الفرق بين النمر والفهد
النمر والفهد
النمر والفهد اثنان من الحيوانات المُفترسة، ينتميان إلى فصيلة السنوريّات. وفصيلة السنوريّات هي إحدى المجموعات الفرعيّة التّابعة للثدييات والفقاريات التي تضمّ القطط وأقاربها من الحيوانات اللاحمة الكبيرة، ويُصنَّف ضمنها 36 نوعاً في الوقت الحالي. تعيش أنواع فصيلة السنوريّات في جميع أنحاء الكرة الأرضيّة ما عدا قارتَي أنتاركتيكا وأستراليا، حيث لم تكُن تتواجد أيّ منها بشكل طبيعيّ. تتفاوت أحجام السنوريّات كثيراً؛ فأصغرها هي القطط الأليفة التي تسكن المدن، وأكبرها الأسود التي تقطن السّهول والغابات في أفريقيا . تشترك أنواع هذه الفصيلة بقدرتها العالية على الصّيد وقنص الفرائس ومُطاردتها، وهي تمتاز بمخالبها التي تستطيع الانطواء داخل أقدامها عندما لا تكون بحاجةٍ لاستخدامها.
تشتمل السنوريّات على العديد من أنواع الحيوانات اللاحمة كبيرة الحجم، وكثيراً ما تُلقّب بالقطط الكبيرة (بالإنجليزيّة: Big Cats) لقرابتها للقطط بالرّغم من حجمها الضّخم. من أهمّ هذه الأنواع النّمر، والبَبْر، والفهد، والأسد، والجاغوار، والبوما، والوَشَق ، والقطط البريّة.
تشابهات النّمر والفهد
هذان النوعان من الحيوانات -النّمر والفهد- بينهما تشابه كبير، فهما نحيلان وقصيران بعض الشّيء من حيث البُنية، وصغيران من حيث الحجم بالنسبة لغيرهما من بعض الحيوانات المُفترسة الأخرى، مثل الأسود (التي تُعاني الفهود من منافسة شديدة معها على بيئتها الطبيعية). يتّصف الفهد تحديداً بالسّرعة العالية جدّاً؛ حيث إنّه يحتلّ المرتبة الأولى بين الحيوانات الثديية التي تعيشُ على اليابسة من حيث السّرعة، وهو مُعرّض لخطر الانقراض بشكل كبير.
يتشابه النمر والفهد في بعض الصفات الخارجية والظاهرية؛ فبنيتهما وشكلهما شبيه إلى حدّ ما، حتى إنّه من المُمكن أن يصعب التّفريق بينهما من قِبل الكثير من النّاس غير المُختصّين. والتشابه بينهما عالٍ بحيث إنه كان يُعتَقد بأن الفهد هو في الحقيقة نتيجة تزاوج ما بين النّمر والأسد ، واسم النّمر الحالي (بالإنجليزيّة: Leopard) كان بالأصل خاصّاً بالفهد، ولم يتمّ منحه للنّمر إلا بعدما أدرك العلماء أنهما نوعان ومنفصلين.
الفرق بين النمر والفهد
هذان الحيوانان مُختلفان كثيراً في الحقيقة من نواحٍ عديدة؛ فهما يسكنان في بيئات طبيعيّة مُتباينة، ويُصطادان أنواعاً مُختلفة من الحيوانات، ولهما أسلوب مُختلف بالعيش، كما أن قدراتهما الصوتيّة مُختلفة؛ فعلى سبيل المثال، يستطيع النّمر أن يُصدر زئيراً صاخباً لإخافة أعدائه أو مُنافسيه، بينما الحبال الصوتيّة لدى الفهد لا تستطيعُ سوى إنتاج هسيسٍ مُنخفض يُشبه ذلك الذي تُصدره القطط الأليفة. وبصورة عامة، عند وضع الفهد والنّمر جنباً إلى جنبٍ تُصبح الفروقات بينهما أكثر وضوحاً، فهما نوعان مُستقلّان من الحيوانات وبينهما تباين في البُنية الجسدية والتشريحيّة.
