العالم فرويد
العالم فرويد
يعتبر العالم فرويد من أشهر العلماء في مجال علم النفس والأعصاب، حيث يعدّ من رواد وعظماء التحليل النفسي، واسمه الحقيقي سيغيسموند شلومو فرويد المولود في السادس من مايوعام 1856، والمتوفي في الثالث والعشرين من سبتمبرعام 1993، وهو نمساوي الجنسيّة من عروق وأصول يهودية، حيث اختص بدراسة الطب العصبي والتفكير الحر، وهو أوّل من وضع علم التحليل النفسي وعلم النفس الحديث، واشتهر بوضع نظريات العقل واللاواعي، إضافة لآلية الدفاع عن القمع ووضع الممارسة السريريّة في التحليل النفسيّ لمعالجة الأمراض النفسيّة من خلال النقاش والحوار بين المريض والمحلّل النفسيّ، كما اشتهر بتقنية لوضع العديد من التقنيات العلاجيّة، والتي كان أهمها استخدام تقنية تكوين الجمعيات وحلقات العلاج النفسيّ ، ونظريته الفرويديّة من التحوّل في العلاقة العلاجيّة، وتفسير الأحلام كمصادر للنظرة الثاقبة عن رغبات اللاوعي، وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح لمحة عن حياة العالم فرويد، إضافة إلى ذكر أهمّ ما قام بالتوصل إليه من نظريات نفسية.
حياة فرويد
ولد العالم النمساويّ فرويد في عائلة منتمية إلى الدين اليهودي في بلدة اسمها بريبور الواقعة في منطقة مورافيا التي كانت تابعة وقتها للإمبراطورية النمساوية ، والتي أصبحت الآن جزءاً من جمهورية التشيك الأوروبية، كان والده المدعو جاكوب تاجراً للصوف معروفاً بالتسلّط وصرامة الطبع، متزوجاً لثلاث نساء، حيث أنجب من الأولى والثانية طفلين، أما فرويد فقد كانت أمه أمالي الزوجة الثالثة لأبيه، وقام بإنجابه عندما كان في الواحد والأربعين من عمره، وقد كان فرويد الابن الأول من ثمانية أشقاء آخرين، وبسبب ذكائه الحاد، فضله والداه على بقية إخوته في المراحل المبكرة من طفولته، فبالرغم من فقرهم نتيجة للضيق الإقتصادي في وقتها، إلا أنهم فعلوا كل ما باستطاعتهم من أجل توفير فرصة التعليم الجيد لفرويد، وفي عام 1857، خسر والد فرويد جميع أرباح التجارية ، واضطرت العائلة وقتها إلى الانتقال لولاية لايبزيغ، ثم انتقلت بعدها إلى مدينة فيينا من أجل ضمان الاستقرارفيها، وفي عام 1865، قام سيغموند بالالتحاق في مدرسة كومونال ريل جيمنازيوم وهي من أقوى المدارس القائمة في حي ليوبولدشتات ذي الأغلبية اليهوديّة وقتها، وعرف فرويد حينها بالتفوّق والذكاء ، وكان تخريجه منها في عام 1873 مع درجة الشرف، ثم قام فرويد بعد تخريجه بالتخطيط لدراسة القانون، لكن بدلاً من ذلك قام بالالتحاق بكلية الطب التابعة لجامعة فيينا من أجل الدراسة تحت إشراف البروفسورالدارويني كارل كلاوس.
نظرية فرويد في التحليل النفسي
كان العالم فرويد أوّل من وضع نظرية التحليل النفسي وقام بإنشاء مدرسة متخصصة بهذا الشأن، والأمر الذي ساعده في ذلك كونه طبيباً سابقاً في مجال الأعصاب، ومتخصصاً بشكل كافٍ في تشريح الأدمغة وبيان مكوناتها وطرق معالجتها بمختلف العقاقير الطبية، ومن الجدي بالذكر أن شهرة هذا العالم قد اتسعت بشكل بارز بعد الحرب العالميّة الثانية ، وأصبح ينظر إليه بأنه أعظم مكتشفي العالم الداخلي للإنسان والذي أطلق عليه اسم "العقل الباطني"، وقام بتشبيهه بالبئر المليء بالذكريات والأحاسيس والمشاعر الجياشة التي تنازع غرائز الإنسان، ولهذا العالم عدد من النظريات التي تتعلق بطبيعة الغرائز البشرية وطبيعة الجنس البشريّ، وفيما يتعلق بخصوص نظريته في التحليل النفسي، فهي نظرية ذو طابع بيولوجي، وهو في نظريته هذه يرى بأنالطفل يولد وهو مزوّد بكمّ كبير من الطاقة الغريزيّة التي أساسها الجنس والميل نحو العنف، وقد سماها باسم "اللبيدو" أي الطاقة، وهذه الطاقة تصارع المجتمع وتصطدم به، وبناءً على هذا الاصطدام ينتج الشكل النهائي لصورة الشخصية النهائية، حيث يقول فرويد في كتاباته: "إنّ الطاقة الغريزية التي يولد الطفل مزوداً بها تمر بأدوار محددة بحياته، كما أنّ النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة إلى أخرى، ولكن نوع وطبيعة المواقف التي يمرّ بها هي التي تحدّد النتاج السيكولوجي لهذه المراحل".
وفاة سيجموند فرويد
في عام 1938، فَرَّ فرويد هاربًا من النمسا بعد الاحتلال النازي لها. وكان النازيون قد قاموا بإحراق جميع كتبه عام 1933، وحينها قال مُتهكمًا: "أيُّ تَقدُّمٍ قد أحرزناه؟! في العصور الوسطى كانوا سيقومون بإحراقي، أما الآن فهم راضون عن إحراق كتبي!". مات فرويد مُنتحرًا بإنجلترا في 23 سبتمبر، عام 1939 عن عُمرٍ يُناهز 83 عامًا، بعدما طلب من طبيبه جرعة قاتلة من المورفين، نتيجة لصراعه الطويل والأليم مع مرض سرطان الفم .