الزهايمر .. كيف نواجهه؟؟
مرض الزهايمر
يُعَدُّ مرض الزهايمر أكثر أمراض الخرف شيوعاً، حيث يدلُّ المرض على فقدان الذاكرة ، وضعف في الوظائف الإدراكيّة في الدماغ بصورة قد تُؤثِّر في النشاطات اليوميّة للمريض، ويُعتبَر التقدُّم بالعمر هو عامل الخطورة الأكبر للإصابة بمرض الزهايمر، إلا أنَّه من الممكن الإصابة بالمرض في عمر صغير، ويتطوَّر مرض الزهايمر مع الزمن، كما تتراجع معه قدرة المريض حتى على إجراء المحادثات اليوميّة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لا يوجد علاج كامل بإمكانه شفاء المرض، إلا أنَّه يُمكن السيطرة على الأعراض، وإبطاء تطوُّر المرض بالقدر الذي يُحسِّن نوعيّة حياة المريض وعائلته.
كيفيّة مواجهة مرض الزهايمر
الجانب العاطفي
عادةً ما يلتفت المريض في البداية إلى البحث عن العلاج المناسب، إلا أنَّ الاهتمام بالمشاعر والعواطف التي قد يشعر بها المريض وفهمها يُساهم في تقبُّل المريض لهذا المرض، ويزيد من قدرته على التعامل مع الأعراض المختلفة، ومن المشاعر التي قد يشعر بها المريض ما يأتي:
- الصدمة وتكذيب الخبر.
- الإنكار.
- الغضب.
- الحزن والاكتئاب .
- الخوف.
- التصديق والتقبُّل.
قد يشعر المريض بالمشاعر السابقة جميعها مرَّة واحدة، أو البعض منها، وفي النهاية يصل المريض إلى نسبة مُعيَّنة من تقبُّل المرض، ويُمكن اتِّباع ما يأتي للحفاظ على صحَّة المريض النفسيّة:
- كتابة اليوميّات، حيث تُساعد كتابة اليوميّات المريض على تفريغ المشاعر، والأفكار التي يشعر بها دون الخوف من حكم الآخرين عليه.
- الدعم الاجتماعي، فيُعَدُّ قضاء وقت جيِّد مع العائلة والأصدقاء، وعدم عزل الشخص نفسه عن الآخرين أمراً مفيداً لصحَّة المريض النفسيّة .
- طلب المشورة من الأخصائي، فقد يُعاني المريض من التوتُّر ، أو الاكتئاب، أو أيّة مجموعة من الاضطرابات العاطفيّة الأخرى؛ لذلك يُنصَح المريض بالتواصل مع المرشد النفسي، أو المختصّ لإيجاد طرق أفضل للتعامل مع المرض، ولمساعدة المريض على التعبير عن مشاعره بشكل أفضل.
- طرح الأسئلة، فمن المهم جمع الأسئلة التي تدور في بال المريض حول مرضه، وطرحها على الأخصائي، والحصول على الإجابات؛ حيث يُساعد ذلك على فهم المرض وتقبُّله.
- التفكير في طريقة للعناية بالمريض في المستقبل.
- جمع المعلومات عن المرض، حيث إنَّ جمع المعلومات يُهيِّئ المريض نفسيّاً لما يجب أن يتوقَّعه من المرض، ويُساعده أيضاً على توفير وقته وجهده في تغيير شيء لن يتغيَّر، كما أنَّ البحث يُبقي المريض على اطلاع دائم بأحدث وسائل العلاج والوقاية.
الجانب العملي
أمّا في الجانب العملي فيُمكن اتِّباع ما يأتي من أجل الحفاظ على الاستقلاليّة، وتحسين الذاكرة:
- تحضير مخطط بالأشياء التي يجب على المريض إتمامها خلال اليوم.
- كتابة الأسماء والأحداث المهمة.
- عنونة الأدراج والخزائن لتسهيل عمليّة تمييز الأشياء.
- الاحتفاظ بقائمة تتضمَّن أرقام الهواتف الضروريّة.
- اتِّباع روتين يومي؛ حيث يزيد الروتين من استقلاليّة المريض، وعدم اعتماده على الآخرين لمُدَّة أطول.
- طلب المساعدة عند الحاجة من الأشخاص المُقرَّبين، فيعطي المريض بذلك فرصة للأشخاص الذين يريدون مساعدته.
- التركيز على الأشياء التي لا يزال المريض قادراً على فعلها، حتى لو تطلَّب ذلك منه أيّاماً، والابتعاد عن المهام الصعبة.
- إجراء دراسات ماليّة لحساب كلفة مُقدِّمي الخدمات الصحِّية المختلفة، والمرافق الصحِّية، وتحديد الخيارات المناسبة.
