، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بنبأ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
الصلح
أمر الله -عز وجل- عباده ب الإصلاح بين المتخاصمين بالوسائل السليمة؛ كالوعظ والإرشاد، والنصح والتحكيم، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
العدل
أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالعدل في الحكم بين المتخاصمين، ونهى عن الظلم والجور، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
النهي عن السخرية
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن السخرية سواء بالقول أو الفعل، وكل ما يدل على استحقار الغير، والاستهانة به، والاستصغار له، والضحك عليه، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ).
النهي عن اللمز
نهى الله -عز وجل- عن اللمز؛ وهو أن يعيب بعضكم على بعض، وقيل: اللمز يكون بالعين، واليد، واللسان، والإشارة، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ).
النهي عن التنابز بالألقاب
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن التنابز بالألقاب، وهو أن يعير المسلم أخاه بما يكرهه، قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز-: (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
النهي عن سوء الظن
أمرنا الله -سبحانه وتعالى- باجتناب كثير من الظن، والظن المنهي عنه هو الظن السيئ البعيد عن الحقيقة، أما أن يظن المسلم بأخيه خيرًا فليس منهي عنه، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).
النهي عن التجسس
نهى الله -سبحانه وتعالى- عباده عن التجسس؛ والتجسس هو أن يتبع المسلم عورات أخيه ليطلع على سره، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: (وَلَا تَجَسَّسُوا).
النهي عن الغيبة
نهى الله -سبحانه وتعالى- عن الغيبة ؛ وهو أن تذكر أخاك بما يكرهه في غيبته، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
التعريف بسورة الحجرات
هي سورة جليلة عظيمة، عدد آياتها ثماني عشرة آية، وهي سورة مدنية نزلت بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في العام التاسع للهجرة، وترتيبها في المصحف التاسعة والأربعون بعد سورة الفتح، وقد سماها بعض المفسرين بسورة الأخلاق؛لأنها تتضمن قواعد التربية والتهذيب، وبيان أدب العلاقة بين المؤمنين ورسولهم، وبين المؤمنين مع بعضهم.