الفرق بين الحكماء والفلاسفة
الفرق بين الحكيم والفيلسوف من حيث التعريف
يمكن تعريف الفيلسوف أنه الرجل العاقل المتميز بالحكم السليم على الأمور، وأما الحكيم فهو الرجل الواعي ذو البصيرة والمتميز بالحكمة المقرونة بالخبرة.
وتهتم الفلسفة بالأمور الأساسية الوجودية، والقيم، والمبادئ، والعقل، واللغة، وتديرها بنهج نقدي منظم يعتمد على الحجة المنطقية والعقل، وم ن أبرز الفلاسفة العظماء الذين ابتكروا النظم الفلسفية إيمانويل كانط، وديفيد هيوم، وجورج هيجل، وكارل ماركس.
وكانت الفكرة الأساسية المتفق عليها بين الفلاسفة العظماء أن الحكيم يمكن أن يكون فيلسوفًا، لكن ليس كل فيلسوف يمكنه أن يكون حكيمًا؛ إذ يمارس الحكيم أساليب التنمية الذاتية والسعي لتحقيق التوازن والانسجام والكمال البشري، ويهتم بعلاقة نفسه بالبشر الآخرين، وعلاقة البشر بالنظام الأعظم لكل الأشياء، أما الفيلسوف فيعتقد أنه طالب الحكمة الأبدي، أي الشخص الذي يبحث عن الحقيقة ليقترب منها لكنه في النهاية لا يستطيع الوصول لها بالشكل الكامل، إذ كان ذلك مخصصًا لله فقط.
الفرق بين الحكيم والفيلسوف من حيث آراء العظماء
قال الألماني إيمانويل كانط في التفريق بين الفلاسفة والحكماء: "لا يحتاج الفيلسوف إلى الاتصال بأي شيء أو بأي شخص، ولا يجب أن يكون شخصًا صالحًا أخلاقيًا (كما يفعل القديسون) أو يثبت نفسه كعضو جدير في المجتمع (كما يفعل الحكماء)، وليست شخصية الفيلسوف الأخلاقية معبودة؛ بل تستند مزاياه فقط إلى الجدة والطعن في الحجة التي يقدمها".
وأظهر الفلاسفة اليونانيين نفورًا من الحكماء وحكمتهم واتهموهم بالنفاق، فمثلا كان أفلاطون فخورًا بكونه فيلسوفًا، ووصف الحكماء بأنهم يمتلكون إحساسًا زائفًا بالإلهام الإلهي ويعانون من وهم حول وضعهم الأسطوري، كما وصف أفلاطون الحكيم بأنه شخصية متلاعبة للغاية.
ومن وجهة نظر الفلاسفة، لم يبحث الحكماء عن الحقيقة ولم يهتموا كثيرًا بها؛ مثل نبي كاذب يبحث عن مكان مرتفع يمكن منه أن ينشر آراءه الخاطئة وينشر تعاليمه الخاطئة.
أشهر الحكماء في التاريخ
اشتهر في أوائل القرن السادس قبل الميلاد عددًا من الحكماء بحكمتهم، ومنهم الأسماء الآتية:
- كليوبولوس
يعتقد أن كليوبولوس ابن إيفاغوراس درس الفلسفة في مصر، وكان لديه ابنة اسمها كليوبولينا، اشتهرت بكونها شاعرة، ويقال إن كليوبولوس عاش لسن السبعين، وتميز بقوته وجماله.
- سولون
كان سولون رجل دولة وشاعر، ويُنسب له الفضل في تثبيت الأسس الديمقراطية في أثينا، وكتب سولون الشعر من أجل المتعة في بعض الأحيان، وربما للدعاية الوطنية والدفاع عن إصلاحاته الدستورية.
- شيلون سبارتا
شيلون ابن داماغيتوس، عاش في بدايات القرن السادس قبل الميلاد.
أشهر الفلاسفة في التاريخ
كان للفلاسفة اليونانيين القدماء أثر كبير على تطور الفكر الفلسفي الغربي، ومنهم الأسماء الآتية:
- سقراط (470 - 399 قبل الميلاد)
تميز سقراط بأساليب طرحه وتدريسه فكان يلقي أسئلة تحث على التفكير على طلابه، بدلاً من إلقاء المحاضرات، ومعظم ما وصلنا عن سقراط من حياته أو عمله أتى من تلميذه "أفلاطون".
- أفلاطون (428 - 347 قبل الميلاد)
درس أفلاطون الأخلاق والفضيلة والعدالة وغيرها من الأفكار المتعلقة بالسلوك البشري، على خطى أستاذه سقراط، وأصبح فيما بعد مدرسًا وألهم الفيلسوف اليوناني العظيم الذي تلاه "أرسطو".
- أرسطو (384 - 322 قبل الميلاد)
كان أرسطو مهتمًا بالأخلاق أيضًا مثل أفلاطون، ودرس علومًا مختلفة مثل الفلك وعلم الأحياء والفيزياء، ويُنسب له الفضل في تطوير دراسة المنطق، وتأسيس علم الحيوان في العصر الحديث.