الفرق بين الطهارة والنظافة
الفرق بين الطهارة والنظافة في المفهوم
يعد لفظ الطهارة من الألفاظ المرادفة للنظافة، إلا أن هناك فرقًا بينهما في المفهوم والكيفية؛ فمثلا لفظ الطهارة غالبًا ما يُطلق على ما ينافي العيب، مثل نفي العيب عن شخصٍ معين في أخلاقه أو صفاته، كقول أحد عن شخص: فلان هو شخص طاهر، أي: إن فلان هو حسن الأخلاق والسيرة، أو كوصف المسلم بأنّه شخص طاهر، فهو إذا يستخدم في الأمور المعنوية.
بخلاف لفظ النظافة؛ الذي يستخدم في الأمور الحسيّة، فلفظ النظافة يستخدم لنفي النجاسة عن شيء ما، فإذا كان الشيء خاليًا من القذارة والنجاسة، أُطلق عليه لفظ النظافة، مثال ذلك: كوصف الثوب بأنّه نظيف، أو وصف البيت بأنّه نظيف وغير ذلك، وفيما يأتي بيان الفرق بين الطهارة والنظافة من حيث المفهوم:
تعريف الطهارة
للتفريق بين لفظ الطهارة والنظافة لا بد من بيان الفرق بينهما من خلال توضيح المفاهيم لكل لفظة منهما، وتعريف كل من المصطلحين لغةً واصطلاحًا، وفيما يأتي بيان تعريف الطهارة في اللغةِ والاصطلاح:
- الطهارة لغةً
هي النزاهة والنظافة، وهي عكس النجاسة.
- الطهارة اصطلاحًا
وهي رفع الحدث، وإزالة النجاسة، وهذا ما جاء في تعريفات الفقهاء، حيث عرَّفها الحنفية كذلك، كما وافقهم المالكيّة في ذلك، وعرّفها بعض المالكية بأنّها: صفة حُكمية قائمة بالأعيان التي توجب لموصوفها استباحة، وعرفها الشافعية والحنابلة بأنّها: زوال النجاسة، ورفع الحدث أو فيما معناه.
تعريف النظافة
أما النظافة تختلف في مفهومها عن مفهوم الطهارة في اللغة وفي الاصطلاح، وفيما يأتي تعريف النظافة لغة واصطلاحًا:
- النظافة لغة
هي النقاوة.
- النظافة اصطلاحًا
هي إزالة القذارة والنجاسة الحسيّة ، من الثوب أو البدن أو المكان أو غيره، وهي بمفهومها أشمل وأوسع من الطهارة.
الفرق بين الطهارة والنظافة في المواد المستخدمة
تختلف الطهارة عن النظافة من حيث المواد المستخدمة؛ فالنظافة تصح بأي شيء من المطهرات، ولا يشترط لها الماء، فيمكن حصول النظافة بأي شيء يؤدي الغرض المطلوب من ذلك؛ وهو إزالة النجاسة، فيمكن أن يستخدم لها المناديل المبللة مثلًا، بل وتصح بأي ماء نظيف وغير نجس، وتكون قد أدت إلى إطلاق وصف النظافة، أو كاستخدام الماء الذي تغيّر لونه أو طعمه أو وصفه وغير ذلك.
بينما الطهارة لا تكون إلا بالماء الطاهر المطهّر، وهو الماء الذي لم تتغير به صفات الماء؛ وهي: اللون والطعم والرائحة، وبقي كما خلقه الله -تعالى-، كماء المطر والبحر، ومياه العيون والآبار، فهذا الماء يعد طاهرًا في ذاته ومُطهّر لغيره، لأنّه باقٍ على أصل الخلقة التي خلقه الله -تعالى- عليها، ولم يطرأ عليه أي تغيير.
أما إن كان الماء قد تغيّر وصفٌ من أوصافه؛ كتغيّر لونه أو طعمه أو رائحته، ولم يكن هذا التغيّر بسبب نجاسة، فيكون عندها الماء طاهرًا في نفسه غير مُطهّر لغيره، وهو لا يصحّ استعماله في الطهارة، فلا يؤدي الغرض منها، أما إن خالط الماء شيءٌ من النجاسة، فيصبح عندها الماء نجسًا لا يصلح للطهارة، ولا حتى للنظافة.
الفرق بين الطهارة والنظافة في لزوم النيَّة
من الفروق بين الطهارة والنظافة وجود النيّة، فالطهارة تلزمها نيّة، فهي عملية لرفع الحدث وتأدية العبادة، والعبادة تفتقر دائمًا للنية، بخلاف النظافة؛ فلا يلزم وجود النيّة، وإنما تحصل بمجرد القيام بالفعل.
الفرق بين الطهارة والنظافة في لزومها لصحة العبادات
تختلف الطهارة عن النظافة من حيث تعلّقها بصحة العبادات وعدم صحتها، فالطهارة مما يكون به الحدث الأصغر تكون عن طريق الوضوء، و الطهارة مما يكون به الحدث الأكبر تكون عن طريق الغسل ، فتجب النية فيها لرفع الحدث، ولصحة أداء العبادات كذلك، فمثلا لا يجوز تأدية الصلاة أو الطواف في بيت الله الحرام من غير رفع الحدث الأصغر أو الأكبر؛ لأن الطهارة شرط في صحة العبادات وقبولها.
بخلاف النظافة التي لا يتوقف عليها صحة عمل معين، فالنظافة هي خلق إسلامي رفيع وقويم، وهي من الآداب الإسلامية الفاضلة التي يستحب للمسلم أن يحافظ عليها ويداوم على تطبيقها، ويتحلّى بها في تفاصيل حياته اليومية المختلفة، وهي لا تؤثر أبداً في صحة العبادات وقبولها طالما أن شرط الطهارة متحقق.