المبادئ التي قامت عليها الألعاب الأولمبية
أهم القيم التي تدعمها الألعاب الأولمبية
تتعدّى فكرة الألعاب الأولمبيّة منذ بدايتها مفهوم اللعب وعلاقته بالصحة الجسديّة والنفسيّة ، لتشمل العديد من القيم المجتمعيّة الأساسيّة المهمّة، ومن أهمّ قيم الألعاب الأولمبيّة ما يلي:
التفوق الرياضي
يعد الفوز والحصول على مرتبة متقدمة في الألعاب الأولمبيّة من الأمور الرئيسيّة التي يتطلّع إليها المشاركون ومشجّعوهم وأعضاء الفرق الرياضية، لكن الأهم من الفوز بمعناه العام هو التفوّق خلال المشاركة وتقديم الأفضل، والتحسّن الواضح في كل دورة جديدة يشارك بها المتسابق وفريقه.
الاحترام
يعد احترام الخصم الآخر المشارك في الألعاب الأولمبيّة إحدى القيم الإنسانيّة النبيلة الّتي يدعمها الأولمبياد؛ فالناس على اختلافهم متساوون ويجب احترامهم واحترام المنافسة الّتي تجمع فيما بينهم، كما يجب الالتزام بالمبادئ الأخلاقيّة الرياضيّة والتعامل مع اللاعبين بالاحترام المتبادل واحترام ثقافاتهم المختلفة، وهذا ما يمثل مبدأ اللعب النظيف.
نبذ التمييز العنصري
يجب الابتعاد عن التمييز العنصري في المنافسة، ومعرفة أنّ كلّ شخص يحقّ له ممارسة الألعاب الرياضية دون تعصب أو تفرقة وتمييز من ناحية اللون، أو العرق، أو الجنس، كما يجب منع التطرف بكافة أشكاله.
التصميم والشجاعة
يعد كل من؛ التصميم والشجاعة والإلهام من القيم المهمة التي تدعمها الألعاب الأولمبية وفكرة الرياضة بصورة عامة، بالإضافة إلى تلبية الطموح الذي يتجلى لدى كل إنسان بالرغبة المستمرة بالنجاح وتعزيز الثقة بنفسه وبمن حوله من المتنافسين ودمجهم بصورة فاعلة في المجتمع.
بناء الروابط
يعد جانب بناء الروابط، وتكوين الصداقات على مستوى عالٍ، وتحقيق الانسجام بين الناس من المبادئ والقيم الّتي تركّز عليها فكرة الألعاب الأولمبيّة، وذلك من خلال الحرص على خلق الروح الرياضيّة بين المتنافسين والتعاون المتبادل فيما بينهم، وتنمية ثقافة تقبل الخسارة دون عنف أو إساءة للمنافسين والممتلكات العامة، وهذا الأمر يشمل الرياضيين والمشاهدين أو المتابعين وجميع السكان حول العالم.
ومن الأمثلة الطريفة على الصداقة وبناء الروابط بين المتنافسين داخل الألعاب الأولمبيّة؛ اللاعب جيسي أوينز الحاصل على أربع ميداليّات ذهبيّة، ففي برلين عام 1936 تراجع أداؤه قليلاً ليتقدّم منافسه الألماني لوز لونج بإسداء نصيحة له أثناء اللعب، فيحصل بفضلها أوينز على الميداليّة الذهبيّة بينما يحصل لونج على الميداليّة الفضّيّة، وليكون لونج أول من يهنئه بالفوز الّذي أحرزه في البطولة، فلم يهتم اللاعب بترتيب الميداليات في الألعاب الأولمبية بقدر اهتمامه بمستوى صديقه.
العالمية
ممارسة الرياضة حقّ للجميع، وقد أصبحت في الوقت الحالي جزءًا لا يتجزأ من المجتمعات العربية والعالمية، لذلك تعد العالمية إحدى المبادئ المهمّة الّتي ترتكز عليها الحركة الأولمبيّة، لما لها كذلك من تأثير إيجابيّ على الأشخاص والمجتمعات ودمجهم معًا ضمن منظومة الرياضة والسلام، ولا شكّ أنّ الفوز في الألعاب الأولمبيّة يعود بالنفع على البلاد والمجتمع بصورة عامّة، وقد تتجلى العالمية في مشاركة 206 دول مختلفة في أولمبياد طوكيو لعام 2020، بالإضافة إلى عدم وجود قيود على رياضيي أي دولة في المشاركة في الألعاب الأولمبية طالما توافق دولتهم على ميثاق الأولمبياد.
الوحدة والتكافل
يوجد العديد من الرسائل الّتي تدعمها الألعاب الأولمبيّة، وأهمها؛ التكافل والمساهمة في معالجة بعض القضايا المجتمعيّة، وتحقيق التحالف والوحدة بين مختلف القطاعات التعليميّة والثقافيّة والرياضيّة من خلال تمكين الروح الأولمبيّة فيها.
الاستدامة
تساهم الألعاب الأولمبية من خلال البرامج التي تقدمها في تعزيز ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
الأمل
يعد تأسيس الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية دليلًا على قيمة الأمل التي تبثها هذه الألعاب في النفوس، وقد منح هاذ الأمر الفرصة لـ29 رياضيًا لاجئًا ليتنافسوا في أولمبياد طوكيو 2020، وسيصبح هذا الفريق رمز أمل للاجئين في كل مكان، وسيلفتون انتباه الجميع لمقدار أزمة اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
تضم الألعاب الأولمبية العديد من المسابقات الرياضية التي تقام كل 4 سنوات ، وترسخ القيم التي تدعمها الألعاب الأولمبية أهمية تلك الألعاب، ودورها الفاعل في تنمية الأفراد والمجتمعات، وكيف أنها لا تعامل كمهرجان رياضي فقط، بل أخلاقي وتنموي أيضًا، ومن أبرز تلك القيم؛ التفوق الرياضي، والاحترام، ونبذ التمييز العنصري، والعالمية، والاستدامة، والأمل، وغيرها العديد.
قوانين استضافة الألعاب الأولمبية
يوجد بعض القواعد والقوانين الأساسيّة الّتي يجب أن تنطبق على الدولة التي ترغب باستضافة الألعاب الأولمبيّة، ومنها:
- يجب أن تقدّم الدولة المترشّحة لاستضافة الأولمبياد اتّفاقيّة قانونيّة إلى اللجنة الأولمبيّة الدوليّة وتُظهر من خلالها احترامها للميثاق الأولمبيّ والالتزام بجميع قوانينه.
- تحديد الموقع الجغرافي؛ فالألعاب الأولمبية تقام في مدينة واحدة فقط، مع ضرورة التأكد من طبيعة البنى التحتيّة للمواقع الّتي ستقام فيها الرياضات المختلفة من الألعاب الأولمبيّة وجاهزيتها لها.
- على الدولة المستضيفة للألعاب الأولمبية تشكيل لجنة تنظيم (OCOG) لتنظيم الأولمبياد.
- القدرة على تنظيم كافة النشاطات المتعلقة بالألعاب الأولمبية وضمان عدم التمييز على مستوى البلدان أو الرياضيين المشاركين من جميع الجوانب.
- التعهد بحماية مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا، ومعالجة أي انتهاك في حال حدوثه بما يتفق مع القوانين والاتفاقيات الدولية.
- التقيد في معايير وقواعد مكافحة الفساد المعترف بها دوليًا، والابتعاد عن أي عمل مشبوه بقضايا فساد أو احتيال.
- على الدولة المضيفة أن تتعهد بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمحافظة على الإرث الأولمبي.
- تقع مسؤولية فحص الرياضيين والتوعية بتحقيق التباعد الجسدي وتوزيع الأقنعة وغيرها من أمور السلامة العامة والصحة على عاتق الدولة المستضيفة للألعاب الأولمبية.
- لا يجوز لأكثر من مدينة التقدم لاستضافة الأولمبياد من نفس البلد، فعلى سبيل المثال؛ لا يمكن لمدينة نيويورك أن تطلب استضافة الألعاب الأولمبية في حال كانت كاليفورنيا مثلًا متقدمة للاستضافة لأنهما من نفس الدولة.
- على الدولة المستضيفة إقامة القرية الأولمبية التي ستضم جميع اللاعبين فيها.
قد يصعب على الدول تطبيق جميع الشروط والقوانين المفروضة لاستضافة الألعاب الأولمبية، وبالرغم من ذلك تبقى هذه الألعاب حلم جميع الدول لاستضافتها لما لها من قيمة اقتصادية واجتماعية، فالعديد من الدول تبذل قصارى جهدها لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي قد يكلفها أموالًا طائلة سواء من ناحية تجديد البنى التحتية، وتجهيز أماكن إقامة اللاعبين، وتشكيل اللجان الخاصة بالأولمبياد، وغيرها العديد من شروط الاستضافة.
أهم قوانين المشاركة في الألعاب الأولمبية
يوجد العديد من قوانين الألعاب الأولمبية الّتي يجب تطبيقها من قبل الدول والرياضيّين الراغبين في المشاركة في الألعاب الأولمبيّة، ومن أبرزها ما يلي:
- يجب على الرياضيّين المشاركين وأعضاء الفرق المشاركة في الأولمبياد احترام قواعد الميثاق الأولمبيّ والالتزام بها.
- يجب على الرياضيين المشاركين وأعضاء الفرق المشاركة في الألعاب الأولمبية احترام واتباع القواعد والتنظيمات التي تصدرها اللجنة الأولمبية، مع العلم بأن أي مخالفة لها ستكون لها عواقب وخيمة أمام المحاكم الرياضية.
- في حال كان المشارك قاصرًا؛ أي تحت السن القانوني؛ فيجب الحصول أولًا على إقرار الموافقة من الوالد أو الوصيّ القانونيّ عليه.
- قد يتعرّض المشارك في الألعاب الأولمبيّة لمخاطر معيّنة مثل الإصابات الجسديّة، لذا على الرياضيّ أن يقرّ بالمشاركة على مسؤوليّته الخاصّة والتعهّد بحماية نفسه وحماية الممتلكات من حوله.
- السماح للرياضيّ المشارك أو المسؤول عن الفريق أو أيّ عضو آخر من أعضاء الفريق باستخدام صورهم أو أسمائهم للأغراض الدعائيّة التجاريّة أثناء الأولمبياد، بناءً على القوانين والمبادئ الّتي تضعها اللجنة الأولمبيّة.
- لا يشترط دفع مقابل مادّيّ من قبل المتسابق المشارك في الألعاب الأولمبيّة.
- لا يوجد سن محدد للمشاركة في الألعاب الأولمبية.
- تحدد اللجنة الأولمبية هوية الدولة التي سيمثلها الرياضي.
- ضرورة عدم تعاطي المتسابق لأي نوع من المنشطات، وإجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من ذلك.
- ونتيجة لانتشار كوفيد-19؛ فقد كان لا بدّ من تطوير بعض القواعد الجديدة لتلائم الوضع الصحّيّ في العالم وتحديدًا في طوكيو؛ باعتبارها الدولة المستضيفة لدورة الألعاب الأولمبيّة لعام 2021، وعليه يجب أن يطبّق المشاركون والمشجّعون في الألعاب الأولمبيّة قواعد السلامة والأمان من المحافظة على التباعد، وارتداء الكمامات، والأهمّ من ذلك هو إجراء اختبارين لفحص الإصابة، والتأكّد من النتيجة السلبيّة لوجود الفيروس قبل يومين من الذهاب إلى الأولمبياد والمشاركة به.