العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي
العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي
يُعد التعليم عاملًا مهمًا في بناء وتنمية الموارد البشرية، وقد يؤدي الانحلال في التعليم إلى تدني احترام الطفل لذاته بسبب ضعف أدائه الدراسي، كما يُسبب ضغوطًا على والديه، وهناك بالطبع العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التحصيل الدراسي ، وفيما يأتي تفصيل لأبرز العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي لدى الطلاب:
الصحة
لا يتعرض الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة للكثير من المشاكل المدرسية، وإن أداءهم أفضل من الطلاب الذين يعانون من تدهور في صحتهم، فقد يكون ضعف الصحة عند الأطفال سببًا في التشتت الإدراكي وضعف التركيز، كذلك قد تكون الصحة سببًا للحصول على درجات منخفضة وزيادة احتمالية الرسوب والفشل الدراسي.
وقد تطور مفهوم علاقة الصحة مع التحصيل الدراسي، والتركيز في السنوات الأخيرة على تحقيق الرفاهية من خلال توفير خدمات تعليمية منافسة، وبيئات تعليمية صحية، وسياسات داعمة وتوفير خدمات تقلل من الضعف الموجود لدى الطلبة، إضافةً إلى وضع خدمات وأسس صحية تُعزز من معايير أنماط الحياة الصحية لدى الطلاب، من خلال دراسة العلاقة بين الصحة والتحصيل وإيجاد تدخلات صحية فعالة للتأثير على الأداء الدراسي.
الذكاء والقدرات الذهنية
تحدد كفاءة الأداء الدراسي لدى الأطفال وتقاس نسبة ذكائهم من خلال اختبارات قياسية مصممة لقياس الذكاء الإنساني تُعرف باسم اختبار الذكاء (IQ)، ويُعد هذا الاختبار ذو أهمية كبيرة جدًا للصحة العامة، لما له من دور في تحديد الأداء الدراسي والوضع الصحي المستقبلي والحالة الاجتماعية للطالب.
وقد أجريت دراسة تربط بين اختبار الذكاء وبين أداء الأطفال الأكاديمي، بعد جمع جميع بياناتهم الأساسية؛ مثل العمر، والجنس، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، وعدد أفراد الأسرة ضمن المرحلة التعليمية، وقد شملت الدراسة 1122 طالبًا تتراوح أعمارهم ما بين 6-12 سنة، وكان يتمتع 54 -58.8% منهم بمستوى ذكاء مثالي أو عالي، وقد لوحظ من هذه الدراسة أن العوامل التي تسبب في التمتع بمعدل ذكاء عالٍ كانت في الأشخاص الذين ينحدرون من عائلة يقل عدد أفرادها عن 4، ويدرسون في مدرسة خاصة ووضعهم الاجتماعي ممتاز، ومن هنا توصل الخبراء إلى أن تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتقليل عدد أفراد الأسرة يؤثر كثيرًا على معدل الأداء الاكاديمي.
صعوبات التعلم
تؤثر صعوبات التعلم على الطالب في العديد من الجوانب، فهي تتسبب في ضعف الأداء الأكاديمي، مما يمهد الطريق للمعاناة الطفل من الاضطرابات العاطفية، التي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل في التصور الاجتماعي لدى الطلاب، بحيث من الممكن ألا يجد الطالب قبول له من قبل أقرانه، وقد تؤدي أيضًا هذه الصعوبات إلى حدوث مشاكل خارج إطار الفصل الدراسي بين عائلته وأصدقائه الآخرين.
قصور الانتباه وفرط الحركة
إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه مرتبط كثيرًا بأدائه الأكاديمي الضعيف، وذلك لأنّه يؤدي إلى ضعف في القراءة والحصول على درجات متدنية في الاختبارات المعيارية، وتُسبب زيادة في استخدام مرافق الخدمات المدرسية، وتعرض الطفل للاحتجاز أو الطرد، وكل هذه عوامل لحصوله على معدل منخفض عند التخرج، ولذلك يجب علاج الأطفال الذين شخصوا بالإصابة باضطراب فرط الحركة ، وإدارة وتنظيم سلوكهم للتخفيف من الأعراض لديهم، ثم يجب وضع تدخلات صحية وتعليمية لتُحسن من أدائهم ونتائجهم الأكاديمية.
