الفرق بين الحب والإعجاب في علم النفس
الفرق بين الحب والإعجاب في علم النفس
هُنالك بعض الفروقات التي تُميّز بين مشاعر الإعجاب والوقوع في الحب، والتي يوضحها علم النفس، وأبرزها ما يأتي:
- عمق الشعور: يتضمن الإعجاب الشعور بالتقدير والاحترام للطرف الآخر والذي يجعله راغباً في الجلوس إلى جانبه ويُفضّل رفقته لكن ليس بمعنى الحاجة الكبيرة التي تجعله غير قادر عن الاستغناء عنه والتي تُميّز مشاعر الحب، حيث إنها أعمق وأقوى بحيث تتخللها رغبةً قويّةً بالاتصال الوطيد بالحبيب والبقاء معه والاشتياق له عند غيابه.
- مقدار الاهتمام بالطرف الآخر: تدفع عاطفة الحب المرء وتُرغمه على التواصل مع حبيبه عن كثب بشكلٍ عميق ومنتظم، بحيث يُقدّر احتياجاته ويهتم لرغباته ويجتهد في إسعاده، بينما يكون الإعجاب أقل اندفاعاً ويقتصر على الانجذاب له وتقديره واحترامه ضمن ضوابط مُعينة، ولا يشترط التواصل معه بشكلٍ دائم أو الحاجة لتلبيّة اهتماماته وتشارك الطرفين رعاية بعضهما البعض.
- ارتباط الإعجاب والحب ببعضهما: قد يكون الإعجاب منفذاً وعاملاً يقود المرء للوقوع في حبّ شريكه لكنه ليش شرطاً أساسيّاً ولا يعني بالضرورة حبه، كما أن الحب لا يشترط الإعجاب بصفات وشخصية الشريك فهو بالنهاية شعور أكثر عمقاً وعظمةً.
- اختلاف طريقة الشعور الداخليّة: يختلف الإعجاب عن مشاعر الحب من حيث سعادة وشغف ولهفة المرء الداخليّة اتجاه الشريك، حيث إن الحب يزرع في المرء سعادةً وبهجةً طويلة الأمد، بينما يعتمد الإعجاب على نوع وصفات الشخصيّة التي يتحلى بها الطرف الآخر، والتي تُساهم في الحفاظ على جودة العلاقة ومقدار سعادة المرء في الانخراط بها.
علامات تُفرّق بين الحب والإعجاب في علم النفس
يُمكن التفريق بين الحب والإعجاب من خلال بعض العلامات التي تدل على كل منهما، ومنها:
علامات الحب
هُنالك الكثير من العلامات الواضحة التي تدل على حبّ المرء للطرف الآخر، ومنها ما يأتي:
- الرغبة بإظهار شخصيّة المرء الحقيقية لحبيبه والكشف عنها بمصداقيّةٍ ووضوحٍ بعيداً عن الخداع أو التصّنع؛ لخلق علاقةٍ صحيّة وتواصل عميق يُقربه منه أكثر.
- تركيز الشخص المُحب على علاقته بحبيبه وعدم التفاته للأشخاص الآخرين المُحيطين به، وهو أمرٌ نابع من شعوره بالحب والالتزام نحوه ورغبته بالحفاظ على علاقتهما.
- شعور المرء بالمسؤوليّة الكبيرة اتجاه شريكه، الأمر الذي يدفعه للعناية به وإسعاده قدر الإمكان وجعله مُرتاحاً ومُطمئناً بجانبه، إضافةً للاجتهاد في بناء الثقة وتوفير الأمان الذي يدعم علاقتهما ويحميها.
علامات الإعجاب
يظهر الإعجاب على المرء من خلال تصرّفاته ومشاعره التي تُترجمها العلامات الآتية:
- شعور المرء بالرضا والاحترام والتقدير اتجاه شخصيّة الشخص الذي أعجب به لسببٍ معيّن، كجماله الخارجي، أو ثرائه وشهرته، وغيرها من الصفات التي تجعل الشخص مُلفتاً للنظر.
- اعتبار الشخص شريكه الذي أعجب به قدوةً حسنة يُحتذى بها، وبالتالي التعلّم منه والعمل على اكتساب الخبرات وتقليده بشكلٍ إيجابي، واستغلاله كمصدرٍ للإلهام وحافزٍ للتقدم والإبداع.
