العالم جوزيف ليستر (طبيب بريطاني)
جوزيف ليستر (Joseph Lister) هو طبيب جرّاح وعالم طبّيّ بريطانيّ ورائد في الطب الوقائيّ ، ويُعتبر مؤسسًا للطب القائم على المطهرات الذي يقوم على مبدأ أنّ البكتيريا يجب ألا تدخل إلى جرح العملية أبدًا، ولا يزال من أسس الجراحة حتّى يومنا هذا.
من هو العالم جوزيف ليستر؟
وُلِد جوزيف ليستر يوم 5-4-1827 في عائلة كويكر في إسكس في إنجلترا، وكان والده يعمل بائع سجائر، كما كان ليستر مهتمًا بعلم البصريات ، حيثُ إنّه لعب دورًا هامًا في تحسين أداء المجاهر.
الحياة العلمية والعملية لجوزيف ليستر
الحياة العلمية لجوزيف ليستر
قام كلّ من والديه بدور نشط وهامّ في تعليمه، حيثُ ساعده والده في تعلّم التاريخ الطبيعيّ وكيفية استخدام المجهر، كما ركّز أثناء دراسته على مواضيع التاريخ الطبيعيّ والعلوم، وبعدها أصبح مهتمًا بعلم التشريح المقارن، وقبل عيد ميلاده السادس عشر قرر جوزيف ليستر امتهان الجراحة.
ويُمكن تلخيص الحياة التّعليميّة والعمليّة للطبيب جوزيف ليستر في الخطّ الزمنيّ الآتي:
- أنهى جوزيف دورة آداب في جامعة كليّة لندن، ثمّ التحق بكليّة العلوم الطبيّة في نفس الجامعة في عام 1848م.
- تخرَّج في عام 1852م بشهادة بكالوريوس في الطب مع مرتبة الشرف، وفي نفس العام أصبح زميلاً للكليّة الملكيّة للجراحين وجراحاً مقيماً في مستشفى الكلية الجامعيّة.
- ذهب جوزيف عام 1853م في زيارة إلى إدنبره، وعُيّن هناك كمساعد لجيمس سيمي الذي كان أعظم مدرس جراحيّ في عصره.
- عُيّن جوزيف جراحاً في مستشفى إدنبرة الملكيّ في عام 1856م، كما تزوج أغنيس سيمي ابنة جيمس سيمي في نفس العام.
- انضم ليستر إلى الكنيسة الأسقفيّة الاسكتلنديّة، حيثُ كان رجلاً شديد التدين، وعلى الرغم من عدم إنجابه للأطفال فقد كان زواجه سعيداً، وأصبحت بفضله زوجته أغنيس شريكةً له في العمل في المختبر.
الحياة العملية لجوزيف ليستر
تظهر إنجازات الطبيب ليستر في المجا لالطبيّ على النحو الآتي:
استخدام مُطهّر حمض الكاربوليك
كان جوزيف ليستر على علم بأنّ عدد الوفيات بعد العمليات الجراحيّة لم يكن بسبب فشل العملية نفسها، ولكن بسبب العوامل المؤثرة التي تحدث بعد العملية، ونظرًا لإصابة العديد من الأشخاص من الأشخاص بالحمى بعد الجراحة، تسائل ليستر عمّا يمكن أن يكون سبباً لهذا الأمر.
درس ليستر السبب تفصيلًا وأجرى مقارنةً بين المرضى الذين أصيبوا بكسور بسيطة والمرضى الذي أصيبوا بكسور مركبة، حيثُ وجد أنّ العدوى التي تصيبهم قادمة من مصدر خارجيّ، وذلك لأنّها تُصيب فقط الأشخاص الذين لديهم جروح مفتوحة مقارنة مع الأشخاص الذين لا يوجد لديهم أيّ جروح خارجيّة.
بدأ ليستر بإضافة قواعد وممارسات للنظافة العامة قبل إجراء أيّ عملية، مثل التأكّد من نظافة يديه وملابسه والمعدات التي تُجرى العملية الجراحيّة باستخدامها في الوقت الذي كان من الشائع أن يتجوّل الأطباء مغطيين بالدم، وذلك لأنّ هذا كان بمثابة رمز لمكانتهم.
تأكّد ليستر من أنّ حمض الكاربوليك الذي يعتبر من المطهّرات الفعّالة آمن للاستخدام على الجسد البشريّ، وقد يكون حلاً وإجراءً مناسبًا لتطهير كافة الأدوات الطبيّة، حيثُ بدأ باستخدامه لغسل يديه والأدوات التي يستخدمها قبل إجراء أيّ عملية جراحيّة، كما استخدم قطعة من القماش المشبع بالحمض لتغطية جروح مرضاه، وتعليم الممرضين كيفية تعقيم الجرح .
ابتكار آلة رشّ المُطهرات
ابتكر ليستر آلة لرش الهواء بحمض الكاربوليك للتخلص من الجراثيم المحمولة بالهواء، وانطلاقًا من هذا المبدأ بدأ يُحسّن من التقنيات التي يستخدمها حتّى أصبح لديه أدلة كافية على أنّ كلّ الأمور التي فعلها كانت ناجحة وفعّالة، واستمر بنشر اكتشافاته في مجلة لانسيت الطبيّة.
استغرق الأمر 12 عاماً قبل أن تلقى فكرة جوزيف ليستر قبولاً واسعاً، حيثُ قام العديد من الأطباء بتطبيقها مما أدّى إلى انخفاض معدّل الوفيات الناجمة عن العدوى بعد الجراحة كثيرًا، وبحلول عام 1879م، حظيت نتائجه بقبول واسع النطاق في جميع أنحاء العالم.
وفاة جوزيف لستر
توفي جوزيف ليستر يوم 10/2/1912 عن عمر يناهز 85 عامًا، وبقيت أفكاره قائمة وطوّرت بشكل كبير إلى أن وصلت إلى آليات تعقيم غرف العمليات التي نعرفها اليوم، وذلك بالإبقاء على الأدوات داخل الغرفة وتعقيمها قبل وبعد كلّ عملية جراحيّة.