الصحة النفسية
توصل الخبراء من خلال إجراء العديد من الأبحاث على أطفال استراليين بأنّ الصحة العقلية السليمة والإيجابية التي تشمل الازدهار والرفاهية والكفاءة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأداء الأكاديمي المتفوق، وقد حللت الأبحاث النزوع أو الميل الطبيعي لدى الاطفال ومدى تأثيره على النتائج الأكاديمية، لذلك يجب البحث عن نتائج الصحة النفسية الإيجابية، ووضع تدخلات مستقبلية للتأثير عليها والزيادة منها في المراحل الأولى من فترة التعليم، والتقليل من العوامل السلبية المؤثرة في الصحة النفسية .
البيئة
تؤثر طبيعة البيئة على الأداء الأكاديمي للطالب بنسبة 25%، فالبيئة بما توفره من إمدادات وأدوات مناسبة، وإضاءة جيدة، ونظافة ممتازة، وألوان جذابة، وكيفية تنظيم الفصل الدراسي، كلها تُحفز وتشجع الطالب على التعليم مما يؤثر على تحصيله الدراسي، وعلى النقيض من ذلك، فإن الغرف المزدحمة بعدد طلاب كبير وغير منظمة تؤثر سلبًا على أداء الطالب وتعلمه، إذ إنّ كل طالب يحتاج إلى مساحة خاصة به تتراوح بين 0.6 - 1.22 متر لكي يشعر بالراحة ويتمكن من تحقيق أقصى استفادة من بيئة التعلم المحيطة به، إضافةً إلى تحفيز دوافع الطفل الدراسية وإشعاره بأهمية دوره في تمكين وتنمية المجتمع من خلال إشراكه في تهيئة البيئة التعليمية المناسبة من خلال الأنشطة الصفية المختلفة.
التغذية
تزيد التغذية الصحية من قدرة الطفل على التعلم وتحسن من طبيعة سلوكه، وتُقلل أيضًا من حالات التغيب عن مدرسته، وتؤدي إلى تخفيف حدوث أي مشاكل أو اضطرابات في الفصل الدراسي، فمن المعروف أن التغذية تحسن من وظائف الدماغ ومن القدرة العقلية لدى الطفل، فعلى سبيل المثال يُسبب نقص الحديد في عمر مبكر عند الطفل ضعفًا في الإدراك، كما يسبب نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأخرى مثل اليود والزنك وفيتامين هـ وغيرها ضعفًا في التركيز ونشاط القدرات العقلية لديه، كما يوفر النظام الغذائي الصحي بيئة تعليمية أفضل للطلاب، فالنظام المتوازن الذي يشمل البروتين والدهون والكربوهيدرات المعقدة والألياف يُحسن من سلوك الطالب الاجتماعي ويقلل من الاضطرابات لديه مما يخلق بيئة تعليمية هادئة وسليمة.
نصائح لرفع مستوى التحصيل الدراسي
فيما يلي بعض النصائح لرفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة :
- يجب حث أولياء الأمور على المساعدة في تعليم أبنائهم، ومشاركتهم في ممارسة أنشطتهم وتشجيعهم على ذلك.
- توجيه الطلاب وإرشادهم للأساليب والطرق التعليمية السليمة، إذ إنّ هناك الكثير من الطلاب الذين يبذلون جهدهم دون فائدة وذلك لاتباعهم أساليب غير صحيحة في الدراسة.
- تكوين علاقات ودية بين الطلاب ومعلميهم بعيدة عن العنف والتخويف.
- تحليل درجات الطلاب باستمرار للتعرف على نقاط ضعفهم ودعمهم ومساعدتهم على تخطيها.
- حث الطالب على الذهاب باستمرار إلى المرشد النفسي لمساعدته على تخطي أي مشكلات قد يواجهها.
الخلاصة
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل، والتي يجب التعرف عليها وتقييمها باستمرار وإيجاد الحلول المناسبة لعلاجها ليتمكن الطفل من تحسين قدراته والحصول على أعلى درجات الأداء في الفصل الدراسي، وتشمل هذه العوامل المشكلات الصحية والعقلية، والنظام الغذائي المتبع، والاضطرابات النفسية، والإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه، وطبيعة البيئة المدرسية، ووجود صعوبات التعلم، ومعدل الذكاء والقدرات الذهنية.