الفرق بين التفكير الفلسفي والتفكير الديني
الفرق بين التفكير الفلسفي والتفكير الديني
الفرق الرئيسي بين الدين والفلسفة هو أنّ الدين يقوم على الإيمان والعقيدة الكاملة والخالصة لخالق هذا الكون وأنه المسير والمدبر لأموره كما يعتمد التفكير الديني على المبادئ والقيم وممارسة الشعائر الدينية التي تحفظ الإنسان وتُهذبه، بينما تؤيد الفلسفة فكرة السعي وراء الحكمة من خلال البحث والتفكير المنطقي ولا يتم الالتزام بأي مبادئ حيث يعتمد التفكير الفلسفي على الانضباط الذاتي الأخلاقي، وإذا أردنا المقارنة بين التفكير الفلسفي والتفكير الديني نجد عدة محاور رئيسية تُشكّل وجه الخلاف بينهما وهي كما يلي:
تأدية الشعائر
إنّ تأدية الشعائر والطقوس الدينية أساس للديانات ولا تقوم أي عقيدة بدونها، بينما التفكير الفلسفي لا يؤمن بهذه الشعائر الدينية كجزء من المذهب الفلسفي.
القيم والمبادئ الإرشادية
تعتمد الفلسفة على المبادئ القائمة على التفكير المنطقي والعقلاني بينما يقوم التفكير الديني على المبادئ الدينية والإيمان المطلق الذي لا جدال فيه.
قوة العقيدة
يتميز التفكير الديني بقوة العقيدة والمبادئ التي يقوم عليها مما يؤدي إلى تماسك المجتمع الديني على عكس المبادئ الفلسفية التي تكون قوتها محدودة نسبياً.
إجابات الأسئلة الأساسية
في المذاهب الدينية يكون هناك إجابات محددة فيما يتعلق بفكرة وجود الإنسان بينما التفكير الفلسفي يشجع على البحث للاستدلال والوصول إلى نتائج منطقية.
الإيمان بالمقدسات
إن التفكير الديني على عكس التفكير الفلسفي يؤمن بأنّ هذا الكون له خالق وأنّ المقدسات الدينية لها حُرمتها التي يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها.
العلاقة بين الفلسفة والدين
على الرغم من الاختلاف بين الفلسفة والدين في الهدف، والمواقف، والأساليب، والمشاكل، وأثر كل منها على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى الطريقة التي يتم الوصول فيها للاستنتاجات إلا أنهما متكاملان حيث تساعد الفلسفة في تطوير الدين وتفسير فرضياته، بالإضافة إلى شرحه مما يساعد في فهم الدين بشكل أسهل.
كما يساعد الدين على توسيع نطاق التفكير الفلسفي حيث يوفر البيانات الدينية ويكمل التفسير الفلسفي للحياة، ويشترك الفلسفة والدين في أنّ كلاهما يدعو على التفاؤل ويرتبط كل منهما بالنظرية والتطبيق، وينبغي أن تساعدنا الفلسفة على تقوية عقيدتنا حيث يعتقد البعض أنّ الفلسفة قد تؤدي إلى زعزعة الدين وقد تدفع البعض للإلحاد، لذلك يجب أن نحرص أن تكون مرجعيتنا الدينية قوية وواسعة وعندها يساعد التعمق في الفلسفة على تقوية العقيدة على أساس فكري مما يخفف من الحيرة والشك.