- استخدام مقاييس ومعايير خاصة لتفضيل الشخص الذي أعجب المرء به على الآخرين بناءً على صفاته المميّزة، كتفضيل شخصٍ موهوبٍ وماهر بهوايةٍ ما على الآخر بناءً على مهارته وأدائه المميّز، الأمر الذي يختلف تماماً عن الحب، حيث يرى فيه المرء حبيبه كجوهرةٍ لا تُقدّر بثمنٍ ولا يقارن بغيره.
الحب والإعجاب في علم النفس
يختلف مفهومي الإعجاب والحب في علم النفس، ويُعرّف كل منهما كما يأتي:
الحب في علم النفس
اختلف الفلاسفة في تعريف الحب وتفسيره، فاعتبره البعض أحد أنواع التعلّق بشخصٍ أو بشيءٍ مُعين، فيما عرّفه آخرون على أنه احترام ومودّة وعواطف أخرى عميقة وقويّة اتجاه الحبيب، كما قسمه أحد علماء النفس بناءً على مراحل الوقوع فيه إلى ثلاثة أقسامٍ بحيث تكون بدايته شعوراً بالانجذاب الشديد الذي ينبع من أحاسيس قويّة اتجاه الشريك ولا يُمكن تجاهلها، ثم ينتقل الشخص المُحب للارتباط بشريكه وبذلك تُبنى بينهما علاقة قريبة تتمثل بالتعلّق والشعور بالأمان بوجوده إلى جانبه، والثقة به، والحاجة لقضاء الكثير من الوقت معه، وأخيراً يتوجب على الحبيبين الحفاظ على هذا الحب من خلال الالتزام بالعلاقة والاتصال الإيجابي والتوافق والانسجام بينهما؛ لجعل العلاقة مُتزنةً وناجحةً وضمان استمرارها وحل خلافاتها بشكلٍ وديٍّ وهادئ.
الإعجاب في علم النفس
تُشير عالمة النفس آنا فيلاروبيا إلى أنّ الإعجاب يُمكن أن يكون جزء من الحب، بحيث يتشكّل كخطوةٍ سابقة لمرحلة الوقوع في الحب، من خلال إدراك المرء سلسلة الصفات الجميلة والإيجابيّة التي يتمتع بها شريكه والتي تجعله مُتفرداً ومتميّزاً عن الآخرين، ولكنه شعور يجب أن يكون مُتبادلاً من كلا الطرفين حتى ينمو مع مرور الوقت وتنتج عنه علاقةً صحيحة قد تتحوّل أحياناً إلى حبٍ مُتبادل وحقيقي، مع وجوب التنويه لأمرٍ هام، ألا وهو أن الإعجاب شعور يجب أن يكون داخلياً لا ينتج عن التبعيّة والخضوع في وقتٍ ما تحت تأثير مُعين، حيث إن فقدان إعجاب أحد الطرفين بالآخر قد ينتج عنه الانفصال وانتهاء العلاقة، الأمر الذي يختلف عن علاقة الحب العميقة والصادقة، والتي قد يكون فيها الإعجاب عُنصراً مُساعداً لكنه ليس أساساً ومُقوّماً ضرورياً، حيث إنّ الحب الحقيقي يعتمد على مقوّمات أخرى أهم، ومنها: الاحترام المُتبادل، والتفاهم والتسامح، وغيرها.
نصائح لدعم وتعزيز مشاعر الإعجاب
هُنالك بعض النصائح التي يُمكن اتباعها للحفاظ على إعجاب الطرف الآخر واحترامه وتعزيز العلاقة معه، ومنها ما يأتي:
- احترام المرء لنفسه وحبّ الذات الإيجابيّ الذي يدفعه لتحسين شخصيّته وتقويم سلوكه والعناية بنفسه من الداخل والخارج ليبقى محطاً للإعجاب.
- التواصل الجيّد مع الطرف الآخر والاستماع له، ومُشاركته الحوارات الهادفة التي تجعله يفهمه أكثر ويدعم الصورة الحسنة والجميلة التي بناها له، والعمل على تجاوز وحل سوء الفهم فور حدوثه للحفاظ على العلاقة الجيّدة بين الطرفين.
- الاجتهاد في التغلب على الروتين الممل في العلاقات، الأمر الذي يُساعد على دعمها ونموّها وكسر حاجز الملل وتقريب الأطراف أكثر من خلال ممارسة النشاطات الجديدة التي تُساعدهم على فهم بعضهم أكثر وتعزيز الانسجام بينهم.