الطبيعة في العصر الأندلسي
نبذة عن بداية نشأة الحضارة الأندلسية
عرفت الحضارة الأندلسية وشكلت في عهد الدولة الأموية تحديدا في عصر الخليفة الوليد بن عبد الملك، فحكمها المسلمون منذ عام 93 للهجرة إلى عام 897 للهجرة، أي ما يقارب ال 800 عام وأكثر قليلا، وإنَ تكون الحضارة ونشأتها وازدهارها كان حيث حكم الإسلام بها؛ نظرا لأن هذا الازدهار لا يتم إلا تحت حكم قوي ورصين.
فقد تطورت بعد ذلك بالعلوم وبرز فيها الكثير من أمثال العالم عباس بن فرناس والعالم وزرياب صاحب ازدهار فن الموسيقى الأندلسية، فاهتموا بالتعليم والعلم والمعارف الكثيرة، فانتشر المكتبات وازدهرت، فهي أكبر دليل على مدى اهتمام الإسلام في العلم والمعرفة.
الطبيعة في العصر الأندلسي
عندما نبدأ بالتحدث عن الطبيعة الأندلسية هذا يؤدي لحديثنا عن التصورات الكونية التي كانت في ذلك العصر من اللون الأخضر إلى الألوان الزاهية الأخرى التي تعكس الروح الرغبة في وصفها، لتشكل لنا لوحة فنية بتصورات دقيقة نستطيع من خلالها أن نرسم للقارئ الصورة حتى مخيلته.
فيستطيع سماع الأصوات الحية؛ من عيون ماء إلى هديل الحمام والعصافير، فهذه الصورة الحية شجعت شعراء الأندلس ليتجهوا إلى نوع شعري جديد وهو شعر الطبيعة ، فيبدأ بوصف تلك المشاهد الفنية لتشكل صورة الطبيعية الخلابة في ذلك العصر.
خصائص الطبيعة في العصر الأندلسي
إن الكتاب في ذلك العصر اتجهوا لرسم المعالم الطبيعية للحياة في العصر الأندلسي نظرا لما أعطى الله الأندلس م ن طبيعة خضراء خلابة تسرالأعين فكانت من أكثر البلاد العربية جمالا فمن أبرز خصائصها؛ أنها أعطت الطبيعة راحة نفسية لأنها تركت في نفوسهم طاقة كبيرة من الإيجابية، لا يوجد إنسان يعيش في هذه الطبيعة إلا أنه يحصل على الراحة.
إن شعر الطبيعة الخاص بهذا العصر كان مرآة تعكس الحياة الواقعية الطبيعية للعصر الأندلسي، تميزت بالطبيعة الصناعية وأقصد البرك المائية والنوافير والقصور، وكانت تعتبر الطبيعة الأندلسية الملاذ الآمن الذي يحضن الناس لبث همومهم وأوجاعهم وأحزانهم بالرغم من طغي جانب الفرح والراحة عندهم، كانت الطبيعة تشكل الرفاهية لنفوس الناس فكانوا يعقدون مجالسهم في أحضانها.
إن الطبيعة شبهها الشعراء الأندلسيين بالمرأة فعدوها من محاسن الطبيعة إذ صوروا الورود كخدود المرأة الأندلسية ووصفوا قصب السكر قدودا وأيضا شبهوها بالشمس والجنة.
البواعث النفسية للطبيعة الأندلسية
عند ازدهار الدولة الأندلسية فوسع نطاقها فشمل جميع أنواع مناحي الحياة فيها، فهذا سبب لجعل الناس يرفهون عن أنفسهم لعدم وجود عائق لذلك فتطورت المجالات الثقافية والحضارية، أيضا إن الحضارة العربية كان لها دور في الاهتمام في الجانب الطبيعي الخلاب من عناية واهتمام، وإن الله تعالى أعطى الأندلس مناخا معتدلاً، وأيضا جوها لطيف وفي معظم أيام السنة اسقاها المطر بغزارة .
فكانت الأنهار كثيرة والينابيع والجداول كل ذلك من أسباب طبيعة الأندلس الساحرة فأصبحت حديقة واسعة مشهورة بالجبال الخضراء والسهول الشاسعة، أيضا إن الأندلسيين لم يجلسوا فقط وينظروا إلى ما أعطاهم إياه الله بل نظموا ونسقوا أبنيتهم وإعمار بلادهم، فحينها أصبحت هناك منافسة بين الخلفاء والأُمراء لبناء المدن وتشييد القصور وتخطيط البساتين والرياض، فلقد وصفها لسان الدين الخطيب بوصفه الدقيق للجمال الطبيعي الذي وهبهم الله إياه.
كان الناس ينغمسون ويلهون في خمرهم وحبهم فكان أثرها على عقول الأندلسيين كبير فازدهر حينها شعر الطبيعة إذ اعتبروها مسرحًا لحياتهم.
وصف مظاهر الطبيعة في حياة العصر الأندلسي
إن الشعر في العصر الأندلسي الذي يندرج تحت مسمى الشعر الطبيعي كان يعكس وكأنه مرآة عن شدة تعلق الأندلسيين بالطبيعة وكانوا يفضلونها دائما، فكان التواصل بينهم وبين الطبيعة اتصال وطيد فامتزجت القصائد بالطبيعة بل إنها خلقت في وسط البيئة الطبيعية، فبعض الشعراء كانوا يرونها كائناً حياً يحادثونه ويتبادلوا أطراف الحديث معه ويلجأون إليها في أفراحهم ومآسيهم.
وأيضا كانوا الشعراء يتصفون من خلال شعرهم فنلاحظ دقة وصفهم لأصغر تفصيل بطبيعتهم؛ فعند قراءة شعر الطبيعة تشعر وكأنك تجلس في وسط أشجارها وبديعها الخلاب وتسمع أصوات الينابيع وأصوات الكائنات فيها وألوان العصافير وكأنها أمامك حية وليست أبيات شعر تقرأها فهذا من أسباب تأثيرها النفسي عليهم فنجد شعر الطبيعة الأندلسي من أكثر الشعر يتسم بالدقة والبديع.