الغزو الفكري في التعليم
الغزو الفكري في التعليم
لم يعد الغزو كما الماضي على شكل جيوش هجومية مسلحة تقتحم بها الحدود وتقطع المسافات والبلاد لتصل إلى منطقة العدو، إنما انقسم إلى طرق متعددة ليست بحاجة لا لأسلحة حربية ولا بنادق ولا حتى قطع مسافات طويلة لاحتلال شعب ما أو السيطرة عليه.
الغزو
هو احتلال الدول العظمى أو الدول الأقوى لمنطقة أو بلد معين أضعف، وإخضاعه تحت سيطرته وحكمه، كما تقوم تلك الدول أو الجيوش القوية بغزو الشعوب من خلال الإعداد للغزو وحشد القوات ثم الهجوم مع ضمان التفوق السياسي والتفوق في العتاد وقوة الموارد المالية والبشرية، حيث يفقد الشعب المحتل حقه في الأمن والأمان واتخاذ القرارات ويتم عرقلة التعليم والاقتصاد وينتشر الخوف والهلع، وهنالك عدة أنواع أخرى للغزو لا تعتمد على الأسلحة أو الاقتحام تنقسم إلى كل من:
- الغزو الثقافي .
- الغزو الفكري.
- الغزو في التعليم.
- الغزو الاقتصادي.
- الغزو الاجتماعي.
الغزو الفكري في التعليم
الغزو الفكري يشمل العديد من المفاهيم وأنواع غزوٍ أخرى، من ضمنها الغزو في التعليم وهو سيطرة الدول القوية على المناهج الدراسية الخاصة بالدول الأضعف ومراقبتها والإطلاع عليها قبل نشرها، حيث تقوم بدس الأفكار الخارجية والأجنبية عن ثقافة ودين وعادات وتقاليد الدول الأضعف وإزالة الأمور البطولية المتعلقة بهم والعبث بتاريخهم وتقاليدهم وأصول دينهم بما يلائم تلك الدول المسيطرة.
وإظهارها بشكل صائب قوي وبطولي وأنها احتلتها لتنقذها مما كانت فيه، وجعل أجيالها مهشمة التاريخ جاهلة بماضيهم الحقيقي وسِيَرِ أبطالهم، وبرمجة عقولهم على أن تلك الشعوب القوية هي المسيطرة على العالم وتفعل الأفضل لمصلحة الجميع، فيكبر الصغار وهم يوقنون في قرارة أنفسهم نتيجة دراستهم أنهم شعوب تابعة ضعيفة ما لها باليد حيلة إلا أن تنتظر الدول المسيطرة لإنقاذها.
ولا يحق لها الإستقلالية في استخدام جيوشها ولا اقتصادها ولا الأمر أو النهي، تصبح شعوبًا مستسلمة وترى أعداء الدول المسيطرة على أنها أعداءها أيضًا؛ لأنهم من خلال دراستهم تم تلقينهم أن تلك الدول هي العدو الحقيقي الذي يجب مجابهته وبغضه رغم جهلهم بالحقيقة التي ربما تناقض ما تم تصويره لهم.
كيف يؤثر هذا الغزو على الأجيال؟
وذلك فيما يأتي:
- تكوين الشخصية والأفكار والتصورات والتقاليد.
- اتباع العادات الغربية الدخيلة.
- البعد الديني الناجم عن قلة المعرفة.
- ضعف الشخصية والخوف من اتخاذ القرارات.
- عدم التفكير في الإبتكار والاختراع والتطوير.
- الفرقة والتباعد الاجتماعي فكل شخص مشغول بتأمين حاجياته دون التفكير بالآخرين.
- قلة التفكير بالتطوير والتنمية الفكرية والمواجهة أو التخطيط فلا شيء يشغل الفرد سوى تأمين غذاء ليأكل ومسكن لينام.
- الخضوع والاستسلام .
- فقدان الحمية الدينية والثقافية والتاريخية.
- عدم تحمل المسؤولية خاصة مسؤولية الإصلاح والنهضة ورميها على الآخرين.
- الشك والابتعاد عن كل ما يذكره بأصوله والتنكر له.
وهذه الأمور تؤثر بشكل سلبي على الشعوب المحتلة فتصبح نسخة من المحتل لكنها نسخة مشوهة ومهمشة لا تنتمي إلى ذاتها ولا تعلم عن تاريخها شيئًأ، فالشعوب المنتصرة من تكتب التاريخ وتنقله للأجيال بنظرتهم الخاصة أو المزيفة، مما يسهل عليهم توسيع نفوذ سيطرتهم وبناء جيش من المسوخ التابعة لهم بإرادتهم الخاصة.