طرق التّمييز بين النّمر والفهد
من أهمّ الفروقات التي يُمكن الاعتماد عليها للتّمييز ما بين النّمر والفهد ما يأتي:
- رغم كثرة الخلط بين النّمر والفهد وباقي أنواع السنوريّات، مثل الجاغوار والبَبر، إلا أنَّ لدى كل واحد من هذه الحيوانات شكلاً مُختلفاً وهيئةً خارجيّةً مُميّزةً، حيث إن إحدى الطّرق السّهلة للتّمييز بينهم تكون بالاعتماد على شكل البقع السوداء الموجودة على فراء النّمر والفهد، فهي مُختلفة لدى كل واحدٍ منهما؛ فمع أن ألوان فروهما ورُقعهما مُتشابهة، إلا أنَّ هذه الرّقع تتّخذ أشكالاً مُتباينةً فيهما. فرو الفهد مُغطّى بنقط سوداء صغيرة تتوزع على جسمه مع مسافات مُتساوية بينها تقريباً. أمّا النّمر فإنّ له دوائر غير مُنتظمةٍ يمكن تشبيهها بالوُرود، حيث تكون هذه الدّوائر مُجوَّفةً من المُنتصف وكبيرة في الحجم.
- رأس النّمر كبير وأرجله قصيرة. أمّا [بكم تبلغ سرعة الفهد|الفهد]] فرأسه صغير بالنّسبة لباقي جسده ليُساعده على الجري بسرعة، ومَكان فَتحتي العينين لديه مرتفع في الجُمجمة، وأرجله طويلة، ومُقارنةً بالنّمر فهو أكثر سرعة بمقدار مُعتبر عندما يجري بأقصى طاقته، حيث تصل سرعته إلى حوالي تسعين كيلومتراً في السّاعة.
- يترك النّمر وراءه آثار أقدام دائريّة الشّكل وذات حجم كبير، حيث يترواح قطرها من سبعين إلى تسعين ملليمتراً. أمّا الفهد فإن آثار أقدامه تكون أصغر بقليل، حيث تتراوح من خمسة وستين إلى خمسة وثمانين ملليمتراً، وتظهرُ فيها آثار مخالبه؛ يعودُ السَّببُ في ذلك إلى كون الفهد غير قادرٍ على سحب مخالبه داخل قدمه بالكامل، على العكس من معظم أنواع السنوريّات الأخرى.
- الفهد نحيل أكثر من النّمر، كما أنّه أكثر طولاً من منطقة الظّهر. يُعتَبر الفهد رشيقاً، حيث إن جسمه نحيل جداً من منطقة الخصر، وصدره ضيّق أيضاً. بينما النّمر كبير في الحجم وذو جسد أطول، وله بُنية عضليَّة أضخم بكثير. يتراوحُ وزن الفهد ما بين 35 إلى 72 كيلوغراماً، بينما يمكن أن يتجاوز وزن النّمر 90 كيلوغراماً. كما أنّ الفهد أقصر؛ فطوله من الرّأس إلى حافّة الذّيل 170 إلى 235 سنتيمتراً، بينما النّمر يتراوح من 185 إلى 275 سنتيمتراً.
- يُفضّل الفهد العيش في المناطق المُنخفضة والمُنبسطة، مثل سهول السّافانا المفتوحة، حيث يختبئ بين الأعشاب والحشائش الطويلة ليتربَّص بفرائسه. في المقابل يُفضّل النّمر العيش في الغابات والأحراش الكثيفة إلى حدّ ما، كما يتواجد في البيئات الجبليّة.
- يتسلّل الفهد أولاً نحو فرائسه ومن ثم يندفع نحوها في السّهول المفتوحة، وهو يعتمد على سرعته العالية ليُطاردها ويمسك بها في وَضَح النّهار، حيث يستطيع أن ينتقل من حالة السّكون إلى سُرعة تقارب تسعين كيلومتراً في السّاعة خلال ثوانٍ معدودة، وبالتّالي يستطيع أن يلحق بفريسته ويغرز أنيابه في حنجرتها ليقتلها. من جهة أخرى، تُفضّل النّمور الخروج للصيد تحت جُنح الظّلام، فهي لا تنشط إلى عند حلول اللّيل، وتمتازُ بقدرتها على تسلّق الأشجار وتخبئة ما يتبقّى من صيدها على الأغصان المُرتفعة لتعود لها لاحقاً.