- الانخراط الفعَّال في أيّة نشاطات اجتماعيّة خلال فترة الإصابة.
- المشاركة في مجموعات الدعم النفسي، والخدمات المُقدَّمة من خلالها.
أعراض الإصابة بمرض الزهايمر
يرتبط ظهور الأعراض بأماكن مختلفة من الدماغ، وبناءً على ذلك تُؤثِّر في الوظائف المرتبطة بهذه الأماكن، ومن هذه الوظائف ما يلي:
- التصرفات العاطفيّة، أو اتسام المريض بشخصيّة عاطفيّة.
- اللُّغة وطريقة الكلام.
- الذاكرة.
- إدراك الأمور.
- التفكير والحكم على الأمور.
ويظهر المرض في البداية على شكل نسيان مُتكرِّر، ويجب التفريق بين مرض الزهايمر وضعف الإدراك المعتدل؛ وهو النسيان الطبيعي نتيجة التقدُّم في السنِّ، والذي يُؤثِّر في الذاكرة والتفكير، ولكن لا يُؤثِّر في النشاطات اليوميّة للمريض، ومن أعراض ضعف الإدراك المعتدل ما يلي:
- صعوبة أداء أكثر من مهمة في الوقت نفسه.
- صعوبة حلِّ المشكلات.
- نسيان الأحداث، أو المحادثات حتى وإن كانت مُؤخَّراً.
- أخذ المريض وقتاً أطول في أداء المهام الصعبة المطلوبة منه.
أمَّا أعراض الزهايمر المُبكِّر فهي كما يأتي:
- صعوبة أداء المهام التي تتطلَّب مجهوداً ذهنيّاً، مثل: الألعاب الذهنيّة الصعبة.
- التوهان والضياع حتى في الطرق المألوفة.
- حدوث مشاكل في الكلام، مثل: صعوبة تذكُّر أسماء الأماكن والأشياء.
- فقدان الشعف في أداء الأشياء التي كانت في العادة تجلب السرور للمريض.
- حدوث اختلاف في الشخصيّة.
- وضع الأشياء في غير أماكنها المُخصَّصة.
الأدوية المُستخدَمة في علاج مرض الزهايمر
لا يوجد حتى الآن أيُّ علاج لمرض الزهايمر ، إلا أنَّ هناك مجموعة من الأدوية التي تُستخدَم في تخفيف الأعراض، وتخفيف سرعة تطوُّر المرض لأطول فترة ممكنة، ففي الحالات المُبكِّرة من الإصابة بالمرض قد يصرف الطبيب بعض الأدوية، مثل: دونيبيزيل (بالإنجليزيّة: Donepezil)، أو ريفاستيجمين (بالإنجليزيّة: Rivastigmine)؛ حيث تُؤثِّر هذه الأدوية في مستويات الناقل العصبي أستيل كولين الذي يلعب دوراً في تحسين الذاكرة، فتُساعد الأدوية على إبقاء الناقل بمستويات جيِّدة في الدماغ، أمَّا في الحالات المُتقدِّمة الأخرى قد يصرف الطبيب دونيبيزيل، أو ميمانتين (بالإنجليزيّة: Memantine)، فيُساعد على منع تأثير الغلوتامات (بالإنجليزيّة: Glutamate) الذي يُفرَز بكمِّيات كبيرة أثناء الإصابة بالمرض، ويُساهم في تدمير خلايا الدماغ، وقد يلجأ الطبيب إلى صرف أدوية أخرى، مثل: مُضادَّات الاكتئاب، أو مُضادَّات التوتُّر؛ وذلك لعلاج الأعراض المرافقة للمرض، مثل:
- الاكتئاب.
- العدائيّة.
- الهلوسات.
- سرعة الانفعال.
- عدم الراحة.
طرق منع الإصابة بمرض الزهايمر
يُمكن منع الإصابة بمرض الزهايمر عن طريق معالجة عوامل الخطورة، والتعامل معها بطريقة فعَّالة لتخفيف فرصة حدوث المرض، وأثبتت الدراسات أنَّ ممارسة الرياضة، والالتزام بحمية غذائيّة صحِّية يُقلِّل فرصة حدوث أمراض القلب، والزهايمر أيضاً، وأمراض الخرف الأخرى، ومن هذه الممارسات الصحِّية ما يأتي:
- ممارسة التمارين الرياضيّة بشكل منتظم.
- تناول الأطعمة الطازجة، والأطعمة التي تحتوي على كمِّيات قليلة من الدُّهون المشبعة.
- الالتزام بعلاجات مرض السكَّري، والضغط، والكولسترول.
- الإقلاع عن التدخين.