الفلسفة الإسلامية في العصور الوسطى
الفلسفة الإسلامية في العصور الوسطى
ظهرت الفلسفة منذ القدم عند اليونان وغيرهم، وفي العصور الوسطى وتزامنًا مع حركة الترجمة العربية عن اليونان، بدأت الفلسفة بالظهور في البلاد الإسلامية، وأخذت الطابع الإسلامي من حيث نظرتها للتوحيد في الألوهية، والنبوات، وغيرها من المواضيع التي عكست النظرة الإسلامية لها.
وقد دارت مواضيع الفلسفة الإسلامية آنذاك حول الكون والخلق والخالق والحياة والموت وغيرها من القضايا التي يبحث الإنسان عنها، ومن أشهر الفلاسفة المسلمين في هذا العصر: ابن رشد ، الفارابي، الكندي، ابن سينا، ابن باجة، الغزالي، ابن الهيثم، ابن طفيل، وأبو الحسن العامري.
أشهر الفلاسفة المسلمين في العصور الوسطى
سيتم الحديث عن أهم الفلاسفة المسلمين المؤثرين في هذا العصر وهم كالآتي:
- الكندي
كان الكندي ممثلًا للفلسفة العربية، حتى أنه لُقّب بفيلسوف الإسلام، وفيلسوف العرب، وعمل في بيت الحكمة في بغداد في الترجمة، وقام بترجمة فلسفة أرسطو وأفلاطون، واعتبر الفلسفة تاج المعارف العلمية، وقال إنه لا يوجد تعريف واحد محدد للحقيقة في أي مكان وفي نفس الوقت، وامتاز بالعقلانية فاعتقد أنه بالعقل يمكن الوصول إلى الحقيقة.
وقد ألّف الكندي عددًا من الكتب، ومنها: الفلسفة الأولى، والفلسفة الداخلية والمسائل المنطقية والمعتاصة وما فوق الطبيعة، والحث على تعلّم الفلسفة.
- الفارابي
وضع الفارابي أساسًا للفلسفة العربية في العصور الوسطى، اعتمد على آراء أرسطو واهتم بالمنطق، قام بتبسيط كتابات وآراء أرسطو، وقد لقب بالمعلم الثاني بعد أرسطو، عدّ المنطق أداة للوصول إلى الحقائق الضرورية للجميع، وقال إن العالم يقسم إلى نوعين من الوجود.
في النوع الأول أعاد الأشياء المحتملة لوجودها خارج سبب هذه الأشياء، وفي الثاني وضع الأشيء التي لا سبب لوجودها وإنما يتحدد وجودها من خلال الجوهر الداخلي، وصنف القدرات المعرفية للبشر بشكل هرمي إلى أربعة أنواع للعقل: العقل السلبي الحسي، العقل الحقيقي النقي، العقل المكتسب، والعقل النشط.
ومن أشهر الكتب التي ألفها الفارابي: التعليقات، ورسالة في إثبات المفارقات، وآراء أهل المدينة الفاضلة، وتحصيل السعادة
- ابن سينا
يُلقب بالفيلسوف الرئيس، إذ قام بتجديد الفلسفة العربية في زمنه، صنف العديد من الكتب في الطب والمنطق، والإلهيات، والطبيعيات، وكان معجبًا بأرسطو وقسم العلوم إلى عملية ونظرية، واهتم بالميتافيزيقيا، وصنف الكثير من التصنيفات. ومن أهم مصنفاته: المنطق، وحي بن يقظان، والشفاء في الحكمة.
- الغزالي
اهتم الغزالي بالدراسات العقلية، وجعلها خادمة للعلوم الدينية، وقدم نظرة نقدية لجهود الفلاسفة الذين سبقوه، فألف كتابًا ناقدًا للفلسفة وسماه تهافت الفلاسفة، انتقد فيه آراء الفلاسفة في عدد من المسائل، مثل: قِدَم العالم، وعلم الله بالجزئيات، وحشر الأجساد، وغيرها، بعد أن قدم في كتاب مقاصد الفلاسفة أهم مبادئهم وأفكارهم، وقد اعتنى الغزالي بعلم المنطق وألّف فيه مؤلفات ومنها معيار العلوم، ومحك النظر، كما وقد وظف المبادئ العقلية في الدفاع عن الشريعة الإسلامية عبر كتابه الاقتصاد في أصول الاعتقاد.
أهمية الفلسفة الإسلامية في العصور الوسطى
ساهمت الفلسفة الإسلامية في تقديم البراهين والأدلة العقلية على الأطروحات التي قدّمها الدين الإسلامي، فعملت على إثبات العديد من المسائل الدينية بالمنطق والأسس الفلسفية المختلفة بما يعين على تقديم الردود على المخالفين.
وقد ناقشت الفلسفة الإسلامية العديد من المسائل الشائكة، ومنها الألوهية، والتوحيد، والصلة بين الله وخلقه، وقد عملت على التوفيق بين العقل ومبادئه والنقل (النصوص الدينية من الكتاب والسنة)، مما أوصلهم إلى نتيجة مفادها أن الشريعة والحقيقة متفقتان وليس بينهما خلاف.
تأثير الفلسفة الإسلامية على أوروبا في العصور الوسطى
ازدهرت حركة الترجمة للجهود الفلسفية العربية إلى اللغة اللاتينية في القرون الوسطى، مما أدى إلى انتشار الكثير من المسائل الفلسفية التي عًرفت عن الفلاسفة العرب، كما في مسألة وحدانية العقل المادي، واقتران العقل البشري والفكر النشط المنفصل.
وقد استفاد الأوروبيون من الفلاسفة العرب تقسيماتهم للعلوم، وأعادوا النظر بإثرها في تقسيماتهم، فظهر رأي ابن سينا في تقسيم العلوم باعتبار موضوعها، كما تأثروا بجوانب عديدة في الفلسفة الطبيعية، أهمها العناصر الأريعة الأساسية في الكون، وقوانين الحركة والمقذوفات، وغيرها.