الصحابي جرير بن عبد الله
نسب الصحابي جرير ولقبه
هو الصحابي جرير بن عبدالله البجلي الأحمسي اليمني، كان يتمتّع هذا الصحابي بوجهٍ جميل، وكان طوله يصل إلى سنام البعير، وكان نعله ذراعاً، وكان يقول له رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- عندما يراه: على وجهك مسحة ملك، وكان يقول عمر بن الخطاب - رضيَ الله عنه-: جرير يوسف هذه الأمة، فلقّب بهذا اللّقب من بديع جماله، وشدة وسامته.
إسلام الصحابي جرير
لم يكن الصحابي الجليل جرير -رضيَ الله عنه- من السابقين الذين دخلوا الإسلام كما هو كثير من الصحابة-رضي الله عنهم-، حيث أنّه أسلم قبل حجّة الوداع أي في السنة العاشرة من الهجرة،، وقد قيل إنّه أسلم قبل وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأربعين يوماً.
جهاد الصحابي جرير ومواقفه في الإسلام
لم ينال الصحابي جرير شرف الجهاد مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا أنّه حظي بمنزلةٍ عند رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- فأوكل إليه بعض الأعمال، وكان له مواقف عظيمة بعد وفاة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم، فمن أبرز مواقف الصحابي جرير في حياة الرسول وجهاده بعد وفاة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- ما يأتي:
- هدم ذي الخلصة، حيث أرسله الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- لهدم ذي الخلصة وهي أصنام تقع بين مكة واليمن، فإرسال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- لهدم هذه الأصنام دليلاً واضحاً على ثقته بإيمان الصحابي جرير-رضيَ الله عنه-، ودليلاً على تخلّي جرير-رضيَ الله عنه- عن عقيدته أيام الجاهليّة، وتمسّكه بدين الإسلام.
- بعث الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- جريراً -رضيَ الله عنه- إلى ذي الكلاع بن ناكور، وذي عمرو باليمن ليدعوهما إلى الإسلام، حيث أسلموا، وقد أسلمت ضريبة بنت أبرهة امرأة ذي الكلاع.
- كان له موقف في ردّة أهل اليمن في عهد أبي بكر الصديق -رضيَ الله عنه-، حيث إنّه بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عاد جرير إلى المدينة وأخبر أبا بكر بارتداد أهل اليمن، فقام أبو بكر بإرساله إلى بجيلة قومه؛ حتى يستنفرهم لقتال من ارتدّ عن الإسلام.
- شارك في قبض الجزية، حيث كان عاملاً عند خالد بن الوليد- رضيَ الله عنه-.
- شارك في معركة الصيخ، والتي كانت بقيادة خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- حيث قتل عبد العزى بن قرواش ولم يكن يعلم بإسلامه ولا بالوثيقة التي معه.
- كان جرير -رضيَ الله عنه- من الذي اصطحبهم خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- معه إلى بلاد الشام، فشارك بجميع المعارك التي حصلت في الطريق.
- شارك في معركة اليرموك في السنة الثالثة عشر للهجرة.
- عندما عاد من بلاد الشام ليبشّر المسلمين بانتصارهم كان أبو بكر قد فارق الحياة ، وكان عمر بن الخطاب_-رضيَ الله عنهما- هو الخليفة فأرسله إلى العراق مع قومه بجيلة.
- شارك في معركة البويب فانتصر المسلمون على الفرس انتصاراً عظيما.
- شارك في معركة القادسية تحت قيادة سعد بن أبي وقاص -رضيَ الله عنه-، فانتصر المسلمون فيها.
- شارك في معركة فتح المدائن تحت لواء سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-.
- شهد معركة فتح جلولاء تحت راية هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري.
- شهد سنة سبع عشرة الهجرية فتح رامهرمز والسوس، وتستر تحت لواء أبي سبرة بن أبي رهم.
- شارك في معركة نهاوند الحاسمة، تحت لواء النعمان بن مقرن المزني، فأبلى جرير بلاء عظيماً في هذه المعركة.
مناقب الصحابي جرير
تحلّى الصحابي الجليل جرير -رضيَ الله عنه- العديد من المناقب من أبرزها ما يأتي:
- أسلم في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلم-، فنال شرف صحبة رسول الله -عليه الصّلاة والسلام-.
- لم يحجبه الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- يوماً من الأيام حتى فارق الحياة.
- كان كلّما رآه الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- ضحك في وجهه.
وفاة الصحابي جرير ودفنه
توفي الصحابي الجليل -رضي الله عنه- سنة 54 للهجرة على الراجح، ونزل في الكوفة قبل وفاته، وكان له دار فيها، ثم انتقل إلى قرقيسيا أيام الفتنة بين علي -رضي الله عنه- وبين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، حيث إنّه لم يشترك في هذه الواقعة، واعتزل كلا الطرفين، وبقي في قرقيسا إلى توفاه الله -عز وجل-، وقد قيل إنّه مات بالسَراة أو الشَراة في عهد ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة.