المرابطين في الجزائر
المرابطون في الجزائر
يعود أساس وجود المرابطين بسبب الحركة الدينية والسياسية التي بدأت بين القبائل البربرية في الجنوب من الصحراء، منذ سنة ألف وتسعة وثلاثين، حيث قام عبد الله بن ياسين القاضي البربري الملكي بقيادة الحركة في الجهاد ليقوم بنشر الدين الإسلامي وتعديل عادات قبائل الصحراء الخاطئة وذلك من مبادرة قام بها الزعيم في قبيلة غدالة.
ثم قام ابن ياسين بجمع من اتبعه من الأشخاص حيث كانوا يداومون الرباط أي يرابطون، وهي عبارة عن قاعدة في الجهاد وكانت تعتبر مكاناً يستطيعون فيه القيام بالانعزال الروحي فتم إطلاق اسم المرابطين عليهم، ثم قام ابن ياسين بتحالف مع قبيلة ثانية ذي سلطة ونفوذ، وقد كانت قبيلة لمتونة حيث قام بغزو المغرب الغربي والصحراء معها عن طريق تتبع القوافل التجارية إلى تمر من الصحراء في طريقها.
وبهذا استطاع أن قهر سجلماسة في منطقة الشمال عام ألف وأربعة وخمسين وأغماط عام ألف وثمانية وخمسين. وقد مات في واحدة من المعارك مع البرغواطيين في منطقة جبال الأطلس سنة ألف وتسعة وخمسين.
ثم قام أبو بكر بن عامر بتولي قيادة جيش المرابطين بعد موت ابن ياسين. ثم قام أبو بكر بمهاجمة جنوب مورتانيا الحالية هي مملكة غانا، ثم تولى يوسف بن تاشفين بعد موت القائد أبو بكر بن عامر الذي كان قائد الجيش الأعلى للمرابطين وذلك في سنة ألف وسبعين، وقد قام بوضع جميع البلاد التي تقع من النصف الغربي للمغرب وذلك حتى بلاد الجزائر عام ألف وثلاثة وثمانين.
سبب تسمية الدولة المرابطية بهذا الاسم
يعود أصل تسمية هذا الاسم للقبيلة البربرية لمتونة ويعود سبب التسمية إلى الأشخاص الذين يداومون الرباط بعد كل غزو أو حركة جهادية من الحركات الإصلاحية فقاموا بإطلاق اسم المرابطين على أنفسهم.
حيث تمت بداية هذه الحركة من منطقة الجنوب من موريتانيا فقد عملوا على انتشار الدعوة في منطقة الجنوب، حيث نجح المرابطون في انتشار الإسلام في غانا وبعدها ما تبقى من مناطق الصحراء الغربية ثم قاموا بغزو بلاد المغرب ومناطق الغرب من الجزائر وبعدها قاموا بإعمار وبناء مدينة مراكش عام ألف واثنين وستين.
أسباب انهيار دولة المرابطين
دخلت دولة المرابطين في شكل من الانهيار في زمن علي بن يوسف بن تاشفين، وذلك لعدة أسباب منها:
- بداية من ابتعاد علي بن يوسف عن قضايا الحكم إلى الزهد الذي يكون سلبياً وتم التأثير عليه من مجموعة من الفقهاء الذين لا يعرفون بالسياسة.
- وأيضاً ابتعاد الفقهاء في دولة المرابطين في عهد يوسف بن تاشفين وعهد من قبله على اتباع أسلوب التكفي للناس بحجج غير مبنية على أساس وذهبوا في اتجاه جمع المال ولم يأمروا الناس بالمعروف وينهوهم عن المنكر.
- كما لم يبق للدولة جيش يحميها من الهجمات الخارجية فقد استسلموا لملذات الحياة والترفيه عن أنفسهم لدرجة أنهم أصبحوا قطاع طرق.
- كما حدثت عدة ثورات ضد دولة المرابطين في الأندلس التي طردوا منها وقد قامت الثورات ضد دولة المرابطين في إفريقيا وذهب توازن الدولة.
- وفي النهاية دمرت دولة الموحدين ما تبقى من دولة المرابطين.